18

340 14 16
                                    

هبطت الطائرة الخاصة بعائلة مارتينز في السادسة مساءاً من يوم الجمعة وصولاً إلى نيويورك

كان رين متعب ومرهق ويشعر بالضيق فهم منذ أكثر من شهر يبحثون في أرجاء المانيا بدون جدوى فليس لها أي أثر وكأنها تبخرت في الهواء بعد تلك المُكالمة

ولم يستطع ترك أعمال العائلة أكثر من ذلك فقد تكدس العمل على دانيال وكذلك أُنهك من شدة الإرتباطات والإجتماعات التي كَثُرت بعد نجاح المؤتمر

وما جعل رين يستسلم للعودة وترك برلين هو بُكاء والدته في آخر إتصال جرى بينهما وأخبرته إن لم يعد حالاً ستفعل كل ما يلزم لكي تُحضره إلى هنا

لكنه أبقى فرقة التحري الخاصة هناك للبحث وأمرهم بالإستمرار حتى يعثرو عليها

كذلك بقي على تواصل مع عائلة أنابيل يُخبرهم بالمستجدات والأمر ينطبق عليهم

وصلت سيارته إلى قصر العائلة فوقف صف طويل من الخدم يُرحبون بحضوره

وما أن دلف إلى الداخل حتى إستقبله أفراد عائلته بحرارة فقد تقدمت منه والدته وإحتضنته بشدّة وطال عناقهما

تقدم منه دانيال وهو يحمل إبنته الصغيرة ذات السبعة أشهُر وباشر بإحتضان رين ..لكن رين إكتفى منه سريعاً ودفعه بعيداً وأخذ منه الصغيرة إميلي التي يعشقها بجنون فهي نسخة عن رين حين كان في عُمرها

وبدأ بِمُداعبتها وتلك الأخرى تضحك بفرح

"والآن سيد رين...عليك أن تحكي لي بالتفصيل ماذا يجري معك وإلا حقا سأغضب منك...لن تُخفي عليي هذا الأمر أكثر من ذلك"

قالتها والدته بعد أن جلسوا في غرفة المعيشة وقد حول بصره على جميع أفراد العائلة

"لطفاً أمي فل تصبري قليلاً لقد عاد لتوه من سفر طويل دعيه يرتاح"

"أُصمت داني ...فأنت مُشترك معه في هذا الأمر وترفض إخباري بما يجري مع أخيك بل تتستر عليه"

"عزيزتي إهدئي قليلاً ..ها هو إبنك أمامك قطعة واحدة ولا يبدو عليه شيء...ثم إنه رجل وليس طفلاً لكي تُعامليه كواحد"

أرادت الإحتجاج لكنه أمسك بيدها مُطمئناً

فقام جده بسؤاله

"هل أنت حقاً بخير رين؟...ماذا يجري معك بالتحديد؟!!"

"أنا بخير جدي لا تقلقوا علي لكني ذهبت للبحث عن شخص"

تبادل أفراد العائلة النظرات فيما بينهم بإستغراب

"من هذا الشخص؟"

تنهد بثقل وومض شعاع حزن من عينيه
وأجاب بصوت مُثقل بالهموم

"أنابيل"

شهقت والدته بصوت مسموع وقد تجهم الباقون بوجوههم فهم لم يتوقعو بأنه ذاهب للبحث عن الفتاة التي قلبت حياته رأساً على عقب في آخر سنوات

لا يمكنني النسيانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن