تاسعا

1.5K 105 51
                                    

نيويورك، سنة 2003 للميلاد :

انه موعدهما الخامس عشر.
الجميع يتوقف عن عد المواعيد بعد الموعد الخامس او السادس..لكن ساكرا استمرت بالعد. كيف لا و قد استغرقهما الامر ثلاث سنين معا في الكلية قبل ان يقررا الخروج في موعد حقيقي ؟
في كل مرة كانت ساكرا تشعر بالسعادة ذاتها، بالنشوة ذاتها..في كل مرة كانت تنظر الى ساسكي و تشعر بالفراشات في معدتها..انه مثالي..انه الشخص المنشود.
كانت تعرف انها تخلت عن كل دفاعاتها، عن كل المرات التي اخبرت فيها ساي انها لن تتزوج لانها لا تريد علاقات جدية " اريد ان اكتب..اريد ان اسافر..اريد ان ابتلع الحياة !" كانت تريد ان تعيش ضعف الحياة التي مُنِحت لها.

كانا يسيران معا متشابكين بالأيدي، متجهين بعد وجبة عشاء كبيرة الى البار . لقد اتفقوا مع اصدقاءهم و زملاء الفصل على الالتقاء هناك للاحتفال بنهاية الامتحانات. كان ساسكي يخبرها عن الممثلة استر ستيل التي ستتزوج بجيم الن بعد ان ركع على ركبتيه خلال حفل توزيع جوائز الايمي، و طلب منها الزواج.

- يا الهي..ياله من تصرف مبتذل.

قالت ساكرا ساخرة..

- ماذا تعنين بالمبتذل ؟

سأل ساسكي مقطبا حاجبيه، فردت ساكرا بان هزت كتفيها بلا اهتمام.
استدار الثنائي معا قبل ان ينزلوا السلالم الى حيث يقع البار الذي سيحتفلان فيه. فتح ساسكي الباب و دخلا معا، و بمجرد رؤيتهما تعالت الاصوات مرحبة بهما.

- ها هما ! اخيرا ساسكي و ساكرا كثنائي ! يا الهي كم انتظرنا هذه اللحظة..

علقت اينو بصوت صاخب ليضحك الجميع..
ابتسمت ساكرا و اتجهت لتحتضن صديقتها..جميع اصدقائهم كان يثرثرون ليلا نهارا بشأنهما، كانت قصتهما بالنسبة لهم دراما ممتعة !

- هيا..الجولة القادمة على حسابي.

قال ساسكي و هو يجلس، ثم يسحب ساكرا لتجلس قربه فيلف ذراعه حول رقبتها.
احبت ساكرا هذه الطريقة في الجلوس، التي يفعلها ساسكي في كل مرة، لانها حين تسند رأسها فوق صدره، كانت تستطيع ان تشعر بخفقات قلبه..و ترفع رأسها قليلا لتقبل رقبته..

- ماذا عن صورة ؟

قالت اينو قبل ان تصورهما دون ان تنتظر اجابة. ضحكت ساكرا و تجهم ساسكي..

- كنت اخبر ساكرا للتو عن زواج استر و جيم، و يبدو ان الامر لا يروقها.

قال ساسكي ساخرا

- انهما الطف ثنائي على الاطلاق !

صرخ احدهم..

- اتفق. كانت تلك لقطة رائعة بحق..حين تقدم جيم لها. لم تستغرق اجزاء من الثانية قبل ان تقول نعم.

قالت الفتاة الصهباء التي جلست الى جانب ساكرا و اينو.

تنهدت ساكرا و اعتدلت قليلا في جلستها..ثم بدأت الحديث قائلة : كل ما اقوله هو..هذا ليس منصفا. انت تقولين انها لم تستغرق اجزاء من الثانية قبل ان تقول نعم. و لكن هذا غباء مطلق ! ألم تكن تود التفكير قليلا ؟ هذا زواج ايها العالم ! حركة الركع على الركبة هذه مزعجة جدا..انها تضعكِ امام الامر الواقع : ان قلتِ لا فانتِ عاهرة لعينة.. لقد كسرتِ قلب المسكين الذي وضع اماله كلها على كلمة "نعم" منكِ. ولكن الحمقى لا يدركون ان نعم تلك ستكلفكِ حياتكِ !

غير مرئي UnseenWhere stories live. Discover now