6

11.5K 223 5
                                    

وقف مذهوال من سقوطها المفاجئ امام عينيه ... جثى على ركبته و رفع رأسها على
ساعده لكنها ال تشعر بشئ مما حولها ...حملها برفق ووضعها على اقرب مقعد و
احضر زجاجه عطره النفاذ و رش منه امام انفها ... بدئت تدرك ما حولها شيئأ فشيئا
فتحت عيناها بأعياء و نظرت له :انت مين
مالك بدهشه : ميرا انا جوزك .... انا مالك فى ايه
استوعبت كل شئ و تذكرت ثم اظرفت الدموع من عيناها الجميلتين ... نظر لها بأسى
... فال يعلم انه بهذه القسوه اال عند سقوط الدموع من مقلتيها... ضمها الى صدره
بحنان بالغ....
مالك: انا اسف .... ماكنش قصدى انى اجرحك
خرجت من حضنه و نظرت فى عيناه ....انت اتجوزتنى ليه.... و بالش تقولى
اسطوانه شفتك عجبتينى وال حبيتك الن مش مصدقه
مالك بشئ من الحزن : هقولك بس توعدينى االول انك مش هتمشى
هزت رأسها بااليجاب دون النطق بأى حرف
مالك بصدق و هو سابح فى بحر عيونها و نسى الكون بأكمله من حوله: ميرا انا
عايزك معايا... انا نفسى اتغير ...و ارجع زى ما كنت زمان
نظرت له بتمعن : مش فاهمه ...عايز ايه منى انا...
مالك بصدق: عايزك تحبينى
ميرا: بس انا قلبى مش بأيدى.... انا ماشفتش منك شئ واحد يدينى مؤشر ايجابى
للزيجه اللى احنا فيها دىو يخلينى احبك
مالك انت ترضى ان واحد يعمل فى اختك اللى انت عملته فيا
هز رأسه نافيا ...اكيد ال
ميرا: طيب ليه انا اخدتنى من بيت اهلى و بتلعب بيا.... كل ده علشان رفضت امشى
معاك فى الحرام او اصاحبك.. جيت اتجوزتنى علشان تكسر عينى و تذلينى .... انت
تعرف عنى ايه علشان اشوف منك كده


مالك و قد شعر بحنان هذه الفتاه: انا ما انكرش انى اتشيدتلك...ثم تغيرت لهجته الى
القوه و السخريه : ...بس بجد مش قادر
ميرا بأستفهام: مش قادر على ايه...
مالك: بوصى يا بنت الناس ... احنا هنعيش مع بعض فتره و هننفصل و انا اوعدك
بشرفى ان الفتره دى مش هتزيد عن سنه ... استحملنينى بالطول او بالعرض
نظرت له و عيناها يملئها الدموع ...و قامت من مجلسها ووقفت امامه بتحدى شديد:
ماشى يا مالك سنه ..لكن لو جيت قلتلى سنه و يوم ساعتها هخلعك
و بما انها ايام بنقضيها مع بعض زى ما انت بتقول ...يبقى انا ليا شروط و تنفذهالى
مالك: اوال اسمها طلبات انا ما فيش وحده تتشرط عليا ... ماشى
ميرا: و انا قلت شرط مش طلب ... لو قبلته اتفقنا لو رفضت يبقى من دلوقتى نفضها
سيره و كل واحد يرجع على بيت اهله
مالك بسخريه: اتفضلى املى شروطك عليا يا ربه الصون و العفاف
كظمت غيظها : اوال هنعيش مع بعض زى االخوات...
رفع بصره لها بأستهزاء واضح: ال يا بت حوشى الجمال ... ده انتى ما تساويش 7
ابيض فى سوق النسوان ... ما انتى اصلك لو شفتى اللى بيترموا عليا ما كنتيش قلتى
كلمه زى دى...
و بدء يقترب منها شئ فشئ حتى شعرت بلهيب انفاسه و هو يحرق بشرتها ....و
انحنى و طبع قبله على شفتيها ...على فكره نسيت اقولك .. انتى مش من النوع اللى
انا بحبه...باى يا قطه

ثم تركها تلملم اشالء ما تبقى لها من انوثه مبعثره ... تلك االهانه لم تسمح بها ...
فلم تكن تلك القطه المطيعه فمن اليوم سأخرج لك اظافرى ...سأجعلك تندم على
زواجك منى....
قامت و استلقت على الفراش ....و هى تفكر فيما آلت له حياتها بين ليله و ضحاها
--------------***********------------
تركها تقضم فى اظافرها و خرج من المنزل كاد ان يضعف امام رقتها و سحرها و
انوثتها ...فكيف لها ان ترفضه و لم تقبل به زوجا ....فكيف انا من تتاهفت النساء
حولى ... تأتى زوجتى و ترفضنى و تلقى بى بعرض الحائط ... شعر بحرج فى
كرامته و رجولته
قاد سيارته الى تلك البقعه القذره ... ترجل منها و هو لم يكن بباله سوى من تركها
بالمنزل .... جلس وسط ساهر و جمع من الفتيات العاريات ...فكان ينظر لكل واحده
منهم لعله يجمع شئ مما فى زوجته لم يجد اى شئ فجميعهن رخيصات ....لكن من
المفترض ان ترخص لى تتمنع عليه و تغلى نفسها
ساهر: ايه يا كنج .. مش فى المود ليه
مالك: ابدا ارفان مش طايق نفسى
تتحدث احدى الفتيات و هى نانسى تلك الدلوعه التى تملك من المال الكثير و الكثير
بفضل والديها اللذان يعمالن فى الخليج و هى تبعثر االموال على ما حرمه هللا
نانسى : ايه ده ... من امتى مالك عبدالرحمن بيلبس دبل فى ايده ... مش طول عمرك
كنت بتقول ان الدبل دى زى حبل المنشقه ...طلما دخلت فى صوبعك و كأنك لفيت
الحبل على رقبتك بأيدك

نظر لها و الى ما ترتديه .... كان يود ان يختلى بها و يعرف ما مدى تأثره احقا قلت
جاذبيته
نانسى : مالك يا مالوكى بتبصلى كده ليه ....
نظر لها و ضغطت بأسنانه على شفته السفلى .... فأقتربت منه الى حد كبير و لنقل
كانت ملتصقه و تخللت اصابعها الناعمه خصالت شعره الحريريه...
نانسى : قوم تعالى معايا انا هعرف اغيرلك مودك
مالك : فى ايه يا مجنونه انتى ... هنروح فين
نانسى : تعالى بس من سكات ....وقفت امام احدى الدراجات البخاريه و اخرجت
خوذتان ... اعطته واحده و ارتدت االخرى و صعدت على الموتو برشاقه عاليه ... و
ركب خلفها و قادت بسرعه جنونيه لكن قطرات المطر اخفت الرؤيه امام عيناها لفتره
وجيزه لتفقد السيطره على القياده لتصتدم فى احدى اعمده االناره و يتعالى صراخها
...و ساد الظالم و السكون ...ال يقطعه سوى صوت قطرات الماء المنهمره على
االسفلت


نامت لكن ال تعرف ما الشئ الذى جعل قلبها ينقبض الى هذه الدرجه.... قامت
توضئت و صلت قيام الليل فكان الفجر على المشارف ....لم تنتظر كثيرا و سمعت
صوت االذان يعلو ارجاء المدينه ... ادت فرضها ثم خرجت تبحث عنه فى المنزل
لعلها تستمد جزء و لو بسيط من االمان فهى فى مكان غريب عنها و حولها اناس لم
تعرفهم ... حتى لم يكن معها هاتف ... جلست حزينه على حالها و هربت الدموع من
حبسها الغير حصين...
------------***********----------
ماجده : بت يا مى قلبى واكلنى اوى على اختك
مى: انا مش عارفه ايه الهبل اللى حصل ده ... و انتى ازاى توافقى بالسهوله دى يا
ماما
ماجده: يا بنتى دلوقتى هى مراته ... يقدر ياخدها غصب عننا كلنا ...
مى: ماما احنا ماكناش هنمنعها عنه بس على االقل يحترم كلمته
ماجده: اسكتى بقا انا مش مستحمله حاجه ...قلبى واكلنى اوى على اختك و تلفونها
كمان مقفول
مى: كلميها على تلفونه ... مش هو اللى اتصل بيكى
ماجده: ال يا بنتى اتكسف اتصل بيه
مى: هاتى الرقم انا هتصل... و لو فكر يقول اى كلمه هديله فوق نفوخه انا مش
طيقاه
ماجده: مى اتلمى بالش تعملى مشاكل الختك مع جوزها ... المهم انها تكون كويسه و
بخير و مبسوطه .... انا مش طالبه من الدنيا دى غير انى اشوف كل وحده منكم فى
بيت جوزها و متهنيه معاه
احتضنت مى والدتها محاوله منها لتهدئه الروع الذى اصابها على بعد ابنتها الغاليه
---------*****-------
ميس و هى تمسك هاتفها بعصبيه : انت مجنون ازاى عايز تطلع عندنا القصر
دلوقتى
محمد و هو ثمل: وحشتينى
ميس: انت مجنون وال ايه ... مستحيل الخدامين و ماما و مروان موجودين ... و
ممكن فى اى لحظه مالك يرجع البيت
محمد: اووووف بقا انتى و مالك بتاعك ده ... انزلى دلوقتى بدل ما وهللا هعلى صوتك
و هفضح الدنيا و هقول لكل الناس على اللى بينا
ميس بترجى: محمد لو سمحت وهللا ما هقدر ... ممكن اى حد من الخدم يشوفنى ...
مالك يدبحنى فيها
محمد بأستهزاء الحظته ميس: هههههه ال راجل اوى ...
ميس بعصبيه: الزم حدودك و اتكلم عن اخويا بأحترام
محمد بحقد: اه اخوكى المحترم اللى كل يوم و التانى مرمى فى حضن وحده شكل
ميس: انت حيوااان ...
اغلق الخط فى وجهها وهللا اندمك با بت عبد الرحمن المنشاوى .... قريب اوى ده
اللى بينى و بين المحترم اخوكى كتير اوى
--------------***********-----------
على صوت دقات هاتف القصر فى الوقت المتأخر الذى جعل الجميع يستيقظ من نومه
بفزع فمن المتصل فى الوقت المتأخر هذا
انتفض مروان من فراشه مسرعا و اجاب بصوت قلق
مروان: ايوه حضرتك ده اخويا ... خير
مروان: ايه مالك عامل حادثه هو و وحده معاه
كوثر و هى تضرب بيدها على صدرها ..يبقى مراته كانت معاه
مروان: طيب طيب احنا جايين اعملوا كل الالزم و ماتشغلش بالك بأى تكلفه من جنيه
لمليون ... بس هما حالتهم ايه
اغلق الخط و تنهد
كوثر بخوف: مالك ماله
مروان: زى ما سمعتى يا امى ... اطلعى ارتاحى انتى علشان الضغط مش عايزه يعلى
عليكى .... انا هلبس و هروح على طول و اول ما اوصل هطمنك عليه و على مراته
ميس: ال ال انا هاجى معاك ..مش هقدر استنى عايزه اطمن عليه
كوثر: ياال بسرعه يا مروان ... مش هقدر استنى ... عايزه اطمن على اخوك
ذهب الجميع الى المشفى .. كانت كوثر تكاد ان تتعثر من سرعه السير للحاق بولدها
االكبر
مروان: لوسمحتى فى واحد جه فى حادثه و معاه مراته
الفتاه : اه حضرتك اتفضل هما فى الدور الرابع
صعدوا و دقات قلبهم تتزايد مع االقتراب
خرج الطبيب و طمأن الجميع و اخبرهم انهم يستطيعوا الخروج بس فى صباح الغد
دخلت كوثر و هى اول من تلقى الصدمه مما وجدت
تلك الفتاه التى شبه عاريه بمالبسها و زينتها الصارخه لم تختفى مع ذلك الحادث التى
تعرضت له
اعتدل مالك فى جلسته و استند الى يده المجبره و اعدل رأسه المضمده: ماما
كوثر و هى تنظر الى نانسى بأشمئزاز: امال مراتك فين
نانسى بذهول: مرات مين ...انت اتجوزت يا مالك من ورايا
كوثر بأشمئزاز و احتقار: ليه و هو بسالمته كان وعدك بالجواز
مالك: ماما حبيبتى انا كويس الحمد هلل ... ثم و كأنه تذكر
مروان لو سمحت ...ميرا اعده لوحدها فى شقتى اللى فى كفر عبده ... و كانت تعبانه
...روح اطمن عليها
ميس انزلى مع اخوكى علشان تجيبى لميرا هدوم الن ماعندهاش هدوم خالص فى
الشقه
ظلت كوثر تنظر له تحاول ان تستكشف ما يدور فى عقل ابنها
خرجت من الحجره و اجرت مكالمه للخدم تخبرهم بتجهيز حجره مالك و تنظيمها الن
عروسته ستأتى
عادت الى ابنها : ممكن افهم ايه اللى ودى ميرا الشقه بتاعتك
مالك و هو مخفض وجهه: اصلها استفزتنى ... قلتلها وهللا ما انتى راجعه بيت اهلك
و خدتها بالفستان اللى عليها على بيتى لحد ما شقتنا فى القصر تخلص ما هى مراتى
و ماحدش له حكم عليها غيرى
كوثر بضيق و هى تنظر لمن حملقت بهم من شده غرابه الحديث: انت كده راجل صح
... بتستقوى على وليه ال حول لها وال قوه ... اتفووو على دى رجوله
---------******-------
جالسه القلق ينهش قلبها ... من الخوق ... و الملل كان سيد الموقف
دق جرس الباب لتجد ميس امامها تحمل بيدها حقيبه صغيره
ميرا: خير يا ميس
ميس بهدوء: ابدا يا حبيبتى خشى غيرى هدومك ... البسى اللى هنا و تعالى معايا
مروان مستنينا تحت
ميرا: ليه امال مالك فين
ميس : ياال بسرعه بس غيرى هدومك مش عايزين نتأخر عليه
ميرا: قوليلى مالك ماله
ميس: عمل حادثه
ميرا كادت ان تفقد وعيها ساعدتها ميس الى ان نزلت بصحبتها الى سياره مروان
وصل الجميع الى المشفى
كانت تخطو بخطوات سريعه فهى من سبقت ميس و مروان لتفتح الباب و تجد االثنين
كل منهم ملقى على فراش و يظهر عليهم اثار الحادث.. فظنت انها ال تعرفه و هى
ايضا مريضه
ميرا: الف سالمه عليك
مالك بنظره برود: اه هللا يسلمك
ميرا: الف سالمه على مالك يا طنط
كوثر بحب و حنان من اجل تلك الرقيقه : ال يا حبيبتى انا زى ماما و مش عايزه
اسمع كلمه طنط دى تانى خالص.... و بعدين يا ستى هللا يسلمك
نانسى ببرود: انتى بقا مرات مالك
ميرا و هى ال تعلم ان هذه الفتاه تعرف مالك: هزت رأسها بالموافقه لها بتعجب
نانسى ببرود : انا نانسى صاحبته ..و كنا المفروض هنتخطب ...بس خلى بالك مالك
مش بيحب الست النكديه ... و من اللى انا شوفته امبارح شكلك ارفاه فى عيشته
كان يتلذذ بالنظر لها و هى تشتعل بنيران الغضب.... لكنه كان ساذج فهى لم تكن
نيران الغضب ...فكانت نيران الغيره تنهش قلبها
يتبع......

ستعشقني رغما عنك (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن