هل شعرت يوماً بأن أسم زينب لونه وردي ؟ أو يوم الأربعاء لونه برتقالي ؟ أو الرقم 7 لونه أسود ؟ أو عند عند سماع صوت العصفور يتصور في ذهنك أن لونه أصفر ؟ وما طعم اللون الأخضر ؟ والكثير من الأسئلة حول هذا الموضوع الغريب، والذي يعتبره البعض خيال لا أكثر بينما يعتبره البعض الآخر مرض نفسي
في حقيقة الموضوع تعتبر هذه الحالة حالة عصبية تُعرف بأسم ( synesthesia ) وتعني " الحواس مع بعضها " وبتفصيل أدق syn التي تعني " معاً " و esthesia التي تعني " الأحساس " .
الحس المرافق أو أتحاد الحواس أو الحس المتزامن أو التصاحب الحسي (synesthesia) أو الحس المواكب هي حالة عصبية تتمثل بالمزج بين الحواس المختلفة، حيث أن من الممكن أرتباط الأرقام بالألوان، أرتباط المذاق بـ بالموسيقى أو اللون، وأن هذا الشعور يختلف من شخص لآخر بين الاشخاص الذين يمتلكون أتحاد حسي، فأنا شخصياً آرى يوم الأربعاء برتقالي اللون بينما يراه البعض أحمر .
هل يعتبر مرض نفسي ؟ وهل يؤثر على حياتهم؟
بكل بساطة لا، فالأشخاص الذي يمتلكون هذه الحالة يكونون سليمين نفسياً وجسدياً ومعدل ذكائهم طبيعي، بل إن البعض منهم قد يتمتع بذكاء ملحوظ عند فحص معدل الذكاء، قد يبدو للبعض أن هذه الحالة ستربك حياة المصابين، لأن حياة المتمتعين بها ستكون مليئة بالأشكال والألوان التي لا علاقة لها بالمنبهات الأصلية ولكن على العكس يعتبر بعض المتمتعين بـهذه الحالة حياتهم ممتعة كما هي ولا يريدون تغيرها أساساً، فهم ولدوا على هذه الحالة ويجدونها أمراً طبيعياً وحتى أنهم قد يشفقون على غيرهم من الناس الطبيعين .
نسبة الأشخاص المتمتعين بالحس المرافق ؟!
حالة الحس المرافق تصيب واحداً من كل 25 شخصاً على سطح الأرض، ويبقى تقيم هذه الحالة بنسبة أدق صعباً بسبب عدم معرفة الكثيرين ممن يمتلكونها فهم معتقدين أنها حالة طبيعية يعيشها الآخرون أيضاً أو يخشون الأفصاح عما يشعرون به خوفاً من أتهامهم بالجنون أو الهلوسة، الحس المرافق أكثر أنتشاراً من مرض التوحد، ومن الملاحظ أن هذه الحالة تنتشر بنسبة أكبر بين النساء والأشخاص الذين يستخدمون اليد اليسرى .
من هم أبرز المشاهير المصابين به ؟
• الأديب الروسي فلاديمير نابوكوف
•الموسيقي جان سيبيليوس
•المغنية النيوزيلندية " لورد "
هنالك حالة مسجلة للحس المرافق إلى الأكاديمي والفيلسوف بجامعة أكسفورد، جون لوك، الذي قدم تقريراً في عام 1690 عن رجل أعمى قال أنه رآى اللون القرمزي عندما سمع صوت البوق .
بقلم الكاتبة فاطمة حيدر
