إليها.

181 16 5
                                    

مساء ليلة العيد.

                                                           ٢٠٢٠/٥/٢٣

قبلات على خديك النديين حبيبة قلبي.

آه غدًا العيد! وكيف تراه يكون دونك؟ أي عيد هذا الذي لا أضمك فيه؟
حنيني يسبقني إليك، وشوقي جارفٌ كنهر في عز الخريف، لا فرح سيزورني بالغد، ولا أمنيات أو خيالاتٍ ستعزيني عن بعدك.

لو تعلمين كم خططت وكم فكرت في ألف طريقة لخرق الحظر وللقياك، وبمليون وسيلة للتعبير عن شوقي، لكن... لو كنت سأخاطر بنفسي فأهلًا وسهلًا ومرحبًا بكل المخاطر، فداكِ يا منتهى أملي، لكني لا أستطيع حمل وزر إنسان آخر معي؛ تطلب مني الكثير من التضرع كي أتعايش مع ذنوبي، نهشني شعور الذنب سنينًا عدة. وأسفت علي من الأسف.
لا بأس، لا بأس، أقولها لنفسي بصوت مسموعٍ طوال الوقت، سيمر كل شيء كما تمر الأيام، بسرعة كوميض البرق، أو بثقلٍ كأيام الآحاد.

الذكريات وحدها من لها القدرة على مواساتنا في هذا الوقت العصيب، أتعلمين بدأت أقتنع بأهمية الذاكرة، وأظنني سأسامحها على حفظ ما يؤذيني بحرصٍ أستغرب شدته، كان من الأفضل أن يملأ فراغنا شيء ما، حي ويتنفس، له القدرة على قتلنا وإحيائنا في آنٍ واحد كما الذكريات.
عودي معي للوراء قليلًا فقط، إلى العيد الخامس في حياتك، كنت في التاسعة، وزالت برائتي بالفعل، لكن الحياة لم تربت على رأسك بعد، كنتِ شديدة الحلاوة، وبديعة الجمال، خدود وردية وشامة يتيمة قرب شفتيك، طبعها ملاكٌ لم يستطع مقاومة حسنك.
تذكري تلك الطفلة ولاطفيها، دعيها تعود من حينٍ لحين، أشتاق إليها.
العيد مقدس وفرحته واجبة، علينا أن نقتلع جذور الحزن ونزرع بذورَ الأمل، لعل وعسى بقدوم العيد القادم أن تزهر فرحتنا. لذا اسعدي وأعيري هذا التعس فرحتك كي يواسي العيد أطفال المجازر.

ستصل هذه الرسالة غارقة في ذكرياتي واشتياقاتي، فتحمليها حبي وكوني رقيقة معها وتخيليني فيها.

المشتاق والمشنوق في حبك.
قُبلاتي.

رسائلٌ قيد الإرسال.Where stories live. Discover now