.19

402 37 9
                                    

...

الهُدنة تعني شيئين مُحتملين، إما بدايةُ سلام، أو إكمال الحرب بعدها .

...

..

أرتديتُ بذلة رسمية سوداء و بدأتُ أُعدل من رابطة عُنقي، و خرجت من غرفتي لأجد يونغي قد تجهز و ينتظرُني

تلك ليست أول مرة يمرُ عَلي ذكرى وفاة والداي؛ لكن تلك المرة أشعر بالخزي لأنني حتى الأن لم أحقق أي شيء يجعلهم يفتخرون بي، لم أفي بوعدي بعد في تلك السنة

"سنذهب للمشفى و نصطحب داهيون معنا" تحدث يونغي بهدوء، و هو يقود السيارة و أنا أكتفيتُ بإمائة بسيطة

وصلنا للمشفى بعد حوالي رُبعُ ساعة؛ ليتركني يونغي بالسيارة و يصعد ليُحضرها من المشفى كما أتفق مع الطبيب بالإضافة إنه أخر يوم لها بالمشفى و ستبدأُ العلاج الطبيعي في أقرب وقت

أنتظرتُ حوالي خمس دقائق ليأتي يونغي من الداخل و هي معه تبدو كأنها مُترددة و خائفة، رُبما لأنها أول مرة تزور بها قبر والديها مُنذ أن ماتا، و هذا كان من أسباب جعلي أكرهُها

كانت السيارة تتحرك و الصمت يحلُ بيننا كُل واحد مُنشغل بعالمه و نواياه

لقد جهزنا الزهور التي نشتريها كُل عام، و توقفنا أمام مدرسة مين سوك ليأتي مُسرعًا لنا و يركب بجانبها في الخلف، هكذا نحنُ مُستعدين للذهاب لهم ككل عام

"كُل واحدٍ منا يأخذ باقة من الزهور و ينثرها على قبورهم و نأخذ بعدها شمعة و نُشعلها على قبرِ كل أثنين منهم، بما أنها أول مرة لكِ و لا تعلمين الطقوس الخاصة بنا" شرح لها يونغي الطقوس التي نقوم بها كل عام، بينما السيارة توقفت لننزل جميعًا بعد أن أنتهى من حديثه

ساعدها مين سوك على حمل الزهور حيث أنها الأن لا تمتلك سوى يد واحدة صالحة للإستخدام و لا يجب أن تُحرك الأخرى حتى تتعافى و لا تنتكس

توجهنا أمام قبورهم لنبدأ في توزيع الزهور و مُساعدتها، بعدها أشعل كُل واحدٍ شمعته و وضعها لتهب رائحة عطرة من الشموع مُمتزجة مع الأزهار

كُنا نقف في لحظة من الصمت و كأن كُل واحدٍ يُحادث أهله بذهنِه و يُخبره بما مر به؛ لكن هي كانت كأنها تُخبرهم بالكثير؛ لدرجة أنهاجثت على رُكبتيها تنتحبُ بصمتٍ شديد دون توقف

"أنا أسفة" كانت تخرج تلك الكلمة من فمها بخفوت

كدتُ أذهب لأطمئن عليها و أُحاول جعلها تنهض؛ لكن يونغي أمسكني من يدي، و نظر لي بمعنى أن أدعها

رُبما هذا أفضل لتُخرج كل الحُزن و شعورها بالذنب من قلبها

"أسفة لكم جميعًا"

It Ain't Me|لستُ أنا. |JK|.Where stories live. Discover now