"الفصل الأخير "

45.3K 1.1K 173
                                    


أغلق الباب خلفها على الفور واستندت بظهرها إلى الباب المغلق وحدقت به لبرهة وهو يقف أمامها مباشرة محيطاً خصرها بذراعيه وهو يكاد يلتهمها بعينيه والصمت محيط بهما لا يجروْ أحدهما على شقه .. تمالك فارس قواه وقال هامساً وهو ينظر فى عينيها متعمقاً بها سابحاً بداخلها بل غارقاً فيها حتى أذنيه:

- وحشتينى

حدقت به فى ذهول غير مدركة لما حدث فجأة ..فاقترب منها وطبع قبلة على جبينها قائلاً :

- لسه مفوقتيش من المفاجأة

زاغت نظراتها وهى تحاول التقاط أنفاسها بصعوبة وهى تراه ينزع الدبوس المثبت للخمار ونزعه عنها برفق وهو يبتسم لها بشوق وقال :

- بقولك وحشتينى

وأخيراً تكلمت بصوت مبحوح وقالت :

- أنت عرفت منين أنى نازلة دلوقتى لوحدى

أخذ شهيقاً قوياً وهو يحاول أن يبدو هادئاً وقال :

- أصل شقة مرات ابوكى متسرقتش ولا حاجة .. دى لعبة اخترعتها انا ويحيى علشان هى تتلبخ وتنزل وتسيبك واعرف اشوفك .. بس بصراحة مكنتش اعرف انك هتنزلى وراها ..أنا افتكرت انها هتنزل وتسيبك لوحدك بس اتفاجأت بيكى نازلة وراها فقلت اخطفك

حاولت أن تنظر للداخل ولكن كتفيه منعاها وعيناها لا تصل لما بعدهما فقال سريعاً :

- ماما مش هنا ..عند والدة عزة بتزورها

ثم قال بعتاب خافت وهو يرفع رأسها إليه بأنامله :

- طب مفيش وانت كمان وحشتنى

مسحت وجهها براحتها بالكاد فهو لايعطيها مساحة للحركة كافية وقالت بخجل :

- وحشتنى

ضمها إلى صدره وهو يغمض عينيه بقوة مبتسماً بحب وقال :

- أنا خلاص مش هسيبك تانى .. أنتِ هتفضلى معايا هنا

أبتعدت برفق ونظرت إليه بحيرة ودهشة قالت :

- يعنى أيه هفضل هنا

مسح على وجنتها ثم خلل أصابعه بين خصلات شعرها يداعبه وهو يقول :

- يعنى انتِ مراتى ومش هسمح لحد انه يفرق بينا.. ومش هسيب ابوكى يبعدك عنى تانى ومش هتخرجى من بيتى بعد كده

بللت شفاهها بلسانها بتوتر غير مستوعبة لما يقول وقالت بتلعثم :

- أزاى يعنى مينفعش يا فارس نقعد مع بعض واحنا مكتوب كتابنا بس .. طب هنقول للناس ايه ..

هزت رأسها لعلها تستفيق من وقع كلماته وهى تردد :

-  مش فاهمة حاجة

أمسكها من كتفيها ونظر إلى عينيها بقوة وقال بحسم :

- خلاص احنا مش هنفضل مكتوب كتابنا طول عمرنا .. أنتِ هتعيشى هنا معايا وهنعلن كده قدام كل الناس .. أنتِ كده كده مراتى وابوكى عاوز يبعدك عنى وبيضغط عليكى علشان تطلبى الطلاق.. وانا مش هاسمحله.. لازم احطه قدام الأمر الواقع ..

"مع وقف التنفيذ" Where stories live. Discover now