•' إفتـراق الـوداع '•

611 24 3
                                    

كنـتُ أعلـم بـأن مآلنـا الوحيـد هـو الإفتـراق
ومـع هـذا لـم تكـن معرفتـي •كافيـة• لجعلـي أعـدل عـن حبـک
كـان ’•يكفينـي• بـأن أحبـک الآن وغـداً ولابـأس إن افترقنـا بعـد غـد
لنكـن معـاً طالمـا بإمكاننـا التنفـس ورؤيـة إشراقـة كـُل صبـاح

وللمـرة الأولـىٰ لـم أضـع شيئـاً فـي الحسبـان!
تخيـل أنـا التـي تعـدُ خطوتهـا!
ثـم توقفَـت عبـارة •مـاذا لـو• عـن مطاردتـي
والحـقُ أقـول بأنهـا كانـت تزورنـي فـي بعـض الأحيـان
تقـف أمامـي منتحبـة، لا أنتبـه لهـا
ترفـع صوتهـا، لا أسمعهـا، تصـرخ فأبتسـم
تمـدُ يديهـا لأحملهـا علـىٰ عاتقـي ولكننـي كنـت أغمـض عينـيَّ بوجهِهـا!

كيـف للمـرء أن يُمسـک يـدَ نفسـه ويقودهـا إلـىٰ الهـلاک
وهـو مبتسمـاً وراضيـاً كـل الرضـا!
ورغـم الحقيقـة المؤلمـة بـأن حبنـا كـان أكثـر الصفقـات
التـي عرفَتهـا البشريـة خسـارة، إلا أن الأمـر أستحـق

تلـک اللحظـات لا مفـر مـن وقوعهـا
حتـىٰ وإن كـان وقـع ذكرياتهـا سيظـل يطرُقنـا بيـن الحيـن والآخـر
فـي كـل الابتسامـات الصادقـة، أو يتسلـل إلينـا خـلال فيلـم
كنـا قـد شاهدنـاهُ معـاً، أو ربمـا تستغـل الذكريـات ألحـان أغنيـة
وتعصـف بنـا فنعـود ركضـاً للماضـي وندثـر بـه
وربمـا أيضـاً •لـن ننتظرهـا لتأتينـا• بـل سنهـربُ نحـنُ إليهـا
مـن هـذا العالـم كلمـا وضـع أيديـه حـول أعناقنـا!

ولأننـا •لا نريـد أن ننسـىٰ• سيبـدو وكأننـا نتـوقُ للتعثُـر بذكـرىٰ
لنسقـط ونبكـي بحُرقـة ثـم نتوسـل الحيـاة لفرصـة إضافيـة
•ولـن نحصـل عليهـا• وننـام غرقـاً وسـط دموعنـا!
وفـي الصبـاح نسـرق بعـض الإرهـاق ممزوجـاً ببضعـةِ ابتسامـات فاتـرة
ونرتديهـم ثـم يمضـي كـلٍ منـا فـي حيـاةِ الآخـر
•خطـأٌ صحيـح، أعنـي فـي حياتـه• للأبـد

أمـا •مـالا تعلمـهُ ولـن تفعـل•
أنـا كنـتُ أُصلـي كـي لايحـدث شيئـاً يفـوق احتمالنـا
•أو أقلّـهُ احتمالـي أنـا•
أُصلـي لأفقـد شعـوري فـي اللحظـة التـي يضـع بهـا القـدر
النقطـة أمامنـا مُعلنـاً انتهـاء كـل شـيء
كـي لا أفقـد تماسكـي وأنهـار أمـام فقـدٍ كهـذا
لأننـي أُدرک ماهيتـي الهشـة وعـدم قدرتـي علـىٰ مُعايشـة
قـدر آخـر مـن الألـم

ورغـم كـل هـذا الألـم، سنُقـرُ •كـل دقيقـة وكـل ثانيـة•
بـأن عـدم خـوض تلـک التجربـة خسـارة تفـوق مقـدار كـل ماربحنـاه
أو •مـا سنربحـهُ• وسنظـل نتسـاءل، مالخطـأ اللعيـن الـذي ارتكبنـاه؟!
ولكننـي متعبـة لأنتظـر الجـواب، لـذا سأستسلـم وأقـولُ وداعـاً الآن
أقولهـا بموافقـة العالـم لتَعلـو تصفيقـات احتفالـهِ هنـا
وصـدىٰ سقوطنـا بالجهـة المُقابلـة!.

خواطر حزينه ~ من كتاباتي☁✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن