-يد دافئة ثلجية-ذكرى

38 8 7
                                    

..الألم..

..هو ليس بشيء..إنه كهرباء..

..هذه الكهرباء..كلما سارت عبر جسدنا نحو عقلنا..سيكون مصيرها أن تتلاشى يوما..

..ما سيبقى هو الحروق التي سببها الألم..

..شرارات لاسعة تنتفض كلما جاءت الألسنة على ذكرها..

..الألم لحظي..لكن..الحروق التي يخلفها أبدية..

..الشيء الوحيد الذي بإمكانه معالجة تلك الحروق..هو إبتسامة..ويد دافئة تمرر لمسة ثلجية على حروقنا..

..كانت لدي يد دافئة..تربت على رأسي كلما فعلت شيئا جيدا-هذا إن أنا فعلت-

..يد تجدل شعري كل صباح..و تمسح دمعي إذا ما وقعت وجرحت..يد تصفعني إن فعلت شيئا خاطئا..وتعود بعدها لتطبق نعومتها على تلك الصفعة.. فيختفي أثرها كما لم يكن..

..لا تزال تلك اليد موجودة حولي..لكن.. حروق ألمي ما عادت ظاهرة..إنها بأعماقي..بمكان ما دائما ما ينبض وحيدا..دائما ما يشعر بالبرد رغم حركته الدائمة..مكان لم تعد تلك اليد تصل إليه..

..لأنني أنا لم أعد أسمح لها بذلك..أخجل إذا ما طلبت منها مداواة ألم سخيف في قلبي..

..ظننت أنني إن أصبحت أكبر..لن يكون من الضروري أن تعالجني تلك اليد..لذلك تخليت عنها..لكنني كنت مخطئة للغاية..

..كان الأمر أحسن عندما كنت أصغر.. لأنني إن بكيت..لم أكن لأتذكر ذلك بسبب أن بكائي لم يترك يوما حروقا بقلبي..

..سيكون من الرائع لو عدت لأكون أصغر عمرا..

..حينها لن أضطر لكبح دموعي مجددا لأنني أخاف الحروق خلفها..حينها لن تمتلأ ذاكرتي باللحظات التي أتألم فيها طوال الوقت..كنت لأتذكر نفسي وتلك اليد نضحك على سبب بكائي..

..الآن أصبحت أبكي كلما تذكرت سبب ضحكي آنذاك..

..تلك اليد تدرك أنني أحترق..لكن بسبب أنني أبعدتها بعيدا..لم يعد لدي حق في مطالبتها بإسكان ألمي..

..أصبحت أخاف الألم..لأنني أخاف دموعه وحروقه..أصبحت جبانة أمام كل بداية..بسبب خوفي من الصعوبات التي تأتي بعدها..

..وهذا كله بدأ..في اللحظة التي لم أعد أبكي فيها..

-مذكرة الرسائل-S.O.TTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang