الفصل الثاني

50 5 5
                                    

لا تعيش دور النجم ~ وتگول صيتك ذاع
ولو نفرض انته نجم ~ باچر تغيب بساع
ما طار طيرٌ وارتفع ~ إلا كما طارَ ... وقع
صدكني تره كلش بشع ~ يجيب الغرور اوجاع

مأمون النطاح.
.

.......................
............................

- دكتورة ماتسوين تحويل للمستشفى اخاف اجيب قبل الموعد و من هسه انام بيها شتكولين انتي.

- ام مسلم اهدئي اشويه ولادتج بعدلها اكثر اسبوع، روحي هسه لبيتج وتعاي بعد على موعدنا الاسبوعي ونروح اني وياج للمستشفى ها بعد تردين شي ترا ماقصرت وياج.

- الله يطيج العافية دكتورة ماتقصرين، تقول وهي تنهض، مع السلامه دكتورة.

في ذلك الوقت كان الحكم الدكتاتوري مايزال في أيامه الذهبية، حيث كانت اماكن تواجد السيارات بعيدة جداً لذلك في اغلب الاوقات كان الذهاب سيراً على الاقدام افضل خيار، في وقتها كانت العيادة جداً بعيدة عن البيت ولان بيت اهلها اقرب قررت الذهاب لرؤية والدتها وبعدها تكمل طريقها، وما ان وصلت لبيت جدي ونظراً لحالتها أبت جدتي الا ان تبقى هذه الليلة هنا وبعد الاصرار الشديد من جانب جدتي وافقت أمي، خاصةً انها ارسلت احدهم لاخبار والدي بالامر وان لا يقلق.

بعد منتصف الليل زادت الاوجاع على والدتي، وبمساعدة جدتي واحدى الجارات ولدت انا في هذه الحياة، كان ذلك في الواحد والعشرين من الشهر الرابع في ١٩٩١، ولانه دائماً ما يكون خلال أيام المدرسة وحتى أيام الجامعة، لم احتفل فية رغم اخباري للجميع من حولي قبل شهر من الموعد ولم اتفاجئ بأن اليوم يذهب بدون ان أسمع كلمة " عيد ميلاد سعيد " حتى انني لا أشعر بالحزن في نهاية الامر نحن لا نعطي هذه الاشياء اهمية بقدر مواقفنا مع بعضنا والتي اثبتت لي صدق مشاعرنا تجاة بعضنا واننا تخطينا مرحلة الكلام بالافعال، لا أعلم ان كانت وجهة نظري صحيحة ولكنها تشعرني بالسلام، وللان كل ما اردت ان أواسي نفسي اطلب من أمي ان تقص لي معاناتها في ولادتي، لعلي احب الحياة قليلاً عندما ارى كم تعبت والدتي ورغم التعب الا ان عيناها تشع بالفرح فلا اتجرأ أن اكره الحياة، الحياة التي لا يمكن لك ان تعاتبها فتغضب منك فتزيد من تعاستها ولا تصبر عليها فتطمع بك وبذلك تزيد عليك المصاعب اضعاف.

كانت أمي تخبرني عن طفولتي دائما، ربما لأنني كنت استمع لها بلهفة واسمع كل كلمة بقلبي لا باذني، او ربما هي تحب ذلك فقد كانت عينها تلمع من السعادة وهي تخبرني، ورغم الاف المرات التي اطلب فيها ان تقص علي قصص طفولتي الا ان لمعة عينها هي نفسها فلا اعرف هل كانت السعادة التي تجتاح قلبي بسبب مغامرات طفولتي او ابتسامتها وهي تحدثني، كانت تخبرني عن كل شي، وكانها تشاهد شريط حي وتشرح الاحداث بالكلام فلا تغيب عن ذاكرتها اصغر التفاصيل، الفخر في كلامها عني كان العلاج لكل الصعوبات التي امر بها، وكانت تفاجأني بدموعها وهي تخبرني كيف اصبت في طفولتي بمرض معدي رغم أنني الان امامها وبخير وكانت تصدمني باجابتها أنها تبكي لصعوبة حالتي وشدة بكائي حينها وتعتذر لانها لم تستطع ان تخفف من أوجاعي فلا أعرف كيف اتصرف واكتفي بأن أرتمي في احضانها و اوكد لها انها لو كانت تستطيع لفعلت وانا الان بصحة جيدة، فتعود لاحتضاني بشكل أقوى تجعلني اسمع افكارها وهي تقول " ياريت لو احطج بكلبي ولا اشوفج بيوم تتوجعين"، اغلب حوارتي و أمي تكون دافئة وكي لا أنساها اكتب كل كلمة واحتفظ بها بعيداً ولكن عندما حدث ومرضت والدتي كرهت ذلك لاني اشتقت لها ولصوتها ورحت ابحث عنها بين كلماتي فأشعر بالبرودة والقسوة في تلك الاوراق وان لم تكن تغفل عن شي الا انها لم تبعث في قلبي الدفئ كما أمي، لذلك حقدت على قلمي واوراقي وانهم السبب في وجودها في المستشفى، مزقت كل كلمة كتبتها عسى ان ترجع أمي في حياتي، وعندما كنت معها في المستشفى اخذت وعد على نفسي وانا امسك بيدها
- يمه بس ارجعي وعد ماراح اكتب شي وكل حجاياتج اخليها بكلبي واحفظها على الغيب، فدوة يمه ارجعلي والله والله لا راح الزم ورقة ولا قلم، يمه احجي وياي الله يخليج اني اموت وراج ترا، اخذت نفس عميق بعد ان أشتده بكائي، وبعدها رفعت اكمامي لمسح دموعي لاسمع صوت خافت يكاد لا يسمع لذلك رفعت رأسي كي أتاكد انني سمعت الصوت او انه وهم من خيالي وكانت الصدمة وجدت والدتي تحاول بجهد رفع جسمها وترفع صوتها لاسمعها بوضوح
- يمه نور شبيج
- البيه انتي يمه، وبدون شعور مني اخذت اقبل كل جزء من يدها واعود لالمس وجهها وتاكد من انها بخير لترد علي بابتسامة اعادت لقلبي الحياة
- شبيج يمعوده راح تموتيني انتي مو الضغط
- اسفة يمه بس ما مصدكه عيوني كلت اتاكد بديه
- فدوة اروحلج، ابوج ومسلم، خواتج وين
- كلهم بخير وابوي راح يجيبلي اكل واني استغليت الفرصة وتوسلت بالدكتور يدخلني وهمزين دخلت
- بعد عمري يايمه تعبتي وعيونج ذبلانه اكيد جنتي تبجين
- اااخ يايمه بس هذا كله مو مهم مادام انتي زينة ورجعتيلنه.

بعد ذلك الوعد لم اقترب من الكتابة فقد كان الخوف هو المسيطر رغم شغفي بالكتابة وعشقي لها، اخاف ان اخلف الوعد فافقد أمي أعلم ان ذلك ليس صحيحاً وتفكير خاطئ ولكن كان بمثابة الامان وانني ساحتفظ بوالدتي للابد طالما انني ملتزمة في وعدي، وبعد مرور خمس سنوات ويبدو ان محاولات والدتي لارجاعي لعالم الكتابة انتقلت لمرحلة الاجبار لا التفاهم والاقناع
- شوفي هاي الكاتبة مسويه مسابقة لافضل قصة قصيرة والفترة اسبوع واحد وطبعا اني حجيت وياها من حسابج وضافت اسمج وهاي الورقة والقلم وابدي فكري واكتبي قبل لا يفوتج الموعد.

رغم انني فقدت اعصابي من تصرفها وشعرت باشياء كثيرة، لكن بعد ثواني اخذت ابحث في عيوني على ارجاء الغرفة فوقع نظري على التلفاز ولثواني قليله تمنيت لو انني ارمي جهاز التحكم الذي في يدي عليه وينكسر وبعدها افكر كيف ساقنع والدي بانها لحظة غضب او ان اقول له كنت انظف فسقط ولم استطع امساكه وانكسر، او انني اتجاهل كلامها وانهض وكأنني لم اسمع شي، فكل ذلك كان اهون من انني اهدم ما اسميته ضماني، واماني، وورقتي الرابحة، ذلك لا يعني انني لا أومن في رب العالمين او انني ذات تفكير محدود ولكن الامر يتعلق بداخلك فتخيل ان تكون سبب في موت احدهم وتخيل أكثر ان يكون هذا الشخص هو كل ماتملك، نعم خلال تلك الخمس سنوات لم أومن بفكرتي ونظريتي ولكن كل ما استيقظت صباحا على صوتها يتجدد اصراري على الامر.

وبعد دوامت الافكار والتي خرجت منها بأن الرفض بدون توضح هو الافضل، وما ان فتحت فمي للكلام لتتحدث وكانها تعبت من صمتي الطويل
- شوفي انويره لا عبالج ما ادري ليش عفتي الكتابة لا غلطانه وهسه كومي اغسلي المواعين وبطريقج فكري بالقصة.

يتبع....❤.

اعتذر عن الاخطاء واتمنى لكم قراءة ممتعة.

في داخلي حروبDonde viven las historias. Descúbrelo ahora