-4-

32K 889 188
                                    

ربما تجمعنا أقدارنا ذات يومًـا
بعدما عَـزَّ اللـقاء!!

-حافظ إبراهيم-
•¤•¤•¤•

- أنا لا أوافق على هذا الهراء!!
قالها مراد بسخط مُستعرّ وهو ينهض ويتركهم جالسين إلى طاولة الطعام .. مازالت الوجوه واجمة، والألسنة عازِفة عن التحدث .. ليس هناك ما يُقال بالأساس، فقد صدمهم ما سمعوا عن حق .. وبالأخص فريدة، فكان لها نصيب الأسد من تلك المحادثة، وآثرت أن تسمع آرائهم بدلًا عنها!!

بعد أن تأكدت سارة من دخول أخيها للشرفة حتى إلتفتت لفريدة لتضم يدها وتهمس:
- أنا ايضًا لا أوافق على لقائك به وحدكما .. انا لم أقل ذلك أمام مراد حتى لا يزدد تعنّتًا، ولكني حقًا أخشى عليكِ من هذا اللقاء!!

ظلت فريدة ساهمة الملامح لا تُعطي أي انطباع .. لا تفكر بحديثهم وحسب، بل مازالت تحت تأثير تلك الرهبة التي بزغت بداخلها فور أن سمعت صوته .. بحةٌ صوته الأجش بينما يهمس بإسمه بتلك الطريقة الفريدة التي لم تسمعها من أحدًا قبله، وفي تلك اللحظة شيئًا بداخلها أخبرها بهويته قبل أن يصعقها هو بها.

شيئًا يسري كالكهرباء في الجسد حينما تناهى إلى مسامعها صوته، بل إسمه الذي لم تكن تدرك الهيبة التي يمتلكها إسم مجرد كهذا، سوى عندما لفظه هو..

أدهم الشاذلي!!

عندما استعادت انتباهها كانت (كوثر) تحدث سارة بنبرة هادئة:
- اتركيها سارة تفعل ما تريد .. لا أحد يتدخل باختياراتها!!
- ماذا الذي تقوليه؟؟ .. كيف لا نتدخل؟! .. إنه أدهم!! .. زوجها السابق!! .. أنسيتوا ماذا فعل؟!

جأر بها مراد الذي آتى مرة أخرى على حديث والدته، ليجهم الجميع من جديد .. وهنا راحت تفكر فريدة .. ماذا فعل أدهم؟؟ .. هي لا تعرف حقًا ماذا فعل!! .. لقد أختفى لأكثر من سنتان وتركها عالقة في وحل مرضها .. هذا ما تعرفه، وعلى الأدق هذا ما تتذكره، لكن هناك ما لا تتذكر ولا بد أن تعرفه!!

نظرًا لإحتدام الأجواء في هذا الوقت، كان قرار الإنسحاب هو خير حل .. لذا نهضت عن طاولة الطعام مستأذنه من الجميع ذاهبه لشقتها .. ما إن أصبحت مقابلة لباب الشقة حتى نداها مراد بحزم، فتوقفت وهي تتمنى ألا يصر على حديثه معها الآن .. ولكنه فاجئها حينما طلب من سارة أن ترافقها الليلة، وحينما نظرته وجدته يرمقها بنظرة دافئة استشعرت منها خوفه عليها، بعدما رآها تلك الليلة، ولكنها تعللت بحاجتها للإختلاء بنفسها ليوافقوا على مضض.

● ● ●

انبلج نهار جديد دون أن يغفل لها جفن .. قضت ليليتها أمام تلك اللوحة التي عملت على تجميع ما بها من أوراق وصور على مدار شهور؛ لتعرف مَن هو أدهم الشاذلي .. والآن، خطتك قد نجحت فريدة، لقد خرج من جُحره وبزغ لكِ كيفما أردتي .. الوغد كان يختبي بإرداته الحرة، دون قيد أو شُبهه جنائية .. حسنًا، هذا يفسر الكثير، يفسر لمَّ أوقف والده حملة البحث عنه، تلك الشمطاء زوجته بالتأكيد كان لديها علم .. حدسك كان على صواب فريدة!!

After Burn بعد الاحتراقHikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin