O

555 42 15
                                    




ثالثاً أود أن اذكر أنني فتحت عيناي صباح أحد الايام فرأيت مُقابلي قابعاً فوق سريره -السيد هارولد- ، يتثائب ويتمطى ، ويبدو كالحالم الذي يستعيد صوراً في عقله ، فشُدهت أنظر إليه ولعلّه أنتبه اليّ ثم تبسّم ابتسامةً ممطوطه تُظهر وجنتيه السعيدتان ، وقال فجأةً بصوتٍ ضغيفٍ مبحوح " عليك النهوض أيها الايطالي ، لقد تأخرت عن عملك "

فنظرت الى الوقت ووجدته قد صار منتصف النهار بالفعل . ونهضت ارتّب فراشي وألتقط فرشاة أسناني وغسول أستعمله لفمِي كُنت قد رأيت عنه لوحاتٍ إعلانية كثيره وتوجهت للحمام .

ثم ظهر خلفي فجأةً واتكئ على باب الحمام و قال ؛
" الفتى الذي كان ينام في سريرك كان قرويّاً .. قدمَ الى لندن لدراسته الجامعيه "
مضمضت فمِي بالماء وقلت " انا اعلم ، فتيان القرى مثابرون أكثر من فتية المُدن ،صحيح ؟"

ابتسم وتابَع كأنه لم يسمعني " عندما أتى الى هنا..كان هزيلاً شاحب الوجه ، كان يتهاوى للسقوط كلما وقف عن سريره ، فعمدت أُعد الطعام في صباح كل يوم واُراقب مقدار ما يأكله ، ورأيت أنه مع الايام اختفى نحله ، وزاد وزنه ، وصار له وجهٌ بهيّ .. لكن أوتعلم ؟ حتى عندما زاد وزنه بقى محتفظاً بعظمتي خديّه الحادتين ، كانتا كالسيف بحدتهما "

𝖠 𝗌𝗍𝗈𝗋𝗒 𝖿𝗋𝗈𝗆 𝖲𝗈𝗎𝗍𝗁 𝖫𝗈𝗇𝖽𝗈𝗇 Where stories live. Discover now