الجزء الثاني والأربعون

977 72 29
                                    

نزلت جوانا من على سلم الطائرة بخفة، ونزل خلفها كلًّا من أوسكار وكارلوس، صعد ثلاثتهم السيارة السوداء التي تبعد عن السلم ثلاثة أمتار لتنتطلق السيارة عبر الهنغار بسرعة فائقة.

فتحت الحقيبة التي كانت تحملها للتأكد من حالتها وقد أدخلت الرقم السريّ، التقطت جهازاً أسوداً يقبع في الحقيبة وسط عدة أسلاك وأجهزة وظرف ورقي كبير، نقرت الزر الأيمن لتضيء شاشة الجهاز بالعبارات التالية :

"نظام البقعة المعتمة يعمل بنجاح"

أعادت الجهاز لمكانه وأغلقت الحقيبة بإحكام لتتابع بنظرها الطريق.

----------------------------------------------

كانت غرفة هيذر مجهزة بكل شيء حيث لا تضطر هيذر لمغادرتها، كنوعٌ من السجن المقفل، عدا أنها معزولة عن أي شيء قد يمكنها من الاتصال بالعالم الخارجي، أي لا اتصالات ولا إنترنت!

كانت هيذر جالسةً على الأريكة تحدق بالتلفاز أمامها غير أبهةٍ بما يعرض على الشاشة.

قاطع وحدتها دانيال الذي دخل بدون استئذان متوجهاً نحو التلفاز وأطفأه ثم ألقى بعلبة صغيرة نحوها استطاعت التقاطها قبل أن يرتطم بوجهها، أردفت ساخرة :

- يالها من تصرفات راقية سيد أليكسيفيتش! هل سأقضي ليلتي في القبو من الآن وصاعداً؟

ابتسم دانيال بتكلف واستطرد بنبرة ساخرة :

- لم اكن أعلم أنكِ تتنبأين بالمستقبل هيذر!

ختم حديثه بابتسامة جانبية خبيثة وغادر الغرفة صافقًا الباب خلفه!

أخذت تقلب العلبة بين يديها، كانت بحجم الكف تقريبًا، هزّته لتسمع شيئًا يطرطق ويتحرك بداخله، شعرت بقشعريرة سرت في أطرافها.

تناولت قلمًا من على الطاولة وفتحت الصندوق من أعلاه... فاحت رائحة غريبة، ما إن فتحته حتى أطلقت صرخة مدوية وقذفته من يدها برعب!

تحول الخوف الذي شعرت به لوهلة إلى غضبٍ عارم، توجهت بانفعال نحو الباب لتفتحه وإذا به مقفل!

راحت تصرخ والشرر يتطاير من عينيها :

- ماذا فعلت به أيها الشيطان الملعون! أين أدريان أيها الحقير؟! لن تستطيع الإقفال عليَّ مطولًا سأريك من هي هيذر إسكوبار أيها اللعين!

تنفسها يتسارع، أخذت يديها بالارتجاف، ألقت نظرة على الصندوق الملقى على الأرض وبمحتوياته التي اصبحت خارجه... مجرد إصبع... إصبع مقطوع!

تمالكت نفسها وتناولت ورقة، دفعت الاصبع لتعيده داخل الصندوق، وضعت الصندوق في الثلاجة المجمدة وأغلقت الثلاجة.

أخذت أنفاسها بالتسارع أكثر فأكثر... وإذ بها تتحول لشهقات، دموعها أخذت بالانسياب، نزلت على الأرض لتجلس وتحتضن ركبتيها وتطلق العنان لشهقاتها.

إمبراطورية الكوكائين | The Empire Of Cocaine حيث تعيش القصص. اكتشف الآن