الفصل العاشر

42 7 0
                                    

جزيرة بربادوس ، هي جزيرة من جزر الأنتيل الصغرى في المنطقة الغربية من شمال الأطلسي .. كانت مستعمرة إسبانية و برتغالية ولكنها أصبحت مستعمرة إنجليزية منذ عام 1625 و حتى الآن هي تحت حكم الإنجليز و تسري عليها القوانين الإنجليزية
وصلنا إلى سواحل الجزيرة بعد يوم من الإبحار على تلك السفينة الأمريكية .. كانت الجزيرة صغيرة مما جعل الأمر سهلاً في إيجاد السفينة التركية أيسون
كنت متأكداً من أنهم سيبحرون إلى تلك الجزيرة و كنتُ أثق في أيوب أيضاً
حينما وصلنا للجزيرة أخبرتُ الأمريكان و القبطان عبد المجيد أنني سأجد الأيسون في أقل وقت في هذا اليوم و سأنجز تلك الصفقة

وجدتُ الأيسون و صعدتُ على متنها و فاجأت الجميع .. كان الزهول يفيض من أعين الطاقم
فان هارلم " هل صدقتم أنكم تستطيعون التخلص بسهولة من القرصان فان هارلم .. هل صدقتم أنكم تستطيعون التغلب على الهولندي الطائر "
قابلت أيوب الذي كان في غاية السعادة و الثقة من الأمر
أكثر شخص تفاجأ من وجودي بالتأكيد كان بيراك أو كما أخبرني بنفسه بهور قارمونا .. عندما رآني و كأنه أصيب بصاعقة من السماء .. كانت عينيه تكاد تخرج من أماكنها من ذلك الزهول
اقتربتُ منه و أنا أبتسم بينما من خوفه تحرك للخلف ، وضعتُ يدي على كتفه و أنا أبتسم
فان هارلم " أريدك في صفقة أيها القبطان "
اجتمعنا معاً في غرفته تلك التي ثقبها بمسدسه
بيراك " أنا لا أريد أن أعرف كيف وصلت هنا بحق الجحيم ، لكنني أريد أن أعرف ماذا تريد و ماذا تملك لتعقد معي صفقتك ؟! "
فان هارلم " ماذا تملك أنت يا قارمونا .. سفينة محملة بالعبيد في دولة تحت السيادة الإنجليزية .. تعرف أن الإنجليز لديهم قوانين عن إيقاف التجارة غير الشرعية بالعبيد .. إنه أمر مثير للضحك ، كيف تكون تلك التجارة شرعية و غير شرعية .... بإبلاغ بسيط سوف تفقد كل هذا المال ، لديّ أوراق تعرفية عن شخص يدعى قارمونا .. أتعرف ماذا سيفعلون بك في تركيا إذا علموا أنك انتحلت شخصية ضابط بحري أو أنك قتلت إيهاب ، ضابط بحري آخر مسلم .. تعلم كيف جئتُ إلى هنا ... " جلستُ على الكرسي بأكثر طريقة مريحة ممكنة و أخرجتُ الأوراق التعريفية و بدأت ألعب بها
كان بيراك مصدوماً لدرجة كان متوقفاً عن الكلام لا يجد ما يقول ، فأكملت
فان هارلم " أتعلم يا قارمونا ، لديّ جواسيس هنا على تلك الأيسون
أتعلم كيف جئتُ إلى هنا ، عليك التخمين يا رجل ... القبطان عبد المجيد يرسل لك تحياته من العالم الآخر ، ليس عالم الموتى بل العالم الجديد .. تلك السفينة التي أقنعتك أنها سفينة قراصنة ، عندما أخبرتك أن سفينة الأمريكان قد نهبتها تلك السفينة و تضع العلم الأمريكي لتخدعنا و توقِع بسفينتنا .. كنتُ أخدعك
هم من أتوا بي و فيونا إلى جزيرة بربادوس .. و أتعلم ، كنتُ متأكداً أنكم ستأتون إلى هنا .. كان رجلي على السفينة ليفرغ مخزون المياه بالكامل ليدفعكم للإبحار إلى بربادوس .. "
" هل أنت مستعد للصفقة التي سأقترحها إليك ، أعرض عليك أن القبطان عبد المجيد لن يعلم بأي مما حدث ، لن تُضطر إلي الإبحار إلي البرازيل لتنقذ الأموال التي دفعتها في العبيد .. أتعلم أن إمبراطور البرازيل أصدر قراراً بإيقاف تجارة العبيد في البرازيل ..
لا تقلق سيشتري الأمريكان عبيدك كما خططت ، لن تكون هناك خطط بديلة .. اسمع يا قارمونا ، أنت لست بحاراً و أنت أيضاً لا تريد أن تختبر خداع هؤلاء الرجال هنا ، من ألقوا بي من على تلك السفينة قد يلتهمونك إذا علموا أنك تفكر في خداعهم .. إنهم الآن يعلمون أيضاً أنك يهودي .. تُرى كم من الوقت سيتحملونك قبطاناً عليهم .. سأجعلك تقابل القبطان  عبد المجيد و تخبره بقصتك و سأدعمك و سيصدقك و سينتهي هذا الأمر بأفضل مما تتوقع "

بيراك " حسناً لقد نلت إعجابي بحق ، لديك الصفقة المثالية أيها الهولندي .. لكن ما هو المقابل "
فان هارلم " أولاً يا قارمونا أنا أفضل أن يدعوني الناس بالقبطان فان هارلم ، ثانياً أنا رجل متواضع و لستُ طمّاعاً يا رجل .. سآخذ العشرين ألف قطعة ذهبية كما اتفقتُ معك ، و سآخذ الفتاة السوداء بايروبي "
بيراك " فقط ، ألا تريد أن تناصفني في أحجار الجامشت أو أي من هذا .. هل فعلت كل هذا لأجل تلك الفتاة .. إنك شخص مجنون يا رجل ، كل هذا لأجل تلك الفتاة السوداء "
لم يكن بيراك ليعطيني الفتاة إذا تمت الأمور كما كان من المفترض لها أن  تتم في البداية قبل كل ما حدث .. ذلك اليهودي كان سيستغل أنني أريد تلك الفتاة و كان سيحاول أن يعطيني إياها في مقابل القطع الذهبية ، ربما حتى لو لم أطلب منه أن يعطيني الفتاة كان سيماطلني في أموالي .. كان سيحاول أن يخدعني .. لكن الآن هو مجبر على تحقيق ما أريده منه في الحال ، إذا كنتُ طلبتُ أكثر من ذلك كان ليوافق لكنني لم أرد تصعيب الأمور أكثر
بالطبع وافق قارمونا على الصفقة
ذهبنا للسفينة الأمريكية ، جعلته يقابل القبطان عبد المجيد و تركته يخبره بالقصة التي يريدها .. لم أكن أهتم لما سيحدث تالياً فلقد أخذتُ أموالي و الفتاة بايروبي قبل كل شيء و كانت لديّ أوراق قارمونا التعريفية كضمانة في حال حاول أن يقوم بأي تلاعب ..
تمت الصفقة و أخذ الأمريكان العبيد و عاد القبطان عبد المجيد إلى الأيسون قبطاناً عليها .. قاموا بإصلاح السفينة و قرروا التحرك إلى تركيا لكنني لم أذهب معهم و كذلك فيونا .. كانت خائفة من أن ينقلبوا مجدداً ..
قابلتُ أيوب قبل أن تغادر السفينة
أيوب " لقد فعلتُ كل ما طلبته مني يا سيدي "
فان هارلم " أنت رجل صالح يا أيوب ، كنتُ أثق أنك ستفعل "
أيوب " لقد فعلتُ كما فعل الهولندي و علمتُ أين يخفي القبطان الكنز " وغمز بعينه لي
لم أفهم ما قاله أيوب آخراً  لكنني إعتقدتُ أنه كان يقصد أوراق قارمونا التي أعطاها لي فور صعودي على السفينة بعد عودتي
أعطاني حقيبة قماشية صغيرة كتذكار و كان يبتسم ثم صعد إلى السفينة و غادر .. فتحت الحقيبة بعد أن غادرت أيسون .. كنا أنا و فيونا نقف في الميناء و كنتُ أسألها
فان هارلم " فيونا ..كان عليكي الذهاب معهم "
فيونا " لا أنا أفضل أن أعلق معك على جزيرة مهجورة على أن أعلق معهم ، لا أأمنهم أبداً .. ربما يلقون بالقبطان عبد المجيد هذا من السفينة في طريقهم "
فان هارلم " هل تتذكرين كم قطعة من الجامشت أخذها بيراك ليعطيها لإيهاب ليتمكن من سداد تكلفة المشفى و إيجاد سفينة ليعود لتركيا "
فيونا " حجراً واحداً فقط "
فان هارلم " هل يمكنكِ إخباري كيف تتعرفين على تلك الأحجار .. لأنني أظن أن أيوب أعطانا حجرين من تلك الأحجار الكريمة في تلك الحقيبة القماشية "
كنا نحن الإثنين في غاية الصدمة من الأمر

الأحجار العائمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن