2K 104 31
                                    


«وإني ليسعدني أن أغرق يا عمري وختام حياتي سماع صوتك»

✽+†+✽―――――――――✽+†+✽

صدح صوت الرجل العجوز ذو الشعر الرمادي والملابس الفاخرة يوبخ العمال الذين كانو يغيرون طلاء المنزل بأكمله للون الأبيض والرمادي ، فقد تأخر موعد إنتهائهم قرابة الساعتين وصاحب المنزل لا يقبل بالتأخير .

"هيا هيا أسرعواْ إبني على وشك الحضور ، أريد كل شئ جاهزاً في غضون عشر دقائق كـ حد أقصى" هتف الرجل فأصبح العمال كالنحل الطنان يعملون بسرعة ودون توقف حتى إنقضى عملهم وإنتهو أخيرا من تجهيز الحوائط بالطلاء .

إلا تلك الغرفة التي أراد السيد الصغير أن تكون بلونها القديم

الوردي ...

فُتح باب المنزل فإنحنى الجميع إحتراماً للسيد الصغير الذي إبتسم بدفء وتوجه لغرفته بلا أن ينبس بأي كلمة وإرتمى على سريره بملل شديد ينظر للفراغ فوقه .

هكذا هو ، يوزع الإبتسامات الدافئة للجميع ولا يتحدث كثيراً ، يحبس نفسه بغرفته طوال اليوم لا ينزل منها إلا لتناول الطعام أو للذهاب لشراء بعض الحاجيات التي لا يستعملها على الإطلاق .

والده العجوز هو صاحب القرارات بالمنزل ، كل ما يقوله يُنفذ ويُطاع وكلمته أمر على الجميع عدا إبنه الوحيد مدلل أبيه .

بعد أن إنقضى العمال لمشاغلهم صعد الأب المتزمت لغرفة إبنه وطرق الباب ، قبل أن يسمع رداً فتح باب الغرفة ونظر لإبنه الذي كان يحملق في السقف بشرود

"سوكجين ، إلى متى ستظل على حالتك هذه ؟ ألن تستمر حياتك ؟ هل ستبقى وحيدا هكذا ترفض الحديث حتى مع أصدقائك المقربين ؟"

نظر المعني إلى والده وجلس مستقيماً بإبتسامته الدافئة المعهودة وقال "ما بها حالتي ؟ أنا بخير ، أنا أفضل مما كنت عليه سابقاً حتى"

جلس الأب بقربه وأمسك يده ثم أردف بعطف "أنت لست بخير ، ترفض دخول المنزل وتطالب بتغيير الألوان ، إنسى ما حدث وأبعده عن حياتك ، ما مضى قد مضى"

إبتسم سوكجين كعادته وأفلت يد والده مستئذناً لدخول المرحاض هارباً من حديث أبيه المتكرر والذي بدأ يمل منه بالفعل ، أغمض عيناه ثم زفر أنفاساً ثقيلة ونظر للمرآة متمنياً أن يختفي من هذا العالم بأكمله حتى لا يرى نظرات الشفقة تلك .

هو يفعل كل شئ حتى لا يبدو ضعيفاً أمام أبيه وأصدقاءه ، يبتسم ويخرج للتبضع ويتناول معهم أطراف الحديث لكنهم لا ينفكواْ يذكرون ما حدث سابقاً ويعيدوه لتلك النقطة مجدداً .

جميـلٌ بـالوَردي | ksjWhere stories live. Discover now