المقدمة 1

155 8 3
                                    

      نبداء الروايه بسم الله الرحمن الرحيم

  وبلصلاة على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

كان نابوليون الأول عائدا من مدينة موسكو بعدما نشبت فيها نار الروسيني، وقد غرق
ً نصف معسكره العظيم في مياه نهر بريزينا الثلجية، وكان السيل عرم ً ا والريح زعزعا
ً تهب من جهة الشمال، والأفق مقتم ً ا متلبد ً ا بالغيوم السوداء، والبرد قارصا، فكانت تلك
الجنود التي ألقت الرعب في قلوب أوروبا املتحدة، تقاوم بقوة اليأس جواذب النعاس
املميت، وتدافع بعامل الأنفة ألم الجوع القاتل، وكان بعض املشاة ينازعون العقبان جثث
َ الخيول، ومنهم من كان يغلبه النوم فريقد رقدة لا انتباه بعدها، وهم مع كل ذلك يلجئون
إلى الفرار من حني إلى حني خشيةَ مدافع الروسيني ومطاردة القوزاق، وإن بني أولئك
املنكودين ثلاثةَ فرسان قد أووا إلى غابة صغرية، وجعلوا يجردون الثلوج عن أغصان
العليق، ثم أحرقوها وقعدوا حولها يصطلون.
وكان أحدهم في الخامسة والثلاثني من عمره مرتديًا بملابس تدل على أن له في الجيش
رتبة أمريالاي، وهو فوق الربعة في الرجال، أزرق العينني، قد ارتسمت على محيَّاه النبيل
َّ علائم الشجاعة والصبر، وهو ملقى بني رفيقيه، وقد تكسرت ذراعه وأثخن بالجراح.
وكان الثاني قائد مائة، وهو في مقتبل الشباب أسمر لون الوجه، ذو نظر مضطرب
لا يستقر، وقد جلس إلى جنب رئيسه يعينه على الاصطلاء، ولوائح الاضطراب ظاهرة على
وجهه العبوس.
ً أما الثالث فكان من جنود الحرس، وقد طار فؤاده شعاع ً ا لجراح مولاه، فكان جالسا
بقربه، ودموع الحنو تنهمل من عينيه، فكان إذا سمع دوي مدافع أو أحس بوقع حوافر ينهض نهضة الليث، ويسري باحثًا عن جهة املطاردين، ثم يعود إلى مولاه فيغسل جراحه
الثخينة بمنهل الدموع.
وكان الظلام قد أقبل، وأخذ ضباب الشفق املقتم يمزج الأرض بالسماء، فنظر
الأمريالاي إلى قائد املائة وقال له: ما ترتئي يا فيليبون، أنقيم الليلة في هذا املكان؟
ً فلم يدع الجندي مجالا للقائد، وأجاب بحماسة: مولاي، إن البرد قارص، وليس من
الحكمة أن نبيت في هذه الغابة؛ فإن القوزاق قريبون منا.
فجعل الأمريالاي ينظر إليهما، ثم سأل فيليبون ثانيةً عن رأيه، فأجاب: لقد أصاب
بستيان فيما ارتآه من وجوب الرحيل؛ لأننا إذا اختفينا في هذا املكان الخطر فلا نفيق،
ومتى خمدت النار نموت من البرد، وفوق ذلك فإن دوي مدافع الروسيني ينذرنا بقربهم
منَّا، فلا نجاة لنا إلا بالفرار.
َّ فتنهَد الأمريالاي وقال: يا للشقاء ويا للعار! أنهرب من وجه فرقة من القوزاق،
َ وما يتحدث الناس عنا ومن عرف ما لنا من الإقدام، ولكن ويلاه من يستطيع أن يغلب
َ الطبيعة، ومن يطيق ثباتًا أمام هذا البرد الهائل؟ بل كيف أقدر على الرحيل وقد وهنت
قواي لفرط ما نزف من دمائي؟ باهلل دعوني أموت قرب هذه النار، فإن رجلي قد ضعفتا
عن حملي.
قال هذا وقد صاح صيحة الألم، وانطرح أمام النار وهو على وشك املوت.
فتشاور رفيقاه بالنظر، ثم همس القائد بأذن الجندي وقال: إذا تركناه ينام، فلا
نعود نقوى على إيقاظه.
ً فمال الجندي على أذنه وقال: لا بأس من رقاده ساعة، فإني أحمله نائما على كتفي.
لْينم إذا
ً فأصغى القائد قليلا ثم قال: إن الروسيني على مسافة ثلاثة فراسخ منَّا، فَ
شاء ونحن نسهر بقربه.
وقد سمع الأمريالاي هذه العبارة فمد يده إلى فيليبون، وقال له: إنني أسديك أيها
ِظهره نحوي من الرأفة والبر بي، وإني أهنئك لثباتك
الصديق الحميم جميل الشكر ملا تُ
َ أمام البرد الهائل، فلو لم تكن أشجع مني وأصبر لكنت على ما تراني عليه الآن من الوهن
وضعف العزيمة.
ً فأجابه القائد قائلا: إني أقاسي من البرد نفس ما تقاسيه، غري أنك مثخن بالجراح،
وأنا لم ينزف مني قطرة دم، وهذا هو السبب فيما اتهمت به نفسك من الوهن وضعف
العزيمة.
ِ إليَّ ِّ فإني أشعر بدنو الأجل، وأحب أن أحدثك بأمر
فشكره الأمريالاي وقال له: إصغ
َّ أرجو ألا ً يثقل عليك سماعه؛ إن لي من العمر خمسة وثلاثني عاما، وقد دخلت في سلك
الجندية في السادسة عشرة من عمري، وارتقيت إلى رتبة أمريالاي ولي من العمر ثلاثون
ًعام َّ ا، أريد بذلك أنه كان لي شيء من الشجاعة والصبر تدر ْج ُت بهما في سلم املعالي، وكدت
أبلغ بهما منتهى آمالي، وهما صفتان ما نزلتا بنفس امرئ إلا رفعتاها من دركات الخمول
َّ إلى أقصى درجات التقدم، وكأني بهما الآن وقد سالتا مع دمائي النازفة من جراحي، وحل
مكانهما هذا البرد القارص الذي لا يُ َحتمل، وطاملا خضت املعامع، واستهدفت لسهام
ُدِف ُ نت
ً الخطوب، وعرضت نفسا رخصت في حب الوطن إلى الأخطار، فإني أذكر معركةً
ً بها يوم ً ا كاملا ً تحت جثث القتلى، ويوما اقتحمت صفوف الأعداء في حصار ساراكوس
ُّ في إسبانيا وفي صدري رصاصتان، وأخرى في واركرام ثبت على ظهر الجواد إلى نهاية
َ القتال، وقد جرح ْت ً فخذي إحدى الحراب، وتراني الآن أشبه بالأموات جسما بغري روح،
جبانًا يهرب من مطاردة القوزاق، كل ذلك مما أقاسي من البرد لا مما نزف من الدماء.
فقال له القائد بلهجة املعزي: صبرًا أيها الصديق، فسنغادر هذه البلاد املصقعة إلى
بلاد تسطع بها أشعةُ الشمس، فيخرج الأسد من عرينه.
َّ فتنهَد الأمريالاي وقال: وا شدة شوقي إلى الأوطان! ووا أسفاه فإني سأموت قبل
َّ أن أرى بلادي! ثم تبسم ابتسام القانط وقال وهو يدفع جواذب النعاس القاتل: لا، لا
يجب أن أنام، فإن عليَّ أن أفتكر بامرأتي وولدي قبل ذلك، فأصغيا إليَّ، إنكما يا صاحبَي
ً ستعيشان بعدي، وسيطبع تذكار ودادي أثر ِ ا في قلبيكما، فأعرياني السمع فهذا آخر ما
َّ أحدثكما به. ثم مد يده إلى فيليبون، وقال: إنني تركت أيها الصديق في فرنسا وطني
املحبوب امرأةً ً في مقتبل الشباب وطفلا صغريًا، وعن قريب ستصبح تلك املرأة أرملة وذلك
ً الطفل يتيما ... لا تقطع علي حديثي أيها الصديق، فإنني أتمنى لنفسي ما تتمناه لي من
ِّ العيش لأشاهد امرأتي وولدي، ولكن قلبي يحدثني بقرب الوفاة، وأن تلك الأرملة وذلك
اليتيم يحتاجان إلى نصري أمني.
فركع بستيان على ركبتيه، واستشهد السماء بيديه وهو يقول: إني سأبذل حياتي
ودمي قطرة فقطرة في خدمة امرأتك وولدك إذا أصابك الدهر بمكروه.
َّ فشكره الأمريالاي، وكان اسمه أرمان دي كركاز، ثم حول نظره إلى القائد فقال:
وأنت ... أنت أيها الأخ الشفيق والصديق الصدوق ...
وكأن هذه الكلمات قد فعلت بالقائد فعل الكهربائية بالأجسام، فاضطرب عند
َ سماعها كاضطراب الريشة في مهب الريح، ولكن ذلك م َّر بأسرع من التصور، فلم يلبث أن عاد إلى ما كان عليه من الكدر، واقترب من أرمان مصغيًا إليه، فقال أرمان: أنت يا
َ ه في أيامي، إنك ستكون سند َ تلك الأرملة، ووالد ذلك الطفل الصغري.
َ خري من عرفتُ
َّ فاحمر وجه القائد، وبرقت أسرة وجهه، غري أن أرمان لم ينتبه إلى ذلك، فمضى في
َدعى باسم ذويها، وإنك
حديثه يقول: إني لا أجهل سابق غرامك بامرأتي منذ كانت تُ
تذكر يوم خلبت قلبَيْنا بآدابها، وتزاحمنا على حبها، كيف تركنا لها الخيار في انتخاب
ٍّ أوفر منك حظا، واختارتني لها قرينًا برضاك، فلم يكن ذلك
ً أحدنا بعلا ُ لها، فكنت ٍ يومئذ
ُ ليقطع صلات املودة بيننا؛ بل استحكمت في أثره علائق الوئام، واستوثقت ع َرى الإخاء؛
ٍّ مما دعاني إلى شكرك في حينه شكر محب عرف سر الولاء، ودعا لك الله في صلواته إذ
َ كنت السبب في ما وصل إليه من ذلك الهناء.
والآن فإن ذلك الزوج الرءوف سيزج في ظلمات الأبدية، وسيغادر تلك املرأة أرملةً
َّ لا نصري لها إلاك، ولا رجاء لها سواك، فأنت ستكون بعدي زوج تلك الأرملة؛ لتكون أبًا
لذلك اليتيم.
نعم، إنك ستتزوجها من بعدي، وهذه وصيتي الأخرية كتبتها عند نشوب هذه الحرب،
ُ وقد تركت َ لك َ بها نصف ثروتي، أما الآن فإنك ستقتسمها مع امرأتي وولدي؛ لأني أثق بك
َّ ذ إرادة محبتك الأخرية. قال ذلك ومد يده السليمة
وبإخلاصك، ولا ريب عندي بأنك ستنفِّ
ً ا ضخما وأعطاه لفيليبون.
إلى جيب صدرته، فأخذ منها غلافً
َّ فاصفر ُ وجه القائد، وأخذ الغلاف بيد ترتجف وهو يقول: ك ْن مطمئنًا أيها الصديق،
ِص َ بت بمكروه، ولكنك ستبرأ من جراحك، وستعيش لامرأتك التي
ُ
فسأمتثل لأمرك إذا أ
طبعت على قلبي خري أثر من الاحترام.
ُّ أرمان تبس ِّ م القانط الواثق بدنو َّ الأجل، ولم ينبس ببنت شفة، بل تأوه وأطبق
َّ فتبسَم
عينيه، وقد غلبه النعاس، فقال فيليبون لبستيان: لندعه ينام بضع ساعات نتناوب بها
َّ السهر عليه. ثم أضجعاه بقرب النار وغطيَاه بما كان عليهما من الثياب، فلم تمر دقيقة
ُ حتى سِمع غطيطه.
فجلس بستيان بقرب رأسه، وجعل يزيد الضرم كلما أخمدت النار أو كادت، وهو
ٍّ يحاذر من وقوع الشرر عليه، ويكاد يذوب حنوا على مولاه.
أما فيليبون فكان غارقًا في لجج التصورات، ملقيًا بنظره إلى الأرض وهو ينكتها
ً بحسامه الطويل، وكان يقطع تصوراته من حني إلى حني ناظرا إلى أرمان نظرةَ احتقار
ُّ وانتقام، وإلى بستيان نظرة حذر وتحسب، ولا بد لنا في سياق هذا الحديث من الإلماح إلى ماضي هذا الرجل الذي كان يحبه أرمان محبةَ إخاء، ويثق به ثقة عمياء، وهو لو مثلت
صورة اللؤم ملا مثلت بغري رسمه، نقول: إنه كان فاسد الأخلاق، كثري اللني واملكر، وهو
َّ في الأصل من رعاع الطليان، تطوع في الجيش الفرنسي فلم يكن أصحابه على فقره املدقع
إلا من أصحاب امللايني.
ِ ولم يمض عليه زمن يسري حتى ارتقى إلى رتبة قائد لفرط تحيُّله، ولاحتياج الجيش
إلى قواد لا لبأسه وإقدامه، فإنه كان يستر جبنه ومكره ببراقع من الرثاء.
وقد ارتبط مع أرمان منذ خمس عشرة سنة برابط متني من الوداد حتى أصبحا لا
َّ يفترقان، وقد لقيا منذ ثلاثة أعوام مر ْت على املعركة التي نحن بصددها السيدة هيلانة
ديران، ابنة أحد كبار القواد، وكانت بارعة في الجمال فعلق بها الاثنان، أما هي فاختارت
ً ا، فثارت الغرية بفيليبون، وأضمر الشر لرفيقه كاتما
ً أرمان بعلا لها على ما ذكرناه آنفً
بًا فرص الانتقام، حتى إنه أطلق عليه الرصاص في مواقع كثرية فلم يُ ِصبه
أحقاده مترقِّ
ِظهر له التودد، وتزيد أحقاده بازدياد محبة
بأذى، ولم يوفَّق لقتله، وهو في كل ذلك يُ
َ أرمان له شأن َم ُ ن طِبع على الخسة والدناءة.
َّ والآن فقد وجد ضالته املنشودة، وتيسرَ له ما كان يحلم به من الانتقام، فنظر إلى
بستيان الساهر على مولاه بحنو الوالدة، وقال بنفسه: إن هذا الجندي يثقل عليَّ ويحبط
مساعي. قال ذلك، وانتصب على قدميه، وذهب إلى جواده.
فسأله بستيان: ماذا تفعل؟
َّ – أريد أن أمتحن غدارتي، فإني أخشى أن تكون قد ترطبَ ْت من البرد.
ً وعند ذلك أخذ مسدسا، وامتحنه أمام الجندي الذي كان يراقبه بسكون وارتياح،
ً ثم أخذ مسدسا ثانيً َّ ا فامتحنه كما امتحن الأول، وبعد أن وثق منهما صوب أحدهما على
الجندي، وقال: أتعلم يا بستيان أن لي مهارة شديدة بإطلاق الرصاص؟
– هذا لا ريب فيه أيها القائد.
ُ – أتعلم أني أصبت ً يوما قلب عدو لي بمبارزة على بعد ثلاثني خطوة؟
– ذلك ممكن.
ْي خصمي،
ُ – ولقد فعلت ُ أعظم من ذلك، فإني كنت أراهن على أن أصيب إحدى عينَ
ً وكنت أربح دائم ً ا، ولكني أؤثر دائما إصابة القلب؛ فإن ذلك يقتل الخصم على الفور.
ً فرجع بستيان منذعر َّ ا إلى الوراء ملا رآه يصوب املسدس إليه، وقال بلهجة الرعب:
ماذا تفعل؟ فأجابه ببرود: إني أصو َ ب إلى القلب، فإني لا أريد لك العذاب.
وللحال أطلق عليه املسدس، فصاح ذلك الخادم الأمني من الألم، وسقط على الأرض
مخضبًا بدمائه.
ِ وقد دوت الغابة بصوت البارود، واستيقظ أرمان بالرغم عن نعاسه الشديد، فنظر
ً إلى ما حوله نظرة الرعب والقلق، ورأى ذلك الجندي املسكني ساقطا على الأرض ينظر
إليه نظرة املودع الآسف، ويده على قلبه املطعون.
ثم نظر إلى فيليبون فرأى الزبد على شدقيه، وملامح الانتقام الوحشي ظاهرة بني
ً عينيه، فنسي جراحه املؤملة، وجلس مسرعا وهو يحاول الوقوف، ولكن فيليبون لم يمهله
بل وثب عليه وثوب النمر املفترس، وألقاه على الأرض فوضع إحدى ركبتيه على صدره
ً املثخن بالجراح، وضغط عليه ضغط ً ا شديدا، وهو يقول: تبٍّا لك أيها الغر الأبله، فلقد
َ وثقت َ بي في حني كان يجب أن تحذر مني كما تحذر من ألد أعدائك، أنت يا من سلبني
ِ املرأة التي كانت مطمح آمالي، تلك التي لم أحب ولن أحب سواها في هذا العالم، ط ْب ً نفسا
فسأتزوج بامرأتك، وسأتمتع بأموالك على ما أوصيت، والآن فلم يَ ُع ْد لك إلا دقيقة واحدة
ُم ْت لأحيا بعدك.
تَ
لْ
للحياة؛ إذ لا فائدة لي من حياتك، فَ
فاجتهد أرمان أن يتخلص مجذوبًا بميل حفظ الحياة، فعاجله فيليبون بإطلاق
ِ الرصاص، فسقط أرمان وهو يقول: يا أيها النذل! وكانت هذه آخر كلمة قالها.
أما فيليبون فغادر أرمان وقد سال نخاعه على يده الأثيمة، وبستيان وهو غارق
َّ بدمائه، ولم يطِلع على ذنبه غري الله.
مضى على تلك املوقعة الهائلة والجرم الفظيع أربع سنوات، أصبح في غضونها ذلك
القائد الوحشي أمريالايً ً ا وزوجا لأرملة ذلك النبيل أرمان دي كركاز.
وكان فيليبون يصيف مع امرأته وابنها في قصر له في كرلوفان، وهى من أحسن
ُ قرى بريطانيا، وكان هذا القصر من قبل لعائلة أرمان دي كركاز، فانتقل بعضه بالإرث
إلى أرملته وبعضه بالوصية إلى ذلك الغادر، وهو واقع عند حدود فيتر على شاطئ البحر،
تحيط به من أكثر جهاته غابات كثرية الأشجار.

روكانبول الارث الخفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن