الفصل الخامس عشر

14.8K 567 16
                                    

- مراتى
نظر "طارق" الى "مريم" وهو لا يصدق ما يسمع .. نظر اليها وكأنه يرجوها أن تكذب ما قاله "مراد" .. كانا الرجلين ينظران الى "مريم" بدهشة .. "طارق" مصدوم من كونها أصبحت زوجة لأعز أصدقائه .. و "مراد" مصدوم من كونها ديزاينر حملته الإعلانية .. شعرت بالخجل من نظرات الرجلين اليها فأخفضت بصرها وقالت بصوت خافت :
- عن اذنكوا
صعدت الدرج وهى لا تدرى أن الرجلين فى الأسفل كانت أعينهما متعلقتان بها تتابعانها فى صمت .

ران الصمت عليهما وكل منهما يحاول استيعاب صدمته .. أول من فاق من صدمته هو "طارق" الذى التفت الى "مراد" ينظر اليه بحده وهو يقول :
- انت مكنتش تعرف ان "مريم" ديزاينر حملتنا وانى بدور عليها ؟
التفت اليه "مراد" الذى بدا شارداً وقال له :
- وهعرف منين انها الديزاينر اللى بندور عليها .. أنا معرفش هى بتشتغل ايه أصلاً .. ولا أعرف أى حاجه عنها
نظر اليه "طارق" بحده وزفر وهو يحاول أن يكظم غيظه وقال :
- انت قولتلى امبارح ان جوازك منها كان انقاذ للموقف وانك مستنى عمتك عشان تطلقها .. مش كدة ؟
أومأ "مراد" برأسه بصمت .. فانفعل "طارق" قائلاً :
- حرام عليك يا "مراد" حرام عليك
نظر اليه "مراد" بدهشة .. فأكمل "طارق" بغضب :
- يعنى حضرتك متجوزها عشان تقضيلك معاها يومين وبعدين ترميها وتطلقها اتقى الله يا "مراد" ترضى يحصل لواحده من اخواتك كده .. أى ان كان سبب جوازك منها حرام تطلقها وتتحسب عليها جوازه
نظر اليه "مراد" بغضب وقال :
- ايه اللى انت بتقوله ده .. انت فاهم الموضوع غلط يا "طارق" .. أنا قولتلك امبارح انى اضطريت أتجوزها عشان الدم اللى كان هيسيل .. وأنا مش معتبرها مراتى اصلاً دى مجرد واحدة أعده فترة مؤقته وهتمشى تروح لحالها وأنا معرفها كدة ومتفق معاها على كدة يعني مخدعتش حد
صمت "طارق" وهو يفكر فى كلام "مراد" ثم قال :
- يعنى هى عارفه انك هتطلقها ؟
قال "مراد" بحده :
- ايوة طبعا عارفه وده كان اتفاقى مع عمتو من الأول أكتب عليها عشان المشاكل مش أكتر من كده
- تقصد انكوا عايشين منفصلين ؟
قال "مراد" بحده :
- أيوة أنا مش طايق أشوفها أصلاً .. كل اللى حصل انى كتبت عليها وجبتها هنا لحد ما عمتو تتأكد ان الأمور هديت ساعتها هطلقها
هدأ "طارق" قليلاً .. فتفرس فيه "مراد" قائلاً :
- وانت ايه يهمك أصلاً فى الموضوع ده .. مالك انت أظلمها لا مظلمهاش
حاول "طارق" التحكم فى أعصابه وقال ببرود :
- لانى اتعاملت معاها كتير فى الشغل والبنت كويسة جداً فصعب عليا انها تتظلم كده بس بعد ما انت شرحت الوضع .. فكده الموضوع أهون شوية
نظر اليه "مراد" وقال بإهتمام :
- انت تعرف ايه عنها بالظبط ؟
نظر "طارق" الى ساعته ثم قال ببرود :
- أنا مضطر أمشى دلوقتى عشان الحق الجمارك
لم ينتظر رداً من "مراد" وتوجه الى سيارته وانطلق بها تحت نظرات "مراد" المتمعنه.
انطلق "طارق" بسيارته بعصبيه وهو يشعر بغضب كبير بداخله لتلك العادات المتخلفة التى أجبرت "مريم" على الزواج من "مراد" .. "مراد" الذى يعلم جيداً بالظروف النفسية العصيبة التى مر بها والتى ستجعله بالتأكيد أن يكون قاسياً مع "مريم" ضرب المقود بيده بعصبيه وهو يتخيل المعاناة التى تشعر بها "مريم" فى بيت "مراد" الذى من الواضح من كلامه عنها أمس واليوم أنه لا يطيق وجودها فى حياته

قطة في عرين الأسد (للكاتبة منى سلامة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن