بعيدٌ عن مُتَناوَلِ اليَد Out of Reach

114 14 11
                                    

[وجهة نظر جونغهيون]
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

وَقَفتُ أُشاهدُ عامِلَ الورشةِ يقومُ بتَركيبِ زُجاجٍ جديدٍ لنافذةِ بابِ السيارة.

لا أُصدِّقُ أنني فَعَلتُ هذا بهديةِ أبي!!
أصبَحتُ حيواناً مسعوراً!

-"أنا آسف عزيزتي!"

قُلتُ هامِساً إلى السارةِ و أنا أعبَثُ بالشاشِ المَربوطِ حولَ يدي المصابة؛ كُنتُ أُريدُ أن أحُكَّها بشدة.

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

هل تَفَكَّكَت الغُرَزُ عندما دَفَعتُه؟
لا يهم!
فلتَتَفَكَّك كلها كما تَفَكَّكَت أعصابي!
أتمنى أن لا يلتأمَ جرحُه إلا بعدَ ستِ أشهر!
دَرس؟! تُريدُ أن تُعَلِمَني دَرساً فقط لأنني تعامَلتُ معكَ على أنكَ صديقي؟!
هاه! أنتَ لَمْ ترى جانبيَ القبيحَ بعد و تريدُ أن تعلمني درساً؟!
الجميعُ يريدُ أن يتَقَبَّلهم الآخرونَ و لكنهم لا يتَقَبَّلونَ غيرهم!

-"مُنافقون! جميعكم منافقون!"

قُلتُ مُحَدِّثاً نفسي باستياءٍ و غضب و أنا ألكمُ حقيبةَ الرملِ المُعَلَّقة بيدي الأخرى السليمة.

-"إن كانوا مُنافِقينَ حقّاً لما أزعَجوا أنفسهم بمواجهتكَ جونغهيون"

استَدَرتُ بسرعةٍ إلى مصدرِ الصوتِ و أنا أُخَبِّئُ يدي المُصابةَ خلفَ ظهري.

-"أبي؟! ما الذي أت-...آاه...أعني ماذا...ما ال...؟؟؟!"

-"أتيتُ لأُحَصِّلَ الأموالَ الضريبيَّةَ المتراكمةَ علَيك.....بالطبعِ أتيتُ لأراك!! لماذا سآتي إن لَمْ يكن من أجلِ رؤيَتِك؟!"
-".....حقاً؟؟؟ جلالةَ السيِّد كيم أتى بساقَيهِ هاتَينِ ليرى ابنَهُ المجنونَ بنَفسِه؟؟؟! دَعني أُقَبِّلهما!"

رَفَعَ والدي يَدَهُ أمامي بشكلٍ تِلقائيٍّ قبل أن أقتَرِبَ منه.

-"في المرةِ السابقة أوقَعتَني على الأرض! فقط ابقى مكانَك"
-"كانَ ذلك بلا قصدٍ منيييي أنا آاااسف!"

ضَحِكَ والدي و اقتَرَبَ ليُرَبِّتَ على ظهري و يُعطيني كيساً شفافاً كانَ يَحمِلُه. أخذتُهُ منه و نَظَرتُ في الداخلِ لأجِدَ عُلبةَ ثِمارِ فراولة عضوية؛ عِشقيَ الأوَّلُ و الأخير. أتذَكَرُ عندما كنتُ في الابتدائية كنتُ أتظاهرُ بالمرضِ من حينٍ لآخر كي تُعطيني الممرضة دواءَ الكحة الذي كان بطعم الفراولة. في يومٍ من الأيام شَكَّت في أمري و أعطَتني دواءَ الكحة الذي كانَ بطعم الموز. لَمْ أذهَب إليها ثانيةً بعدها حتى عندما كنتُ أمرَضُ حقاً.

Fragmented & Lost || مُفَتَّتٌ و مَفْقُودWhere stories live. Discover now