2

250 12 0
                                    

متاهات في المستحيل

الفصل الثاني

................

حين تسرقني مجددا .. تأكد أن تقتلني...

إحساس الذنب مؤلم ..

ليس لأني أذنبت .. بل كونك من به تشعرني ؛ بالذنب ..

فهلّا عطفت عليّ .. والزيت على النار صَببت ؟

والكارثة فقط .. عجَّلت ؟

.............................................................

-أوه لماذا فقط تذبلين ؟

كانت تضع بساطا قديما وجدته في البيت , في الفناء الخارجي , على الأرض , حاسبها على قدميها , وبالقرب منها فنجان من القهوة ..

تنظر للورود التي زرعتها كما علّمها أبو عبد الله , لكنها الآن حين تنظر لها تجدها ذابلة وكأنها على وشك الموت ..

تنهدت بملل , فلا شيء تفعله في حياتها ..

اعتادت على العمل .. بل يجب أن تعمل , لكن بماذا ؟

إلى متى ستقضي وقتها بمتابعة المسلسلات والأفلام عبر الانترنت ..

خط الإنترنت يكلفها كثيرا في كل مرة ..

عبست تضرب جبينها بغباء , لما لا تشتري تلفاز !

لم تفكر بالأمر من قبل , لكنها الآن قررت بالفعل شراءه , ستوصي حسام عليه , فهي بالتأكيد لن تعرف من أين تجلبه ولن تسطيع إيصاله للبيت ..

إنها تنقل الحضارة إلى هنا ..

قهقهت , بينما أرسلت رسالة لرقم حسام تخبره أن يجلبه متى ما قدر على ذلك ..

أحيانا تشعر أنها تثقل عليهم , ولكنها تتذكر أنهم هم من طلبوا منها أن تخبرهم بكل ما تريده ..

سمعت صوتا غريبا خلف الباب ,أرهفت السمع , كان كما لو أنه ..

لا تعرف بما تصفه , لكن على ما يبدو وكأنه خائف ؟

وضعت الحاسب جانبا , ونهضت بحذر تحاول استراق النظر من خلف السور , لكنه كان صعبا بعض الشيء , حيث رفعوه الرجال لمستوى صدرها تقريبا .. لذلك أحضرت إحدى الكراسي ووقفت عليها , حينها بالفعل تمكنت من رؤية جرو صغير يقف بقرب سورها , يبدو مريضا مهزولا !

-جرو !

اتسعت حدقتي عينها تجيل النظر في المكان علها تلمح كلبا أو أي شيء , لكن لا يبدو أن حيوانا ما يفتقد طفله ..

ظلت للحظات مترددة بتركه وحده حتى تأتي أمه أو أن تدخله وتهتم به ..

لكن صوته الضعيف جعلها تعض على شفتها بقلق , قبل أن تغامر وتفتح الباب , قليلا فقط , تتأكد أنه لا يوجد حيوانا ما سيهجم عليها بغتة ..

حين رآها الجو , تراجع مرتجفا بخوف , رغم أنه لم يبدو قادرا على الحراك بسرعة..

-لا تخف يا صغير !

متاهات في المستحيلWhere stories live. Discover now