مُفَضلَتِي و.. مُفَضَلِي.

53 13 47
                                    

الأن ، و بعدَ أكثر مِن ١٧ عاماً ، أقف أمام تِلكَ المكتبة و التي تمنيت أن أكُونَ أمامها ، أشعُر و كأن قلبِي قد تحركَ مِن مكانِه من شدةِ السعَادة ، تبدُو جميلةً و حقاً حقاً عظِيمة و أكثر مِما تخيّلتُ حتّى ، أجَل هي مكتبة ستارفِيلد ، أجمَل ما رأت عَيني ، بدأتُ بقراءة كُل عناوين الكُتب التي تمر أمامَ عَيني ، و فجأة وقعت عَينِي على ذاكَ القسم .. الكلِمة التي تذكرُني بِه ، أهمّ شخصٍ لديّ ، لم أرَهُ و لم أقابلهُ يوماً لكنَّنِي أحبُّه ، حسناً عليَّ الإعتراف .. قسمُ الفلسفةِ ذاكَ يَبدُو عظِيماً حقاً ، بدأتُ بقراءَةِ عناوين الكتب التي تقع تحتَ عَينِي مرةً أُخرى ، حتّى وقعَت عَينِي على كتابٍ كانَ قَد نصَحَنا بِِه ، لكِن و اللّعنة إنّه أعلَى مِني... مَددت يدي قدرَ الإمكان للوُصولِ لذَاكَ الكِتابَ و لكِن لَم أستَطِع أن أمسِكُه جَيداً ، حَاوَلتُ تَحرِيكَه بخِفةٍ لَكِنه كاد أن يقَعَ فَوق رأسِي .. أغمضتُ عَيناي إستسلاماً لما قد يحدُث و لَكِنه لَم يحدُث ، سمِعتُ صَوتاً عَمِيقاً بعضَ الشَئ لَكِنه دافِئ ، لا لا لا لَن يكونَ هو.. صَحيح ؟..

فتحتُ عَيناي ببطءٍ و نظرتُ فَوقِي لأجدَ يداً أعرِفُها جَيداً مُمكسةً بذَاك الكتاب الكبير ، تحمحمت و أدرتُ وَجهِي كَي أشكُرَه .. و لَيتَنِي لَم أفعَل...
تصنمتُ بمكاني و انعقدَ لساني لِمجرد رؤيَته و رؤية ملامِحه المثالية الملائكية تلك ، بدَأت دموعِي بالإنهمَار دونَ أن أشعُر ، أجَل ، أجَل إنّه هُو ، إنّه يقِفُ أمَامِي حَقاً ، توتَر ، وضَع الكِتاب جانِباً بتوتُر و نظَر إليّ بقَلق "هَل أنتِ بخير ؟" ، و اللّعنة لقَد سمعتُ صوتُه مرةً أُخرَى ، مسحتُ دموعِي سريعاً و وضعت إبتسامةً على وجهِي "أجَل ، شُكراً لكَ." ، لمحتُ عينَيه و هِي تنظُر لرقبَتي ، وضعتُ يدِي على تلكَ القلادة التي أرتدِيها و المكونة من أربعةِ أحرُف "A.R.M.Y" ، إنها قلادةُ ذاكَ القصيرُ الوسيم ، نظرتُ لها بإبتسامة و أعيُن لامِعة ثم نظرتُ له مُجدداً لأجدَ عينِيه تقابِلُنِي و قَد بدَأت الدموع بالظهُور بِها و تشق وجههُ إبتسامَةً حنون ، إنهمَرت دموعُنا معاً و فجأة وجدتُ نَفسِي بَين ذراعَيه ، ...

بادلتُه بقوةٍ و بدَأت شهَقاتِي بالعلوّ ، ربّتَ علَى ظَهرِي بخفة و نظَر إليّ بعدما ابتعدَ قليلاً و مسحَ دمَوعَه بخِفة "لكِن.. لِماذا ؟ ، لِماذا ما زِلتِي مَعنا رغم أنّنا لَم نعُد مَعكُم ؟ ، لِماذا ما زِلتِي هَنا و كلُّ مِنّا قد ذهبَ إلى طريقهِ الخاص ؟"
فتحتُ هاتِفي و أرَيته خلفِيتي ، كانت صورتهم في حفلتهم الأولى ، أخذَ هاتِفي و بدأت دموعَه بالإنهِمار بهدوءٍ بينما يبتسِم و هو ينظر لتلكَ الصورة ، و بدأتُ أنا بالتكلم و أنا أتأمَلُه "ما زِلتُ هُنا لأن هذا مكانِي و هذه عائلَتِي و هذا هو المكان الذِي أنتمِي إليه ، هنا لأنّكم أنتُم مَن صنعتُم ذاتِي و نفسِي و ما أنا عليه ، كَيف لِي أن أتركَكُم و أذهَب ، روحِي قد تعلقت بِكَم ، و أنت...."
رفع رأسه و نظَر لي لأكمل و أنا صمتّ بتردد "ااا كَيف هي أحوالُ حياتكَ ؟ هل ما زِلتُم علَى تواصُل ؟ هل كلُّ شئٍ بخَير مَعكم ؟" ضحِكَ بخفةٌ و بدأَ بحكِي كل مَا حدَث مَعه باختصار ، و بمنتصف كلامِه قال جملةً من المستحيلِ أن أنسَاها ما حييت "و كَيف يمكنُ لأبٍ ألا يتواصَلَ مع صِغارِه ؟" ...

إبتسمتُ بحنانٍ لكلِماتِه و لطبقَاتِ صوتِهِ التِي تتنقّل ما بين الحَماس و الحنان و الدِفئ و هو يَحكِي عنهُم "و الأن أصبحَ لِي زوجةٌ و قريباً سيكون لديّ طفل.." شعرت باختناقٍ بعضَ الشَئ لكِن أيضاً أشعر بسعادَة ، سعادَةٍ غَامِرَةٍ حقاً لذلك ، و أخيراً و بعد الكَثِير سيحققُ ما تمنّاه طِيلة حياتِه "مُبارك لكَ ، و أخيراً ستحققُ أمنيَتك" ابتسم بسعادَةٍ "و أنتِ ، هل وجدتِي مَن يُحبّك بصدق ؟" تنهدت بخفة "لا ، لم أجد شخصاً يحبني كما أحببتمُونِي أنتُم و لم أجدَ من أحبه كمان أحببتكم ، و لم أستطِع أن أتعلقَ بشخصٍ كما تعلقتُ بكَ..بكُم.." ابتسمَ بحزنٍ "أنا أسِف ، لا تَقلَقي ، بالتأكيد ستجدِين مَن يستحقكِ ، عليّ الذهاب ، شكراً لكِ ، إلى اللقاءِ صغيرَتي" قبَّل رَأسِي بخِفةٍ و ذَهَب "أنا لا أريدُ شخصَاً غَيرَك ، أنتَ.. كنتَ كل شئٍ و بقيتَ كل شئٍ و دائماً ما ستَكُون ، كِيم نامجُون".

________________________________________

" النِهايَة " .

🎉 You've finished reading "فِي مفضَلَتِي.. رأَيتُ عَينَيه" || كِيم نَامجُون 🎉
"فِي مفضَلَتِي.. رأَيتُ عَينَيه" || كِيم نَامجُونWhere stories live. Discover now