63.¶

67 17 16
                                    

استغفرالله...الحمدلله...لا اله الا الله

°•°•°•°•°•°

ما زالت الغريزة ُ البشريةُ تصارعُ للبقاء ،
النظم البشريةُ انقلبت ،
وعمّ السكونُ على الأرضِ التي لم تخمُد ضجتها الصاخبةُ يوماً ،
تباعدت أيدي المحبين وبقيت القلوب الوَصلَ الوحيد..
خَمدت الآلاتُ والصواريخُ والأسلحة ،
لربما الأرض تستريح منا ...
اكتسى الرعب العالم برمتّه ،
لا أحد يُرحب بالموت...
الكل يختبأ في جُعبَتِه ،
ولا زلنا تحت احتلالِ مرضٍ لا يُرى لكنه أهلكَ القوى البشرية مهما كانت عظيمة !
نُنازِعُ لنحيا ، فُطرنا على حب المكوثِ رُغمَ الضرر .. وبقيت الرحمةُ الإلهيةُ ثمّ العقل المنفذ الوحيد لهذا النفق المعتم...

°•°•°•°•°•°

نشتاق الى الناس العابرون المستطرقون ، الذين كنا نتزاحم معهم في الشوارع ، ومراكز التسوق ، والمطاعم ووسائل النقل . أولئك المجهولون الذين كنا نتجنب نظراتهم الفضولية ، ونمنع أنفسنا من التركيز في ملامحهم . هؤلاء الذين نسميهم بطريقة تجريديه :
( الناس ) ،

فجأة تحولوا الى ذكرى مشوشة وظلال شبحية غير قابلة للغياب وغير قادرة على الحضور .

الى هؤلاء الذين لا نعرف أسماءهم نشتاق هذه الأيام كثيراً .

نشتاق الى غربتنا بينهم . بدونهم نحن أيقونات في تطبيقات التواصل الاجتماعي ، ولكن الإنسان الذي هو كل منا ، لا وجود له بدون الناس الذين لا يعرفهم . . !

الغرباء الذين يمرون الى جانبنا دون التفاتة تذكر ، هم من يجعل من هذا الفرد او الشخص إنساناً .

كنا نشكو من الازدحامات ، ونتذمر لو لم تعثر على مقعد شاغر في مقهى أو مطعم أو مصطبة استراحة ، لأن شخصاً ما قد سبق واحتلها من قبل ، لم نكن ندرك أن هذا هو بالضبط ما يسمى بالحياة ، أو تيار الوجود ، أو الغرق في المحيط الاجتماعي .

ما الانسان بدون هؤلاء المجهولين ، الذين اختفوا فجأة من الأماكن ؟ وحجروا على أنفسهم خوفا منا ، كما نتجنبهم نحن تحت شرط " التباعد الاجتماعي " .

الإنسان هو الفرد الاستثنائي من حاصل جمع هؤلاء الناس ، وبتواريهم عن حياته ، فهو مجرد من صفته هذه حتى تعود الحياة مرة اخرى الى طبيعتها ، ونعود من جانبنا نلعب معهم لعبة المصادفات غير الأكيدة .

أفكر أحياناً بوجوه عديدة تركت انطباعا دعوني أسميه
" انطباع العابر "

مثل وجه ذلك الرجل العجوز ، الذي يمشي ويتوقف فجاة وسط الطريق لأن مسألة ما شغلت باله ، ثم دون أن ينتبه يستدير الى الجهة الاخرى ويواصل طريقه . أتذكر تلك المراة الشابة التي تحمل رضيعاً بينما تحاول ابنتها الصغيرة اللحاق بهما ، أفكر بطلاب المدرسة وموظفي البلدية وشرطي المرور وسائق الحافلة والبائعة النحيفة في مركز التسوق وأشتاق لهم من دون مناسبة .

فنحن أحياناً ومن دون تفسير ، نشتاق الى الأشياء التي لا نعرفها .

وبطبيعتنا كبشر لدينا
" حنين لا نعرف لمن "

كما تقول فيروز . في بيوتنا نحن ننتمي الى العائلة ولكن في الشارع نحن أبناء الحياة . الحياة التي نراقبها من النوافذ دون أن نتعرف عليها

°•°•°•°•°•°

°•✮•°❥ℓσℓσ❥°•✮•°

مشاعر مُبعثرة🍃حيث تعيش القصص. اكتشف الآن