☕ 1 ☕

379 28 22
                                    

جالسة أمام نافذة غرفتي أو بالأحرى سجني فحقا انا لا اتذكر اخر يوم خرجت من عزلتي ربما منذ بدأ هطول المطر . تحيط بي أربعة جدران داكنة اللون أحدها يحمل تلك النافذة الصغيرة ولاخر يحمل باباً من. حطب مهترأ .
كنت احمل كأسا من القهوة لم أعد أحس مرارته و لا سواده و لا حتى حرارته فحياتي لم تكن تقل مرارتا و لا اسودادا و لا برودا بالرغم من اني الف حولي وشاحا و اجلس أمام موقد صغير مناسب لصغر غرفتي.
كنت أتأمل الطريق و أتأمل من يذهب و من يعود و الأمطار الغزيرة التي تهطل على الشوارع.
لا توحي تلك الرعود و البرق أن فصل الشتاء سينتهي يوما ويمر هذا الشهر التعيس بالنسبة لي فانا لست من محبي فصل الشتاء أ ضن انه اكثر الفصول كأبة و تعاسه انا لا يهمني رأي احد فهذا يكون راي الشخصي .
للان اضنكم بدأتم تأخذون فكرة علي فانا تلقيت في صغري عدة صدمات كانت احداثها في هذا الفصل لم يتحملها قلبي فطلب من عقلي تدوينها فهي كانت مؤلمة بالقدر الكافي لتدفن مشاعري الحيوية ككل فتاة شابة في أعماق ظلمات و قسوة الحياة.
فحولتني من أن أكون فتاة اجتماعية لا تملك أي حاجز بين أفراد مجتمعها و روحها النقية فهي كانت تتنقل بكل حرية في الارجاء عكس حالها الان فقد أصبحت أسيرة الماضي و قسوة الحياة .

انا فتاة فقدت كل ما هو ثمين في حياتها فأصبحت لا تبالي لشيء كجسد بدون روح ماضي كان اسودا لا توجد فيه نقطة بياض قضيت حياتي مع زوجة أبي لا تسألوني عن امي فانا لا اتذكرها لم أتجرأ يوما في سؤال زوجة أبي فهي تمقتني وانا طبعا ابادلها نفس الشعور فافعالها علي لم تكن بالهينة اتعرفون رواية البؤساء كانت بطلتها الفتاة المسكينة كوزيت اتعرفون المعاناة التي عاشتها نعم انا عشت مثلها لكن مع زوجة أبي.
اسالكم هل تعرفون إنسانا حاضرا لكنه غائب بالطبع هو ابي فهو طول الوقت يعمل فلا أراه إلا مرة في الأسبوع أو حتى مرة في الشهر فهو لا يؤدي واجباته نحوي هذا ما يجعل كلمة أبوة تقال له فوق حقة .
انا الوحيدة لامي حسب ضني فانا لا اعرف شيئا عن عائلتي حتى اني ضننت يوما أن تلك العائلة تبنتني من احد المياتم .
ايضا لو سمحتم لا تذكروني بشيء يدعى مدرسة فبالرغم من اني كنت اضحك فيها كثيرا و اهرب إليها من ظلم حياتى و زوجة أبي لكني اكرهها فانا لا احب الدراسة لكن مرة أخرى انا فتاة و مجتمعي لا يقدر اي انثى لا تدرس .

كبرت و صرت راشدة اعرف الصواب من الخطأ كان علي الانتقال قبل دخول فصل الكئابة الى منزلي الخاص فانا لم اعد اتحمل تصرفات تلك العجوز المدعية انها زوجة أبي .
وجدت بيتا بأجر منخفض كان فيه غرفة و مطبخ وحمام لا اكثر لم ابدا بعد ترميم تلك الشقة التي ادعوها انا وكري و انا الان اعمل مدرسة تربية بدنية . وفي الأيام الممطرة لا اعمل فالثانوية التي اعمل فيها لا تحوي اي ملعب فيه سقف . اي ان كل ملاعبها تبللها الأمطار و بهذا لن نتمكن من تادئدية حصصنا وهذا يروقني جدا فانا سمعت أن هذا الاسبوع سيكون كسابقه غزير الأمطار و بالتالي سيكون لي اسبوع ثاني في البيت .

تسريع احداث:
لا اعلم لماذا توقفت الأمطار لكن ما أعلمه هو أنه علي غدا العوده الى العمل لأنه لن يكون هناك مطر .


انتهى البارت الاول
هذه رواية جديدة بمناسبة فصل الشتاء
ستكون قصيرة فيها 3 بارتات فقط
و النشر سيكون هذا الاسبوع القادم
لا تنسو التقييم و التعليق
و رايكم في هذا النوع من الروايات  القصيرة .

أمطار يناير January Winter |مكتملة|Where stories live. Discover now