الأخير❤️

1K 76 25
                                    


الأخير ❤️

قطع صوت صراخها هدوء الليل، صوت توسلاتها له بأن يتوقف، لكنه كان كالمغيب لم يسمع لها و لا لصرخاتها، بل زاد من عنفه الشديد،  أمسكها من شعرها بحدة كبيرة،  ليصرخ فيها بقوة:
_ أنا قولت مفيش خلفه دلوقتي،  و انتي بتعانديني،  و أنا هعلمك أزاي تعانديني.
رفع كفه العريض ليهبط على وجنتيها بعنف شديد،  لم تكن تتوقع تصرفه هذا ابدًا،  لقد أظهر سعادة كبيرة عندما علم بالخبر في منزل والدتها،  لكن ما ان وصلوا إلى منزلهما الخاص حتى إنهال عليها بالضربات من كل حدبٍ و صوبٍ، رأته متجهًا نحو خزانة ملابسه ليخرج منها سوطٍ غليظ،  صرخت هى بهلع شديد :
_لا يا خالد لا،  بالله عليك يا خالد بلاش،  و بعدين أنا مأجرمتش أنا عايزة أبقى أم.
لم يستمع لكلماتها،  أنزل السوط على جسدها بقوة كبيرة،  و ليس على فمه سوى جملة واحدة:
_ محدش يعاندني يا سلمى،  أنا محدش يعاندني.
أهلك جسدها الضعيف من كثرة الضرب به،  لتقع مغشى عليها من شدة التعب،  نظر لما فعله بجسدها بصدمة كبيرة،  رأى الدماء تخرج من كل ناحية في جسدها الضعيف،  رمى السوط بعيدًا عنه،  ثم ركض عليه بقوة يقلبها يمينًا و يسارًا يحاول إفاقتها،  أتى ببعض المياة حتى يُوقظها،  لكن لا حياة لمن تنادي.
____________________________________
لم تستطع الصمود طويلًا،  فمنذ ان علمت بمجيئه اليها حتى صار قلبها يرقص طربًا، يبدو ان الخبر السعيد في طريقه اليها، ما ان رأته حتى حضنته بقوة فعلى الرغم من عدم رؤيتها له لمدة شهر واحد فقط،  لكنها تشعر و كأنها لم تراه منذ عقود عديدة، قبل يديها بقوة،  يستمد منها القوة فما هو مقبل عليه يحتاج لدعم كبير،  لكن يجب ان يحدث في نهاية المطاف.
بعد السلامات و التحيات، جلست أمامه بقلب مبتهج، ينتظر الخبر السعيد، لكن ملامح وجهه لم توحي بالخبر المنتظر قط،  نظرت له هى بإستفسار متعجبة:
_ ايه يا مؤمن يا ولدي اللي جابك كده من غير ما تقول قبلها،  غريبة يعني يا ولدي!
تفحص والدته بهدوء غامض،  ليقول بعد تنهيدة طويلة:
_ كنت هاجي قبل كدا كمان لكن اللي حصل لسلمى وتر الدنيا شوية،  علشان كدا اتأخرت في المجي لهنا.

_ و سلمى صار أخبارها ايه دلوقتي؟ ،  غلبانة و الله البت دي،  ماتستاهلش كل اللي حصل لها.

قالت كلماته بحزن على تلك الفتاة طيبة الروح،  بشوشة الوجه،  التي وقعت ضحية لمريض نفسي يُدعى زوجها!
مازالت نظراته مثبتة على والدته بهدوء،  ليجاوب على أسألتها:
_ الحمدلله بقت أحسن، و إبنها الحمدلله مكتوب ليه انه يعيش رغم كل اللي حصله ،  المهم أنا مش جاي علشان سلمى،  أنا جاي علشان مؤمن.
أنشرحت ملامحها بقوة،  يبدو ان تهديدها لأميرة جلب ثماره بسرعة.
هزت رأسها بفرح شديد، لتقول له بفخر و ثقة:
_ عارفة أكيد مرتك حامل و جاي تبشرني بقدوم الواد.
هز رأسه بالنفي،  قائلًا:
_ أنا جاي هنا فعلًا علشان الواد،  بس مش علشان أبشرك لأ،  علشان أفهم حضرتك إني مش محتاج الواد و مش عايزة،  و مراتي اللي حضرتك بتهدديها من ورايا مش عايزاه كمان،  و أحنا مش هنجيب طفل للدنيا علشان خاطر حضرتك.
أنتفضت من مقعدها بقوة،  كأن حية سممتها،  لتقول له بحدة:
_ يعني ايه مش هتجيبوه،  لو مرتك مش هتجيبه الف واحدة ممكن تجيبلك الواد،  لكن ولدي أنا ميجبش واد ليه ناقص ايد و لا رجل. 

نوفيلا/سُنة الحياة Onde histórias criam vida. Descubra agora