#كأس خمر

591 73 16
                                    

فوت و كومنت فضلا..♡

إستمعوا 3>
_

أتَبكي لي عينُ وانتَ دموعها ؟


Writer p.o.v

عودة إلى الماضي

قبل خمسة عشر سنة.

Flash back

عندما يسدلُ الليلُ ستائرهُ بألوانها السوداءِ المخملية، و يقبِل القمرُ مختالاً مرتدياً عباءتهُ الفضيةَ، و تأوي الطيورُ إلى أعشاشها تحتضنُ صغارها برفق وحنيةَ فيزحفُ الصمتُ بخطاهِ الواثقةَ يسودُ الهدوءَهُ في الإرجاء و يحتوي بين ظلال ظلامه ذلك الفتى الصغير الأبرص ذو خصلات الشعر البيضاء الناصعة كالثلج و سماويتاه الزرقاء اللامعة ببريق خافت

كان يسيرُ مثل البطريق بينما يحمل بين يديه الصغيرة بعض الأغصان المُجففة التي جمعها من غابة قريبة لمنزله

كان في طريقه عائدا إلى المنزل يرمي خطواته السريعة بسعادة بينما خدوده المحمرة تتحرك مع مِشيته اللطيفة

كانت تغمره فرحة لا يستطيع الخيال أن يتصورها كونه شعر بالأهمية و المسؤولية حين طلبت منه والدته أن يجمع الحطب من أجلهما

توقف عند باب المنزل الأحمر القرميدي و صدره الصغير يصعد و ينزل من هرولته في السير

أمسك الأغصان بيد واحدة ضاما إيها لصدره ليُنزل مقبض باب المنزل ببطئ وهو قرير العين مُشرق الوجه منفرج الأسَارير باسم الثغر مُنشرح الصدر في حين يتخيل ردة فعل والدته الفخورة به

وفور فتحه الباب تلاشت تلك الإبتسامة تدريجيا من وجهه البرئ تزامنا مع سقوط أغصان الحطب من يده على الأرض بقوة و إفترق فهمه و توسعت عيناه بصدمة تُحاكي الرعشة التي سرت في داخله

تسارعت دقات الفتى الصغير في تلاحق عنيف حين رأى والدته مشنوقة بحبل معلق في السقف

فبدأ المذعور يحملق في جسد والدته المُعلق ولا روحَ تسكنه

فشهق من رجفة الخوف التي تقطع فؤاده و تُمزق أحشائه و أطلق بعدها سلسلة صرخات عالية بينما يلمس ما وصلت له يده من أسفل قدميها و الدموع أخذت مجرى غزير على وجنتيه تُحيك خيوطها طوليا

وأخذ يُناديها بإضطراب ورهبة بين شهقاته الصاخبة بينما يُحرك قدميها المعلقة في السقف

" ماما ، ماااماا!"

خرج أهل مقاطعة النار من منازلهم مذعورين بسبب صراخ الفتى الذي وجدوه ينحب بدمع غزير بينما مزال يقفز مُحاولا لمس والدته المعلقة

برمودا || Jkحيث تعيش القصص. اكتشف الآن