المُشاركة السّابعة

20 4 3
                                    

🔹️🔹️بسم الله الرّحمان الرّحيم 🔹️🔹️
.
.
.
.
المشاركة اليوم كانت مُختلفة طُلِب منّا وصف حالة شعوريّة في موقف مُعيّن أي نتخيّل أنفُسنا في المستشفى وسوف نخضع لعملية بتر ساق فكيف ستكون ردّات الفعل💔💔
.
.
.
.
.
كنتُ سَبّاحاً💔😔
......الموج يتلاطم ويمخُضُني يمينا وشمالا ...أنا أُكافِحُ من أجل البقاء ...أُحاول الوصولَ إلى السّطح ...أنا سبّاح ولن أغرق ...أن أموت غرقاً ستكون إهانة للألقاب والكؤوس الّتي حصلتُ عليها....
فتحتُ عينيّ وجسدي مُلقاً على الشّاطئ ساقي تُألمني بشدّة إنّها تنزف.....أخرجتُ هاتفي من الجيب (كُلّ أعضاء الفريق هواتفهم مقاومة للماء ..)
حاولتّ الإتّصال بأحد الأرقام ....ثُمّ لم أشعر إلاّ بالسّواد يحيطني من كلّ جانب...
أصواتٌ تتعالى داخل رأسي (هل هو حيّ ،ماذا عن الأخرين...بنيّ ....عزيزي....أخي....هل سيكون بخير....ماذا حدث....كيف تحطّم القارب....إبتعدوا إنّه ينزف....)
لم أرى شيئا حينها حاولتُ النّهوض رغم الدّوار الذّي أصابني ...لكن إرتخى جسدي مُجدّدا وأنا داخل سيارة الإسعاف....
الثّانية فجراً
أحسست بثقل عينيّ بعد صراع طويل فتحتهما قليلا
لأجد زوجتي نائمة بقربي ...ظللت أتأملها حتى غفوت وفي الصّباح أيقظني صوت أمّي أو بالأحرى صوتُ بكاءها كانت تُجادل الطّبيب عن شيء لم أعرف ماهو....حاولتُ النّهوض فإنتبهت إليّ زوجتي وإستدارت بعينين حمراوتين ...نسيت كّل آلامي وجروحي لأندفع بالسّؤال عن حزنهما وكأنّني لست المريض ولم أنتبه أنّني سببُ تعاستهم
.......غادر الجميع ليتركوني وحيدا أتّخذ القرار
في الصّباح أخبرني الطّبيب بضرورة إجراء عمليّة لبتر ساقي...لم أفهم ماكان يقول فيروس دخل في الجرح وهو ينتشر بسرعة ،لذلك يريدون أن يوقفوه بإستئصال ساقي قبل أن ينتشر في كامل جسدي....كُلّما أتذكّر كلام الطّبيب أشعرُ بسكاكين تطعن قلبي وتنهشهُ أُحِسُّ بالضّياع والألم ....
أنا يائس وحزين بل مقهور ....
دموعي لا تتوقّف عن الإنهمار كشلاّل مندفع أو أمطار غزيرة ....كأنّني في حلم ...أريد أن أستيقظ فليخبرني أحدٌ حقيقة غير هذه أخبروني أنّني نائم أو ميّت أو أي شيء آخر .....أوجاعي أضعافٌ وأضعاف ....سمعتٌ أنّ أصدقائي غرقوا جميعا وبقيتْ جُثّة المُدرّب مفقودة.....ما فائدة العيش بعد الآن فكلّ ماهو جميل غادرها ....إخوتي في الفريق منافسيني ومدرّبي جميعهم ماتوا ...و بقيتُ فإبتلاني الله بهذا المرض حتّى لا أسبح أنا أيضا ....بإختصار فريق السّباحة الخاصّ بنا إندثر في ليلة واحدة وأنا هنا أختار ُ هل أموت بهدوء أو أستسلم لما يُريده الأطبّاء ....المقاومة لن تُفيد إذا رفضتُ سأُسرِّعُ موتي وإذا وافقت سأموت وأنا حيّ .....أنا الآن عاجز ....صغيرتي ومحبوبتي لن تفخر بي أمام أصدقاءها بعد الآن وسيتنمّرون عليها من جديد .....سأُطردُ من العمل ....الشّركات لن تتبنّى سبّاحا مبتوراً......أنا الآن رياضيّ سابق وعالة على زوجته وأُمّه
......إلهي لما لم أمت فحسب هل عليّ أن أُعاني بهذه الطّريقة البائسة ....أكرهُ اليأس وأكرهُ الشّفقة ......من سيَدعمُني .....😢😢.....

حسناً أنا موافق ...(آه تنهيدة بقلب مكسور)سأجري العمليّة .
بعد أيّام تحسّنت حالي أنا الآن أفضل قليلا ....في غرفة المستشفى أُلاعِبُ صغيرتي ....وأُفكّرُ في العودة إلى المجال الرّياضي ....كنتُ سابقا جيّدٌ في الإلكترونيّات ...رُبّما أحد عملا بدبلومي السّابق .....على أيّة حال موهبتي لن تخدمني بعد الآن ...من أجل أسرتي الصّغيرة سأصمت طويلا وأبتلع الكلمات وأترُكها تموت غي قلبي سأخفي الضّجيج الّذي بداخلي ...أتجاهل أصوات الماضي .أُغرق نفسي في البرمجة والتّهكير لأنسى ذكرياتي الموحشة ...فقدتُ روحي ذلك اليوم ...لكن لن أدعمه يرون كآبتي لن أُ بعثر أحاسيسي المُرّة في قلب أحد....سأمضي بصلابة متصنّعة لأُسعد غيري سأكون نبع حنان لأولادي ولن أسمح لزوجتي بأن تغرق داخل فراغ عينيّ ......💔💔

دمتم سالمين❤❤

Has llegado al final de las partes publicadas.

⏰ Última actualización: Jan 27, 2020 ⏰

¡Añade esta historia a tu biblioteca para recibir notificaciones sobre nuevas partes!

🍇توت وردي🍇Donde viven las historias. Descúbrelo ahora