01

5.3K 209 98
                                    



-

كَان يقفُ امام خزانتِه مع تلك الكُتب بين ذراعاه، قام بِفتح القُفل بينما يطلع اصواتًا متململة، هو حقًا يتُوق لإنتهاء يومه، لكن معالم التعب ضربت وجهه حينما أدرك بإنه مايزال في منتصف اليوم، وقد تبقت له عدة صفُوف قبل ان ينتهي .

"لَيس وكأنني املك الطاقة لإستيعاب الهراء الذي سيلقى علي"

خلل اصابعه خلال خُصلات شعره السوداء العتمة بينما يُقلب عيناه بإنزعاج، القى بكتبه بالخزانة دون مبالاة، ثُم أقفل بابها، أدار جسده ليجد كتلة قطنية وردِية تقف أمامه .

"وويُونق-آه فلنذهب هيا"

لقد كان صديقه المُقرب يوسانق صاحب الملامح الإلهية، او كما يُحب أن يناديه (الفيجوال المُقدم من الإله) حيثُ كان يملك بشرة بيضاء ثُلاجية شاحبة، وعينَان مميزتان للغاية يصعبُ الحكم على صاحبهما بأنه كوري الجنسية، كانتا ذات رسمة حادة مُتسعة تجعلانه يبدو كالقطط،انفُ مدبب مع شِفاه مستوية تغلبها الحُمرة، وحاجباهُ اقل كثافةً وعرضة لكن اكثر طولًا مضيفان إِليه تقاسيم وجهٍ باردة، وصولًا الى شعرهِ الكثِيف والذِي صُبغ باللون الوردي مؤخرًا، ليبدو مثل كتلةٍ من الحلوى القطنية .

إبتسم وُويونق بينما يمشي بجانِبه، كلاهما يملكان ذات البُنية الصغيرة، لم يميزهما العضلات القوية او الطُول الفارع .

بعد حين، وضع وُويونق طبقه على الطاولة، بينما يجذب كرسي ليجلس عليه، ليفعل يُوسانق المثل، كانت الكافيتيريا تعجُ بالضجيج كالمعتاد، بينما وويونق قد أخذ قضمةً من شطيرته، هو راقب ملامح يُوسانق التي انقلبت الى عدم الإرتياح .

"آه مالذي جعلنا نجلسُ هنا، الن تسمح لنا هذه المرة بالجلوس في الخارج؟"

قام يُوسانق بالتذمُر اخيرًا وهو يمدُ شفتاه للأمام، اطلق صاحب الشعر العاتِم ضحكةً قصيرة، وهو يهزُ رأسه مردفًا :

"عليك الإنخراطُ بالضجيج وحينها ستعتاد الأمر، الجو بالخارج مملٌ للغاية"

كما هو الحال تمامًا، لقد كان وويونق ويُوسانق مختلفانِ من جوانبِ عدة، يملكان الكثير من الإهتمامات المتضادة، وصفاتٌ غير مطابقة، لكن هذا ماجعلهما أقربَ لبعضِهما، لقد أحب وويونق يُوسانق كثيرًا، منذُ البداية، حينها فقط نمت تلك الرابطة الرصينة بينهما .

كان وُويونق يستطيع تحرير مشاعره بسهُولة ومن دون أي خطوة يقدمها للتفكير، كان يُحب التلامس مع يوسانق، يُحب ان يحتضنه، يمسك يداه، يقبل وجنتاه، على عكسِ يوسانق الذي كان فتى متحفظ تجاه مشاعره، فتى خجُول ولا يحبُ الحدِيث كثيرًا، لكنهُ قد رمى هذا كله جانبًا مع وويونق، حيث أحب ملامساته، أحب احتضانه، أحب قُبلاته، أحب كل الأشياء المتعلقة بهما .

هُو لم يعلم إن كان من الطبيعي أن تُحب وتفعل وتشعر بكل هذه الأشياء مع صدِيقك المقرب..لكنه لم يهتم .

حدَق وويونق الى يوسانق بابتسامة والذي كان يقوم بارتشاف حليب الفراولة مع ملامحَ منزعجة تجعلهُ يبدو كقطة حقيقية .

"يوسانق-آه، أنت لطيف للغاية"

تحدَث وويونق فجأة جاعلًا من يُوسانق يتوقف عن ارتشاف الحليب الذي بين اصابعه، ثُم اكتسى البستان الأحمر وجنتاه الممتلئة، أبعد الماصة عن شفتاه .

"م-مالذي تقوله، انا لست كذلِك"

أردف يُوسانق متلعثمًا ليزداد جنُون وويونق بلطافة الأكبر الفتّاكة، اقترب منه سريعًا، ثم قبل وجنتهُ ذات الملمس الناعم، لكنهُ لم يبتعد بعدها، لقد أبقى شفتاه عند وجنةِ يُوسانق، يتلمسها برقة .

"هيُونق..توقف عن كونك لطيف"

همس وويونق بهدُوء ضاربًا بأنفاسه الحارة وجنة يُوسانق، وعندها الأكبر قد شعر بأذناه تحترقان مع وجنتاه، وجهه بالأكمل من الحرارة، وضعَ يده فوق يدِ وويونق التي كانت ملتفةً حول خصره .

"وويونق ابتعِد هذا مزعج"

قالَ يُوسانق متظاهرًا بالإنزعاج مثل كلِ مرة، لكن وويُونق يعلم بأن الأكبر يحب قبلاتِه، ولم يجدهُ مزعجًا على الإطلاق، ازدادت ابتسامته كبرًا بينما يبتعدُ عنه، قَبل ان يستمع الى الهمسات التي بدأت تنتشر بالكافيتيريا.

التفت وُويونق ليجدَ مجموعة الفتيان الذين دخلُوا حيثُ استقرت جميع الأنظار عليهم، وقعت عينا وويونق على الفتى الذي يمشي ضمنهم، حيثُ يملك شعرًا أشقر مجعد مع عينانِ صغيرة تسحُر الأبصار كان ذُو بنيةٍ معتدلة مع خصرٍ مبهر وممشوق، يرتدي الأسود كما لو كان لونه المفضل، والمعالم الغير مهتمة كانت تحيطُ وجهه المثالي .

"يُوسانق انه تشوي سان!"

قالَ وويونق أشبه بالهمس وهو ينظرُ لصديقه الذي كان يرتبُ شعره بإرتباك، ولم يتجرأ وويونق على لومِه .

لقد كان تشُوي سان أشهر طلاب الحرم الجامعِي، حيثُ قَد كان أحد ابناء اكثر العائلات المرمُوقة، مظهرهُ المثِير والوسيم وضعه بعين اعتبار الكثِير، هالتهُ الباردة والمخيفة نوعًا ما كانت كفِيلة ايضًا بإزدياد شهرته، وسعيّ العديد للحصُول على نظرة واحِدة منه .

وُويونق وجده مثيرًا ورائعًا للغاية، لقد أراد الحصول عليه، أراده، لقد كان مُعجبًا بِه منذُ رؤيته للمرة الأولى، أراده بشدة .

كلَا من وويونق ويُوسانق منجذبانِ إليه كحال الجميع، كلاهما يعلمانِ بهذا، يعلمان بأنهما معجبانِ بنفس الشخص، لكن هذا لم يُشكل أي مشكلةٍ لهما، في الواقع، كان لدى وويُونق خطة مناسبة تمامًا في عقله .

"ووي-ونق.."

شعر وُويونق بأحدٍ يُمسك بطرف قميصه ويشدهُ بخفة مخرجًا إياه من دوامة أفكاره، رفع رأسهُ ليجد بأنهُ يوسانق، قطب حاجباه باستِفهام قبل أن يُشير يوسانق لجانبه .

"مالذِي تفعلانه على طاولتنا؟"
تحدث الفتى الواقفُ امامه، والذي كان بجانبِه مجموعة الفتيان، مع تشوي سان .

اللعنّة .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 26, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Whiplash | woosansangحيث تعيش القصص. اكتشف الآن