Part 3

8.3K 275 9
                                    

(( حنين ))
( مادري ! ) :
في الصباح استيقظت بعد ان حلمت به .. هذه اول مرة يزورني طيفه .. نهضت من سريري وانا مازلت افكر به .. كان يبكي وحيدا في الحلم .. خرجت من غرفتي ونزلت للطابق السفلي .. كانت والدتي تشاهد احد برامج الطبخ على التلفاز ..
جلست بجانبها على الاريكة .. قبلتني وقالت : شخبار عروستنا .
اعتدلت بجلستي وقلت : يمة مابي .
عقدت حاجبيها وقالت : شنو ؟.
قلت : يمة احس اني مب مرتاحة .. مابي .
- شلي غير رايج .
- مادري .. بس مابي يمة .
- خلاص حبيبتي اهم شي راحتج .
(( فارس ))
( .... ) :
كنت في غرفتي جالسا على هذا الكرسي اللعين .. الكرسي الذي بسببه الان اشعر بالحسرة ... ليتني كنت انسانا كاملا .. ربما كانت ستحبني ...
سمعت صوت باب غرفتي يطرق ... قلت : دش .
سمعت صوتها : ردينا للكابة !.
التفت اليها وقلت : انتي شجايبج هني ؟.
- شنو اطلع ؟.
- لا اقصد يعني يوم خطبتج .
جلست هي على حافة السرير وقالت : مابي .
- شلون يعني ؟.
- ابي اتزوج شخص احبه .
ابتسمت براحة وقلت : يعني تحبين شخص معين .
هزت رأسها : لا .. بس خاطري اعيش قصة حب ملحمية .
قلت براحة : الحمد الله .
عقدت حاجبيها وهي تبتسم : على وشو ؟.
- يعني .. عشان .. أأ.. المهم شخص ترتاحيله .
- ايوة .. بخصوص تراني حلمت فيك .
- فيني !.
- ايوة بس كنت في الحلم حزين .
ابتسمت .. هل شعر بها قلبي بحزني !..
(( حنين ))
( احساس غريب ) :
كنت جالسة في احدى المقاهي برفقة ماجدة .. عبرت لها عن احساس .. بما اشعر به في هذه الاونة ...
قلت لها : يوم بعد يوم قاعدة بشي تجاه .. صمت قليلا ثم قلت : شي تجاه فارس .
قالت ببرود وهي تحتسي ( الاسبريسو ) : هاي شي طبيعي شفقة .
شعرت بالغضب : شدخل شفقة ترا مافيه شي .
- حبيبتي حنون انتي طيبة وايد والي تحسين فيه ...
قاطعتها : انا متأكدة من الي حاسة فيه .
- انزين يمكن هو للحين يحب حبيبته ولا اصلا مايفكر فيج .
- بس ..
- حنون حياتي لا تتعلقين فيه عشان نفسج .
مشكلة الاخرين انهم ينصحوننا بعدم التعلق بشخص ونحن نكاد ان نغرق بحبهم .. بل غرقنا منذ زمن .. وكأننا نستطيع منع انفسنا من التعلق بشخص ... اعلم انه ربما لم ينسى الماضي .. او ربما لا يراني امامه .. او حتى ليس لي مكانة في قلبه ... ولكنني رغم هذا اتعلق به يوما بعد يوم .. ان تتحدث مع شخص يوميا .. تكتشف اركان وتفاصيل جميلة في شخصيته ... تدقق في ادق تفاصيل حديثه وملامحه ... عندما يضحك .. عندما يغضب .. تشعر ان كل شئ يشدك نحوه ... حالة معقدة من التركيز تسودني وانا معه ... اركز بكل شئ يخصه .. حتى لا ارى عيوبه .. اجده بكل حالاته وسيما ... عندما يستيقظ .. عندما يبتسم .. عندما يغضب ... بل حفظت كلامه كله واجلس اسمعه بيني وبين نفسي وابتسم ... حقا ابتسم عندما اتذكر ملامحه .. ابتسامته ... وبعد كل هذا يريدونني ان لا اتعلق به !او لا اقع في غرامه ؟.. عذرا فنصيحتكم لا تنفعني .. فات الاوان وتورطت ...
(( فارس ))
( فرقت وايد ) :
بعد جهود كبيرة واصرار من حنين اخيرا عدت للعمل .. دخلت للشركة وانا اشعر بأنظار الجميع نحوي .. يفسحون لي الطريق لأمري بكرسيي ... نظرت بأعينهم الشفقة ..
شعرت بالندم لو انني لم اخرج من المنزل من الاساس ... حتى اعين تلك اللاتي ينظرن الي بشماتة او شفقة .. وفي السابق باعجاب ومحاولات فاشلة للفت نظري لهن !..
كم عجيب امر هذه الحياة .. والاعجب هم البشر الذي يرتدون عدة اقنعة .. لكل ظرف قناع ..
وصلت لمكتبي وانا اشعر انني اجهدت .. بل شعرت ان المسافة كانت طويلة جدا ..
دخلته حيث لم يكن كرسيي موجود .. سرت بكرسيي المتحرك ووصلت امام مكتبي ... نظرت له .. مازال كما تركته ...
نظرت لعلاقة مفتاح مكتبي .. حرفها .. ربما مشاعري تغيرت فقط ... خلعتها من المفتاح ورميتها في القمامة ..
سمعت صوت الباب يطرق ... قلت : ادخل .
فتحت الباب .. رأيت للداخل !.. حنين !..
ابتسمت وقالت : السلام عليكم .
ابتسمت لا اراديا وقلت : عليكم السلام .
دخلت واغلقت الباب خلفها ... كانت تحمل بيدها اليمنى باقة زهور .. ويدها الثانية كيس ..
وضع الباقة على مكتبي وقالت : حمد الله على سلامتك .
- الله يسلمج .. مشكورة وايد .
جلست على الكرسي وقالت : شدعوة ماسويت شي .. المهم تريقت ؟.
قلت : لا مالي نفس .
- يلا عشان جبت لنا فطاير .
- وجامعتج .
- اول مرة في حياتي اسحب عليها بس هاي عشانك ترا .
قلت : انا وايد متعبج معاي و ..
قاطعتني : هيي ترا ماسويت شي ... المهم شغل لنا فيروز .
- هههههه في الشغل .
نظرت حولها في ارجاء المكتب وقالت : بخصوص هاي شركتكم يعني عادي .
- هههههههه انزين .
شغلت اغنية اهواك بلا امل ...
قالت هي : لا مابيها .
- ليش ؟.
- حنا ناس المفروض مانسمع هالشي .. لأني انا وانت نعرف في امل صح ؟.
تذكرت موضوعها وقلت : بس احيانا في اشياء ..
قاطعتني : فـــــــــــي امل .. حتى لو كان صعب .
اردفت وهي تنظر لباقة الزهور : كل يوم الصبح جيب لك ورد عشان يعطيك طاقة ايجابية .
ابتسمت وقلت : ان شاء الله .
(( حنين ))
( كل عام وانت .... ) :
اليوم هو يوم ميلاده .. اظن انه نسي ذلك .. لذا قررت ان افاجئه ... اشتريت له كعك الحفل وكتبت عليها : it time to be happy again
واشتريت باقة ورد كالعادة ... اتصلت بوالدته واتفقت معها ان تخرجه من غرفته لأقوم انا باعداد كل شئ فيها ...
وضعت البالونات في جميع ارجاء الغرفة ... وضعت الكعكة على الطاولة ..امسكت بالصفارة .. دخل هو الغرفة ... صفرت وقلت : كل سنة وانت سالم .
بقي هو مندهشا !... ابتسمت وقلت : نسيت يوم ميلادك .
ضحك وقال : كل هالتخطيط من وراي ؟.
- ايوة عشان تستوي مفاجئة .
- مشكووورة .. الغرفة غير .. تجنن .
سار بأتجاه الطاولة .. اشعلت الشمعة اليتيمة .. عقد حاجبيه وقال : شمعة وحدة !.
- لأنك انولدت من جديد .. انسان متفائل انسان كامل مثقف .. عنده امل في بكرة .
ابتسم وقال : كله بسبتج .
غيرت الموضوع لأنني بدأت اشعر بالخجل .. قلت : يلا ..
Happy birthday to you ,, happy birthday to you ,,
سنة حلوة ياجميل ..
قلت : غمض واتمنى .
اغمض عينيه لثواني بعدها اطفأ الشمعة ... سألته : شنو تمنيت ؟.
نظر لي بتركيز وقال : اتمنى انج تحبيني .
شعرت بشعور لا يوصف .. شعور اكثر واحلى من السعادة .. تسارعت نبضات قلبي .. ربما الهواء في الغرفة بدأ ينفذ ؟!...
وجنتي اصبحت حمراء .. حرارتي ربما ارتفعت .. رمشت عدة مرات قلت : شنو .
نظر للاسفل كأنه ندم او خجلا : انا تمنيت و ..
قلت بجراءة : بس انا احبك .
رفع رأسه ونظر لي بعدم تصديق : يمكن تشفقــ ...
قاطعته : احبـــــك .
قال : وقسم بالله اموت فيج .. بس انا مشـ ...
قاطعته : انا احبك انت مايهمني اي شي ثاني .. انت كامل ومافيك شي .
قبل ان تتحدث عن العشق .. لا تقل لي عن مظهر ... شكل .. وسامة ... بل تحدث عن صفات .. شخصية .. تفاصيل لا يراها احد غيرك ...
عندما نعشق .. نعشق ارواحا وليس اجسادا ..
(( فارس ))
( شعور لا يوصف ) :
شعور لا يوصف .. اشعر حقا انني ولدت من جديد .. بل ربما انا اسعد انسان على وجه الارض .. ارغب بالطيران ..
اجلس وابتسم بيني وبين نفسي عندما اتذكرها .. انها ملكي .. حبيبتي ..
اتصلت بها ليلا .. هي النجمة التي تزين سمائي ليلا ..
اجابت بنعومة : الو .
- فديت هالصوت .
- ..........
- هههههه للحين مستحية .
- ايوة مب متعودة .
- يعني ماغازل .
- أأ.. لا لا .
- هههههههه .. عيل احبج .
- وانا اموت فيك .
- ياليت لو شفتج وكنتي في حياتي من زمان .
- بالعكس الحين احلى وقت .
- انتي بكل وقت حلوة .
- .....
- بتمين جي مستحية !.
- ههههه انزين غير الموضوع .
- اوكيه .. احبج .
- هههههههه اعـــــــــــــــــــشقك .
(( حنين ))
( اخيرا ! ) :
ذهبت الى فارس كالعادة .. طرقت الباب ودخلت .. ابتسم عندما راني .. قال : هلا والله .
- شلونك اليوم ؟.
- بخير دامني شفتج .
جلست على الكرسي امامه .. قال : ترا مايصير تجين كل يوم .
قلت بصدمة : شنو ؟.
- لازم تجين هني بصفة .
قلت بعدم فهم : شلون ؟.
- ابي اخطبج .
بقيت مذهولة !.. قلت : تخطبني ؟!.
- ايوة ... بس خايف من هلج .
- لا شحقه .
- عشاني ..
قاطعته : اشششش لا تقول جي مابلاقي احسن منك .. يكفي اني احبك .
- وقسم بالله احبج قد الدنيا كلها .
(( فارس ))
( .... ) :
اليوم هو اسعد يوم في حياتي .. لأنني سأذهب لطلب يد اميرتي وحبيبتي ...
اشعر انني عصفور استطيع الطيران في كل مكان .. اود ان اصرخ واقول انني حقا سعيد .. وانني احبها جدا ..
اتجهت لمنزلها برفقة ابي واخي .. استقبلنا والدها .. رحب بنا ترحيب حار ..
قال ابي : حنا جايين على سمعتكم وسمعة بنتكم .. نتشرف نخطب ولدي حق بنتكم ... واشار الي .
عقد والدها حاجبه .. نظر لي بصدمة وقال : انت فارس ؟.
قال ابي : ايوة .
نظر لنا بحيرة وقال : كنت احسب انه هو فارس .. اشار الى اخي مالك .
قال ابي : اسفين على سوء الفهم .
بقي والدها صامت لفترة طويلة ... بعدها قال وهو ينظر لي : بكلمك بصراحة .. لو انت عندك بنت ولا اخت وجاها واحد يبي يخطبها ومايقدر يمشي .. بتوافق ؟.
بقيت صامتا .. اعلم انني بمجرد تقدمي لها خطأ ولكنها علمتني الامل .. وانا لدي امل .. ولكن ايضا والدها ايضا محق ...
اردف : الزواج ياولدي حياة كاملة ومن اساسياتها الحماية والاهتمام والرجال يكون عليه كل هاي بس انت ماتقدر .. انا مقدر حالتك الصحية بس بعد هذي بنتي وماقدر اوافق .. انا اسف .
اتعرفون ذاك الشعور عندما تتوقع شئ جميل .. شئ تبني عليه امالك .. يهدم بلحظة !..
نحن نؤمن بالامل ولكننا لا نتفائل .. لأننا نخاف من الخيبة .. لأن خيبة الامل جارحة للقلب ولكل شئ .. بل هي عبارة عن مطرقة كبيرة .. بضربة واحد تهدم احلاما بنيناها ..
(( حنين ))
( مستحيل ) :
كنت اقف بجانب باب المجلس .. انتظر خروج ابي .. وفعلا خرج .. تفاجأ بوجودي بجانب الباب ...
قلت : يبا ...
ترددت .. قال ببرود : ماوافقت .
نظرت له بصدمة !... قلت له : ليش ؟.
- شنو الي ليش واحد مشلول .
قلت بقهر : يبة لا تقول عنه جي !.. هو مافيه شي .
- لا .. فيه مايقدر يمشي .
- يبا حادث شي ماله ذنب فيه .. بعدين لو انا صاير لي جي ترضا محد يرضا يتزوجني .
- اسم الله عليج .
- امانة يبا .
- انا قلتها كلمة وخلاص مابثنيها تتزوجين اي شخص الا هو الا واحد معاق .
مهما قلت .. مهما وصفت لا شئ يعبر عن ما بداخلي ..
عندما تكون قريبا جدا وتوشك على تحقيق احلامك .. وفجأة تتحطم امامك .. ينهار كل شئ امامك وانت تقف عاجر عن فعل شئ ...
فجأة تظن الحياة منحتك كل شئ .. تظن انك اخيرا ستعيش في سعادة مطلقة .. ولكن تعطيك الحياة درسا .. ولطالما كانت دروس الحياة صفعة موجعة تجعلنا نستيقظ من عالم الاحلام .. نتعلم بها انه لا يوجد سعادة مطلقة .. واننا لا نعيش بعالم بمفردنا .. بل هناك اشخاص اخرين ينغصون علينا الحياة ...
لا نستطيع ان نقنع العالم بما مقتنعين نحن فيه .. لا نستطيع محو الجهل وحب المظاهر منهم مهما قلنا اننا تقدمنا وتركنا عادات الجاهلية ..
(( فارس ))
( فراق ) :
تزورنا الاحزان منفترة لأخرى .. في كل مرة نقول انه اشد حزن واصعب فترة مرت علينا .. ولكننا نتفجأ لاحقا انها كانت بسيطة مقارنة بالفترة التي نمر بها الان ... في كل مرة نظن اننا وصلنا لقمة اليأس والحزن .. ولكن في الواقع لا يوجد هناك قمة .. ولكن الشخص من كثرة الالم يفقد الاحساس .. يظن انه لا شئ يؤثر به ... ويظن انه فقد كل شئ لا يوجد شئ ليخسره ...
هكذا انا .. ظننت انني فقدت كل شئ ولم اعد اكترث لكل مايحدث لي ..
ولكن اكبر خسارة مرت علي هي انت .. استطيع تقبل اي شئ الا تقبل انني امضي يوم كامل بدون ان اتحدث معك .. بدون ان اراك ..
لأول مرة في حياتي ابكي لهذه الدرجة .. ابكي لعجزي .. اشعر بالنقص .. تبا لهذا النقص الذي فرق بيني وبينك ..
اشرقت شمس الصباح وانا لم اذق طعم النوم ... رن هاتفي .. رقم غريب ..
اجبت : الو .
- السلام عليكم .
- عليكم السلام .
- معاك الاخصائية النفسية ماجدة محمد .. انا رفيجة حنين .
- هلا فيج .
- اقدر اكلمك ؟.
- ايوة ... تفضلي .
- انا دريت بالي صار امس .. حنين منهارة وايد .
بقيت صامتا ...
قالت : حنين وايد تحب تساعد الناس .. لا تحاول تكلمها .. خلها تنسى ماصارلكم سنة وشي مع بعض ... خلها تعيش حياتها ... انا حاسة فيك بس هي شنو ذنبها !؟.
- اعرف هالكلام عدل .. ولا تخافين مستحيل اخليها تتألم عشاني .
اقفلت هاتفي لعدة ايام .. قررت الرحيل .. ترك كل شئ هنا والمضي .. ليس المضي في حياتي فلا وجود لحياتي لولاها .. ولكن لاجلها هي ...
امرأة مثلها لا تنسى بسهولة .. لأنها ليست كأي امرأة ..
هي استثنائية ...
لم يحدث ابدا ...
لم يحدث ابدا ان اوصلني حب امرأة حتى الشنق ..
لم اعرف قبلك واحدة ...
غلبتني .. اخذت اسلحتي ..
هزمتني .. داخل مملكتي ..
نزعت عن وجهي اقنعتي ..
لم يحدث ابدا سيدتي .. ان ذقت النار وذقت الحرق ..
كوني واثقة ... سيدتي .
سيحبك الاف غيري ..
وستستلمين بريد الشوق ..
لكنك .. لن تجدي بعدي رجلا يهواك بهذا الصدق ..
لن تجدي ابدا .. لافي الغرب .. ولا في الشرق ..
قصيدة يوميات رجل مهزوم
نزار قباني
حزمت حقائبي واتجهت لمدينة الضباب ..
يوم رحيلي صار بعيوني سراب ... ويوم قالي بصوت ماتمشي الطبيب ..
دمعت عيني وانطبق بيها الكتاب ... واستعديت لحياتي في المغيب ..
وبالي اسكنت بالخفوق الظن خاب ... يوم عني قررت ترحل تغيب ..
ماصفا في بالي غير شوي عتاب ... من توانه في محبتي كل حبيب ..
العطيته لقب يا اغلى الاحباب ... يوم كنت اعتازله عني يغيب ..
لين مالت دنيتي عن عيني غاب ... والبال في ضنه يودي مايجيب ..
وبين افكاري وساعات اكتئاب ... في حياتي بانت ارسوم الحبيب ..
وساعة الشفت حنين القلب ذاب ... واصبحت هي الدوا وهيا الطبيب ..
ويوم رحت اخطبها وسمعت الجواب ... انت مشلول وعدنا مالك نصيب ..
احنيت راسي وحام في دنيتي غراب ... وياريت مت بساعة الفيها صويب ..
قررت اغيب بدنيا مابيها ذياب ... واعشق بروحي سواليف النحيب ..
قصيدة ساعات اكتئاب
للشاعر علي الشيخ
(( حنين ))
( اختفى ) :
بقيت لأسبوع في المنزل احاول ان اتمالك نفسي .. احاول ان اجدد بداخلي الامل لمقابلته ... انا التي كنت امده بالقوة لايجب ان يراني ضعيفة ومهزومة ..
اخذت باقة زهور بيضاء .. لهلها تمدنا بالامل .. اتجهت لمنزله .. فتحت لي الخادمة ..
ابتسمت وقلت : السلام عليكم .
الخادمة : عليكم السلام .
- فارس موجود ؟.
- لا .
عقدت حاجبي وقلت : وين .
- بابا فارس يروح سفر .
فتحت فمي بدهشة !.. قلت : متى يرد ؟.
- مايرجع خلاص .
- شنو شتقولين !؟.
اتت والدته .. رحبت بي : هلا حنون شلونج ؟.
نسيت كل شئ وقلت : فارس وين ؟.
قالت بحزن : سافر .
- شنوو ؟... شلون جي فجأة .
- ايوة صدمنا قال يبي يسافر .
- انزين متى يرد .
- يبي يستقر هناك .
- وين ؟.
- والله يابنتي ماقدر هو امنا مانقولج .
تساقطت الدموع من عيني .. قلت برجاء : ليش ؟.
- تستاهلين احسن منه بنتي .
- امانة وين سافر ؟.
- ماقدر اقولج حلفني .
عدت للمنزل وانا مصدومة .. لماذا قرر الرحيل دون وداع حتى !..
اقفلت باب غرفتي وجلست على الارض .. اسندت ظهري على الباب ...
بدأت بالبكاء .. ضممت ساقاي الى صدري ..
اشعر بالبرد .. ولكن حرارة دموعي كانت كافية لتحرق عيني ووجنتي ..
اول يوم .. بيعدي علية وانا لوحدي .. انا لوحدي ..
صحيت عيني لقتني بنادي .. بقلبي وروحي ... بنادي عليك ..
كدة برضه تسيبني وازاي تمشي .. ومتكلمناش ..
عايز اغمض واحلم ان اليوم ده مجاش ..
مش قادر اصدق يعني اني مش هشوفه تاني ..
بجد واحشني اخذه بحضني .. ويرجعلي تاني ..
لسة هحاول اغلب يأسي .. لسة هحاول اكذب نفسي .. لسةهحاول اصدق اني فارقت عينه ..
لم يمهلني لأخبره بمدى حبي له .. لم اخبره انني لا يهم كيف يراه الاخرون المهم كيف اراه انا .. وانه لا يهمني الجميع .. اريد البقاء بقربه فقط لا غير ...
( .... ) :
كنت في مقهى برفقة ماجدة .. كالعادة انا بعد رحيله صامتة .. احتسي شاي واضع الكثير من السكر مثله ..
قالت : حنون حياتي لمتى بتمين جي .
- شفيني .
- عيشي حياتج خلاص .
- ههه شلون .. اعيش بدونه ماقدر .. انا للحين مب مقتنعة انه سافر خلاص .
- وهو سافر وكل شي انتهى .
نظرت للطاولة التي بجانبنا .. رجل يجلس على الكرسي المتحرك مثل فارس ..
تذكرته .. بل عندما ارى اي كرسي متحرك احن اليه .. اتخيل فارس .. اشعر ان هناك شئ خاص يربطني بمن هم مثله ..

علمتني الاملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن