2. رجل الغابه

437 21 4
                                    

كنت مفزوعاً وانا اسابق الرياح وما ان رايت اضواء القريه صرت اصرخ عل أحدهم ينجدني لكن صدمت عندما رايت نظراتهم التى تبدو مشمئزة نوعاً ما لكن لفزعي لم اتوقف توجهت للمنزل حيث كان برنارد جالساً على كرسيه بالخارج ما ان رآني حتى نهض وفتح ذراعيه لي فلجئت لحضنه فوراً بعد ثوان نظرت للخلف مفزوعاً وانا ارى ان كان قد تبعني او لا ولم اسمع برنارد حين سألني اول مرة عندها قال:
"تاسكو تحدث إلي ما الامر من ضايقك"
تدريجياً تلاشى خوفي نظرت بعيناي برنارد لأرى قلقه علي بوضوح كان يضع يديه على كتفاي حين سألني:
"دعني ارى هل تأذيت..تاسكو ارجوك تحدث"
رايت الحزن في عينيه علي رغم اني رايت الامر مهماً لكن لا ارغب بإحزان برنارد لا اريده ان يشعر بما اشعر به من الخوف فقلت متظاهراً :
"برنارد لقد كان عنكبوتاً كبيراً وملوناً"
ابتسم ثم ضحك قائلاً:"كل هذا الصراخ بسبب عنكبوت"
"لقد مشت علي"
ابتسم ثم تحدث بجديه:"انت معاقب لبقائك خارج القريه بعد غروب الشمس كانت لتصيبني نوبه قلبيه لقد ارعبتني حسناً ولن اتسامح مع ذلك"
قلت:"لكنك لم ترد .."
قاطعني:"تاسكو انت ابني لذا فلتبقى قربي اتفقنا"
"حسناً"
قلت ثم دخلنا المنزل ولكن لازال بالي مشغولاً بشيء واحد هو كيف لي ان انقذ تلك الفتاه ارتميت عل سريري افكر لقد كان يوماً معقداً تصرفت فيه كمراهق ولم اخبر احد البالغين انما قررت الاتصال بالشرطه درت قليلاً في غرفتي وضعت الوساده فوق راسي وانا احاول التفكير هل هي حيه ..كلا غالباً لقد ماتت ..لكن لماذا لا يمكنني الشعور بالراحه ربما تلك الفتاة تحتاج من ينقذها ضربت رأسي بالسرير عده مرات وانا احاول ايجاد ما افعله عندها قررت الاتصال بالشرطه اتصلت لاسمع:
"هنا الشرطه ما هي حالتك الطارئه؟"
قلت:"هناك رجلا يحمل طفلة مصابه بغابه فينوم ارجوكم ساعدوها"
"من مقدم البلاغ؟"
كان هذا هو السؤال المحير من اقول لا استطيع استعمال اسمي فكرر الشرطي سؤاله فقلت:
"انا ارجوك فلتساعد الطفله انا لا يمكنني اخبارك عني"
سمعت زميله يقول:"انها خدع المراهقين فلتغلق بوجهه"
قلت بسرعه:"لا تقفل اسمعني ارجوك انا لا اكذب اسمي هو تراسكو انا لست مراهقاً انا في العشرين "
واغلقت الهاتف ثم استدرت لاسقط على سريري.
قلبي كان ينبض بقوة اردت ان اعلم ماذا حصل لكن هل هناك شخص اسمه تراسكو حقاً عدت لاضع الوسادة فوق راسي رغم انها يفترض ان تكون تحته دخل برنارد ليقول بحزم:"تاسكو اين كنت؟"
"كنت في غابه فينوم"
همهم ليقول:"ماذا كنت تفعل؟"
لم ارد اجابته انني خرجت لأرى تايكو كنت اشعر بالذنب لسبب لم افهمه ربما كون برنارد هنا دائماً بجانبي مستعداً لمنحي عناقاً واخباري انه لا بأس بالأمر جعلني اتوقع منه الدعم واعتقد ان هذا امر لا اود الاعتراف به
"تاسكو ماذا حصل بغابة فينوم؟"
"اردت البحث عن ...عن فينوم اول شجرة في الغابة"
رايت حاجبيه ينعقدان ويبدو الاستياء على وجهه ثم قال:"تاسكو الا تثق في؟..هل لديك افكار حول اني قد احاول اذيتك؟ ...هل قولي لك كل يوم انك ابني وانا احبك له علاقه بالامر؟"
تكلمت:"برنارد لا...ليس كذلك.."
قاطعني:"اذاً لماذا تكذب علي؟"
تحدثت:"انا لا اكذب يا برنارد"
تنهد بقله حيله ثم قال:"ما الخطب اذاً؟ انت تبدو شاحباً"
"انا فقط متعب!"
لم تكن كذبه حين قلت هذا فقال:"حسناً اذاً ..ماذا تود على العشاء؟"
"لا اريد شيئاً احتاج النوم"
ظل المكان صامتاً لفترة ثم ذهب برنارد اردت ان اعلم ماذا حصل لكن عقلي مشغول بلماذا لم اخبر برنارد وحسب لماذا لم اخبره ليساعدني لماذا؟ .
قررت الخروج ورؤية ما الأمر قريتنا لم يكن فيها مجرمين حقاً سوى بعض المراهقين الذين يحاولون سرقه متجر ليثبتوا اي شيء لاصدقائهم او ليبدوا رائعين لم اهتم لكل هذه الأشياء حقاً تجاهلتها وحسب رغم انني اعلم ان لدي رغبه في ان اصبح ذلك الفتى الذي خاض الكثير في حياته.
هانا اغرق بالتفكير بامور غير مهمه ركزت على امر الطفله خرجت بحذر من النافذة بعد ان تاكدت ان برنارد نائم وقبل ان اصل الغابه رايت سياره تسير ببطء نحو القريه بسبب الطريق غير الممهد رأيت الرجل داخلها فاطمئن قلبي فقد علمت ان الطفله ستلقى الرعايه الطبيه اللازمه وعدت للمنزل ونمت في الصباح استيقظت مع شروق الشمس وذهبت كعادتي لاجلب البقاله اعطاني برنارد المال فقلت:"هل بوسعي ...كما تعلم"
"تذكر انك معاقب لذا لا شكولاته لك"
"حسناً"
قلت باحباط لاتوجه للمتجر كنت احب نسيم الصباح وايضاً لا يوجد احد ليضايقني بعد احضاري الطعام وانا في الطريق امر بالمشفى توقفت امام الباب حيث كان الحارس لم يكن شريراً كفايه ليضايقني لكنه لم يكن طيباً كفايه ليساعدني كذلك لم يكن شخصاً سيئاً كان يدعي ميلفن فقلت:
"مرحبا بك"
"اهلا تاسكو"
تكلمت:"هل استقبلت المشفى مريضاً؟"
"لقد استقبلنا طفله البارحه"
"أبوسعي رؤيتها؟"
هز كتفيه قائلاً:"ادخل فربما تعلم هويتها"
دخلت وتوجهت اليها حيث كانت هناك قناع على وجهها وعدد معتبر من الانابيب تخرج من جسدها لم اتعرف عليها كانت طفله جميله بشعر بني قصير سألت الطبيب:
"ماذا حصل لها؟"
"لقد حاول احدهم قتلها خنقاً وكان على وشك النجاح لكن لحسن الحظ اتصال مجهول كان سبب انقاذها"
انشرح صدري عندها فقلت:"وستصير بخير!"
"طبعاً يا بني"
"وماذا عن الرجل؟"
"تاسكو انا جاهل عنه مثلك لكن قالوا انه يدعي انها ابنته وهو كان يحاول انقاذها"
"اوه حسناً "
"لا تتهور وتسأله"
تحدثت:"كيف لي ذلك هل تظنني احمقاً؟"
ثم خرجت شعرت حقاً انني احمق وهذا يقضي ان افعل ما قد يفعله احمق مثلي لذا توجهت للسجن لم تكن قريتنا كبيرة لذا لم يكن صعباً التسلل لرؤيه السجين ..شعرت نوعاً ما انه ابيها حقاً لاني ادركت انه ربما ملامح الرعب في عينيه كانت من خوفه على ابنته وربما من العدالة ظللت صامتاً لفترة وانا اراقبه يجوب زنزانته لم يبدو انه يدرك انني هنا بعدها رآني فقال:
"فتى الغابة"
سألته:"من انت؟"
صمت لثواني وقد ادركت انه يدرس لغه جسدي فقال:
"انت لست منهم اذاً"
همهمت لاسأل:"من تقصد؟ وماذا كنت تفعل في الغابة؟"
ببرود تحدث:"كنت احاول إرعاب الفتيان مثلك"
"انت لا تشعريني بالارتياح"
"هذه علامه جيدة"
"هل الطفلة.."
قاطعني بلهفة وغضب:"آكي ابنتي اين هي؟ ماذا حصل لها؟"
قلت بحزم:"فلتهدأ"
تنهد براحه وكأن حمل الدنيا ازيل عن كتفيه ثم قال:"لقد انقذوها ..لقد ..هي بخير صحيح ..آكي لم تمت"
هززت رأسي موافقاً فابتسم فرحاً للغايه لكنه حاول الا يفقد هيبته فقلت:"انت والدها اذاً"
"نعم بالطبع "
"هذا منطقي ..علينا إثبات انك والدها عندها سيسمحون لك بالخروج"
قال متسائلاً:"علينا!...من انت بالضبط؟"
"انا تاسكو يوشيدا وانت؟"
بدا انه عرفني من فوره لكنه حاول التظاهر بعكس ذلك حين قال:"وانا جاك راسل"
ابتسمت فقال:"وكيف نثبت لهم؟"
همهمت لاقول:"ربما شهادة ميلادها او صورك معها او ما شابه"
"حسناً"
نظرت لاكياس البقاله بيدي لاقول:"علي الذهاب ..اتمنى لك حظاً موفقاً"
عدت للمنزل حيث كان برنارد يراقبني سألني:
"اين كنت؟"
"لقد استقبلت المشفى طفله واردت رؤيتها وحسب"
ودخلت بسرعه صدقاً لم ارتح في إخفاء الامور عن برنارد فهو يعرف الكثير بالفعل ونحن نتناول الفطور وهو يراقبني بدقه فقلت:"برنارد لقد كذبت بشأن الغابه"
"انا اعلم انا فقط انتظر متى تطلعني بالحقيقه "
صمتت لثواني ثم قلت:"انا لا ادري من اين ابدأ ذهبت للغابه ل...ابحث عنه"
-"تايكو ثانية"
-"نعم"
لم اكن اريد ان اعاقب ليس وانا بالفعل معاقب فقال :
"متى ستفهم ما اقوله يا تاسكو اخاك بخير"
رددت وكأن سؤاله كان إيذاناً لانفجاري:"لكن لماذا لم اره؟لماذا لم يأتي؟ الجميع يسخر مني ويظنون اخي وهمي ؟ يصفونني بالمريض او المهووس او اي من الالقاب البائسه التى يطلقونها علي؟ انا لا اهتم لكن الامر ليس بهذه السهوله ...ربما هو وهمي حقاً لكني اريد اخاً"
نظر الي بتفاجؤ قائلاً:"تاسكو"
بدات اطعن البيض في صحني بالشوكه بغضب لم تكن لدي شهيه للاكل ولا للحديث نهضت وخرجت لم يمنعني برنارد كان يعلم انني سأعود بمرحله ما وكما عادتي رؤيه بعض الاشجار ساعدتني بنسيان كل شئ توجهت للمشفى حيث رايت جاك ببابها قال مبتسماً:
"تاسكو انت هنا!"
"نعم مرحباً بك ..كيف اخرجوك؟"
"بعض الاجراءات التى ذكرتها ساعدتني"
"حسنا"
دخلنا المشفى وقد كنت سعيداً لان هناك من يعاملني بلطف ويراني كشخص طبيعي وليس مريض كانت آكي سعيدة للغايه برؤيه والدها وقد شعرت بالرضا عن نفسي لما فعلته عندها قلت بعفويه:
"شكراً لك جاك ...حقاً"
"ما الخطب؟"
"لا لا شيء فقط انت تعاملني كشخص طبيعي "
"انت لا تبدو غير طبيعي"
رددت وانا احاول ألا ابدي توتري :"لا بأس"
...

 الندم المميت ( منظومه الاجرام الفصل الاول)Where stories live. Discover now