الغربة وما ادراكم يا سادة عن الغربة فهو شعور لطالما كان قاسي مليئي بالاوجاع والغصات عندما يفصلك ناموس الطبيعة عن المكان الذي انتميت اليه منذ الصغر ليصبح انتماءك له شفويا مصاحبا لبعض الوريقات التي تُثبت ذلك مغتربا بين طرقات طويلة مليئة بغصات الوحشة والضياع والخوف شعور غريب مخيف ومؤلم يصاحبه امل ضئيل يتلاشى عندما ارى ما يُعانيه وطني الان وما يحمله من اوجاع متذكرا احدى القائلين في الغربة انها( ان الزمن الذي يخافُ فيه اهلنا من الغربة قد انتهى وجاء زمن نحن نخاف عليهم من الوطن ) . مواقفا اياه الرأي بشدة فحقيقة في زمانهم كانت الغربة كفراق الام مؤلم حد النخاع اما في زماننا اصبحت احدى نواقيس الطبيعة التي اعتدنا وتعايشنا مع آلامها واحزانها حتى اصبحت جزء من لحضاتُنا واصبحت جميع امانينا وطن سالم بين حنايا المستقبل يأوينا يفتح احضانه لاحتضاننا ويداه لاحتوائنا وصدره لسماعنا بعد كثرة الكتم الطويل الحامل لفراقنا له .
