(39)

1.9K 131 18
                                    

بقلم نهال عبد الواحد

هرولت هدى خارجة من الحجرة وتبعها مجدي وهو متمتمًا: يارب اكتب الخير حيث كان!

توقفت هدى أمام ابنتها مصدومة لا تصدق الحالة التي آلت إليها وكأنها كانت تقيم في مكانٍ آخر! آلمتها هذه الحالة وأسرعت نحوها تضمها بحنانها مربتة عليها، لكنها صدمتها في عنقها بغير علمٍ منها فانتفضت فجأة متألمة.

فصاحت تتساءل بخوف: مالك! إيه اللي بيوجعك؟

ثم استقامت وصاحت في الجميع: ما تردوا تقولوا! إيه اللي جرالها؟!

فوقعت عيناها على مروان وحملقت فيه بغضب تحول لسخرية من هيئته وملابسه المنزلية.

لكنه أجابها: الدكتور قال إنها حالة نفسية.

فضمت ساعديها أمام صدرها قائلة باستخفاف: لازم يجيلها حالة نفسية بسببك؛ إنت من يوم ما دخلت حياة بنتي وهي ما جاتش يوم أدام، ماتفارقنا بأه! اتقدمت وقلت لأ في حاجة تانية؟

قالت الأخيرة بصياح، ابتلع مروان ريقه محاولًا الحفاظ على هدوءه لألا يغضب.

بينما صاح مجدي: ما بزيادة يا هدى!

ثم قال بهدوء موجهًا كلامه لمروان: أنا آسف يا بني، اتفضل اقعد ونتكلم بهدوء.

فصاحت هدى: هدوء إيه! وأنا بنتي بتضيع مني.

أغمضت كارما عينيها وابتلعت ريقها تحاول أن تتمالك نفسها ولا تجهش بالبكاء.

فتابع عمرو: يا ماما ما حالة كارما بسبب رفضك ده، وحضرتك عارفة وبتعاندي، ممكن تتفضلي بهدوء ونتفاهم.

فصاحت فيه: إنت كمان هتناطحني يا واد! ما دي آخرة مجايبك!

فتدخل مروان بهدوء: إذا سمحتِ ممكن أتكلم!

فأجابت بتهكم: هتقول إيه؟ إبعد عن بنتي وبطّل تفرض نفسك عليها!

فأجاب مروان بحنق: أنا بفرض نفسي عليها!

قالها وقد بدا صوته بالاختناق لكنها تمالك نفسه وتابع بثبات: طب مش هتكلم ولا هنطق بأي كلمة إلا لما أسمع منك يا كارما، أنا بفرض نفسي عليكِ؟!

فصاحت: وإنت فاهم إن بنتي هتكسّر كلامي!

فكرر بنوع من التوسل: من فضلك يا كارما، لو بفرض نفسي عليكِ قولي وأنا هنسحب فورًا مش م البيت بس من حياتك كلها، أنا بفرض نفسي عليكِ!

فأجابت كارما بصوتٍ ضعيف: لأ!

فزفر بقوة وبدأ يستعيد انتظام أنفاسه بينما تابعت هدى: دي عيلة خايبة، ما تعرفش مصلحتها.

فتابع مروان بثبات: غريب جدًا موقفك! أنا بجد مستغربك جدًا! أنا فاكر كويس إزاي كنتِ متقبلاني وبترحبي بيّ كويس، ليه اتغيرتِ فجأة كده؟! سمعتِ حاجة عن أخلاقي مثلًا! نصّاب! حرامي! أي حاجة تمس أخلاقي وسمعتي!

(هات و خد)       By : Noonazad Where stories live. Discover now