l

899 159 158
                                    


أستغفر الله العظيم وأتوب إليه

💙

أمسكَ الأميرُ سَيفهُ وبدَأ بِقطعِ الأشجارِ المُتدَاخِلة حَوله رغمَ صعُوبة ذلكَ حتّى وصلَ داخلَ القصرِ ورَأى ما توقفَت علَيه الحَياة فيه من مشَاهِد.

الحرّاسُ يقفونَ على الأبوابِ كألوَاحٍ خشَبيّة و الخَدم يُعدّون الطعَام فِي المطبَخ وقد تَجمّدُوا على هذِه الحَال

اِستمَرّ الأميرُ بالسّير حتّى وصَل إلى الأميرةِ النّائمة مُنذ أعوام عَديدَة، فَركَع علَى رُكبتَيه يَمسحُ علَى شَعرِها مُقتربًا من شِفاهِها في قُبلة فاستيقظَت مُندهشة ودبَّت الحيَاة فِي أنحَاء القَصرِ مِن جَديد.

"خَالتِي أريدُ كُوب مَاء" نَبسَت آري من تَحت اللّحاف بَعد أن أوشَكت كِلاكُما علَى النّوم

"آري عزيزتِي ألن تَنتهِي طَلباتكِ اليَوم لقَد أرهَقتِني"

أجبتِ بصوتٍ خافِت مُتملّلة بينَما أهدَابكِ تأبَى الإنفِراج

"ولكِنّنِي عَطشى" أردَفت تضُم شَفتيهَا علّها تنالُ إستعطافَكِ ومعَ أنّ أضواءَ الحُجرَة كَانت مُغلقة إلّا أنّ ضَوء القمَر المتسَلّل من النّافِذة كانَ كفيلًا لِرؤيَة طَلائِعِهَا

"حسَنًا" زَفرتِ بِقِلّة حِيلَة تَستقيمِينَ مِن مضجعكِ مُغادرةً الغُرفة.

بِغِياَبكِ كَأنّ اللّيلَ محبُوسٌ دُجاهُ فأوّلهُ وآخِرهُ مُقِيمُ

ومَا كَان يُتعبنِي في اللّيلِ إلاّ صَمتكِ

أنادِيكِ كَي تُنيرِي عُتمَتِي

كَاستِغَاثَةِ عُصفُورٍ حينَ بَعثَرت الأمطَارُ عُشّهُ.

أجزمُ أنّ هذا المخلُوقَ الصّغير على وشكِ القيامِ بأمرٍ ما

فهَذا الصّمتُ المُريب شَبيهٌ بِذاكَ الهُدوء الذي يَسبقُ العاصِفة

وفِي اللّحظَة التِي دَقّ بِهَا ناقوسَ الخطَر دَواخِلي

أُنِيرَت الغرفة

"آري مالذي تفعَلينَه؟"

اِفترشتِ علَى الأرضِ بِجانبِ جسدِي المُمدّدَ هُنَاك

ودائمًا ما ألقاكِ فِي مكَانٍ يَغمرُه النّورُ حيثُ لا ظَلامُ

بينَما هي قرِيبَة مِن وَجهِي و كَثِيرًا أجَابَت بِتلعثُم

مُـنقطِعـةُ النّـظِيــر Where stories live. Discover now