الفصل الثاني

5.2K 186 6
                                    

الفصل الثاني

كانت ياقوت تدور في الغرفة بفرحة شديدة وهي تهمس بتوتر وتعد الأشياء في عقلها كي لا تنسى شيء:

-المشط ..ربطة الشعر ..واقي الشمس ..يا إلهي نسيت المناديل المبللة.

هتفت بجزع وهي تركض للمرآة تخرج المناديل من درجها لتزفر أم السعد وهي تغلق حقيبة ملابسها:

-يا أبنتي أهدئي قليلا ..لستِ ذاهبة لأخر العالم.

عبست ياقوت وهي تلتف لأم السعد الجالسة فوق الفراش تطوي الملابس وترتبها:

-بالله عليكِ يا دادة لا تفسدي فرحتي ..أعلم أنها مجرد محافظة ساحلية لكنها أول مرة أسافر بمفردي ..وأنا متحمسة للغاية.

قالتها وهي تطوي جسدها أسفل ركبتها وتضع رأسها في حضن أم السعد لتلاعب الأخرى شعرها بحنان:

-هل تظني أني سوف أستمتع يا دادة؟

سألتها بحزن لتهتف الأخرى وهي مستغربة من السؤال:

-ان شاء الله يا حبيبتي ...بالطبع سوف تستمتعي ..أخرجي وأفرحي واصرخي وعيشي ..فأخيرا تركوكِ هؤلاء المتاعيس لا اعرف لم لا يتزوجوا ويرحموكِ قليلا؟

زفرت ياقوت بقوة وهي تلاعب ضفيرتها:

-الصراحة.. أنا خائفة بل فكرت أيضا أن أتراجع عن هذه الرحلة فقلبي غير مطمئن، أنها المرة الأولى التي أذهب لمكان دون أعمامي.

حركت أم السعد شفتيها يمينا وشمالا بحركة شعبية كدلالة على عدم الرضا لكنها همست لها بحنان وهي تمسح على رأسها:

-لا لا ..لا أريد هذا الكلام ..أنتِ الأن أنسة كبيرة ومثل الفل ...ماذا ستفعلين لو تزوجتِ؟.. ستخبرينهم " لا

والنبي أريد أعمامي معي؟".

ثم ضحكت لكن ياقوت لم تضحك بل شعرت بقلبها ينقبض وهي تقف لتجلس بجوار أم السعد قائلة بيأس طفولي:

-هل تظني أني سأتزوج؟

شهقت أم السعد بقوة وهي تضرب على صدرها:

-فشر ...و إذا لم تتزوجي أنتِ فمن سيتزوج إذا يا عيون قلب أم السعد؟ ..والله أنكِ قطعة من القمر ومئة شاب يحلمون بيكِ.

زفرت ياقوت بحزن وهي تفرد جسدها على السرير وتحتضن دبدوبها الغالي لتقف أم السعد وتضع عليها

لأجل الياقوتWhere stories live. Discover now