♥🌺القصة الأولى ( رشا الضائعة )🌺♥

266 31 17
                                    

رشا الضائعة.......

في أربعينية الامام الحسين ( ع) تكرم علينا المولى أبا عبدالله بدعوة منه ( ع ) للتطوع  لخدمة زواره ، ألتحقنا للتطوع في المفرزة الطبية داخل الحرم المطهر .

ليلة الجمعة كان واجبنا يبدأ الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ، قرأنا دعاء كميل في الصحن المطهر فتأخرنا عن موعد الواجب، ذهبنا أنا وصديقتي للمكان المناط بنا، فوجدنا المكان مستوفي بالطبيبات ورمقنا بنظرة أخرى مكان توزيع الماء وهو بالقرب من المفرزة فوجدناه هو الخر مستوفي .....
فهمست لصديقتي " دعينا نذهب لمكان فيه نقص بالمتطوعات وبحاجة لنا
" أفضل من البقاء هنا"

ذهبنا إلى باب الرأس وكان بالجهة المقابلة حاجز للرجال ، نرى من خلاله دخول المواكب منظر مهيب جدا ، بقينا في باب الرأس نتطلع والقلوب تكاد تخرج من موضعها لهول المطلع ، وقفنا في الباب تارة ننظم حركة خروج الزائرات وتارة نجلس ونقرأ أدعية وتارة نتأمل في منظر الزائرين وأين يا ترى صاحب الزمان منهم ؟!

فجأة خرجت إحدى المتطوعات وتمسك بيدها طفلة لا تتجاوز التاسعة عيناها مغرورقة بالدموع، حائرة لا تدري ماذا سيكون حالها ، فنادت المتطوعة بصوت عال على الزائرات ، (طفلة ضائعة من منكن ضيعت ابنتها)؟!!

لا مجيب!!💔
أدخلوها للضريح وجعلوها تتصفح وجوه الزائرات علها تجد وجه أمها ...
لكن من دون جدوى أيضا!!
أخذت الطفلة من المتطوعة سألتها عن أسمها فقالت رشا - على ما أظن - ،
ماذا حصل معك يا رشا ؟؟!
ـ أتيت أنا ووالدتي وجدتي مشيا على القدام من محافظة واسط، وأثناء الدخول ضيعت أمي وجدتي ، تتكلم والعبرة تخنقها بالكاد الكلمات تخرج منها،ل تبكي يا حبيبتي سنجد أهلك بأذن ا كوني واثقة....

بقيت واقفة معها خارج باب الرأس ، ما أن نظرت إليها حتى تقطع قلبي حزنا وشفقة عليها فوجهها البريء وتقاسيمها الصغيرة توجب على قلبك أن يذعن حزنا وشفقة عليها ، عدت بها الى داخل الضريح لتتصفح أوجه الزائرات فلعل أمها تبحث عنها هنا لكن لم تجد لها أي أثر....

فجأة خطرت ببالي فكرة ( أوليس الإمام  صاحب الزمان عجل الله فرجه معنا ويسمعنا فلماذا لنطلب منه التدخل ليجاد أهل هذه الطفلة ! حتما هو سيتكفل بذلك)

فقلت لها : حبيبتي رشا انت تريدين أن تجدي أمك أليس كذلك ؟؟
- أجل أريد !
فقلت لها حبيبتي هنالك شخصا ل يرد أحد، هو يسمعنا ويرانا، ويحبنا كثيرا، لكن اعيننا الملوثة بالذنوب ل تراه، إسمه المام المهدي صاحب الزمان، حدثيه الان بقلبك وقولي له " سيدي ارجع لي أمي " وهو سيتكفل بالامر....

فطأطأت برأسها مرددة بصوت خافت يدوي مع نبضات قلبها المضطرب
وعينيها الدامعتين " سيدي رجع لي أمي" ....

فكرت بيني وبين نفسي أن آخذها لمكان استراحتنا لترتاح فلقد تعبت من البحث والبكاء، وغدا صباحا مؤكد إن المر سيحل لنه وكل للصاحب عجل الله فرجه، لا أذكر إنني أستنجدته مرة وتركني فكيف بهذه الطفلة البريئة !

لم أكمل حديث نفسي الا وأمسكت رشا بيدي بكل قوتها، وتردد من هنا من
هنا!!!
ماذا حصل يا رشا ؟!
المكان مكتظ بالزائرين ولا  يمكننا التدافع معهم إلى أين تريدين ؟!
قالت أمي من هنا!
صدقا!! هل حقا ما تقولينه؟!!
يداها كانت تجرني بقوة بإتجاه باب السدرة .
إجتزنا السللم والطريق ينفرج من أمامنا ورشا هي من تقودنا فما إن وصلنا لمقدمة الباب لم نجد أثرا لامها ....
فرايت رجلا كهلا كبيرا - أحد المتطوعين - واقفا في باب السدرة ..
سلام عليكم يا عم، هذه طفلة ضاعت عن أهلها وبحثنا عنهم ولم نجد لهم أثرا....

أخبر الرجل مسؤول باب السدرة، فقال لنا المسؤول " الطفلة ستكون بحوزتنا والمهمة علينا مهمتكم الان انتهت .."
أعتصر قلبي كيف سأترك رشا دونما أعرف ما الذي سيحصل لها !
فجأة ظهر شاب -وهو أحد المتطوعين أيضا -، وقال للرجل الكبير يا حاج لقد رأيت هذه الطفلة في الصباح مع جدتها وأمها وهذا مكانهم، فذهبنا لمكانهم وفعل وجدنا حقائبهم في نفس المكان .
هنا تفاجئ الحاج قال ما الذي يحدث!!
كيف هذا الشاب تذكرهم؟! رغم هذه العداد المهولة من الزائرين !!
ما هذه الكرامة!!؟
أنا هنا لم أتمالك نفسي ودموعي بدأت تتكلم.
فقلت له يا عم هذه ألطاف صاحب الزمان عجل الله فرجه، مجرد ما استنجدت الطفلة بصاحب الزمان أخذ بيدها، وأنا على يقين جعلها ترى شيئا كظل أمها فأمسكت بيدي بشدة وجرتني لهنا.
فأندهش الحاج وسلم على الامام  صاحب الزمان .
ألتفت إلى رشا..

رشا حبيبتي تعرفين من دلك على أمك؟
أنه الامام المهدي عج الذي استنجدتي به قبل لحضات! !
حبيبتي لا تنسيه تكلمي معه دائما، عاهديه أن تكوني كما يريد، كي يعجل الله في ضهوره...
- نعم ♡
أرجوا فعل أن ل تنساه وأتمنى أن ألتقي بها مجددا....

الامام جدا قريب منا جدا ولكن نحن البعيدون المغيبون عنه، حينما يواجهكم أي خطب توجهوا بكلكم لحضرة الصاحب ل لحد غيره .
وستدهشون من فيض لطفه وحنانه.

               

                                                        و شكرا ♥

كيفَ إرتبطـتَ بإمامِ زمانكَ .. ♡Where stories live. Discover now