الفصل الثانى

2.8K 188 50
                                    

استدار سريعاً بحركة واحدة كان سلاح "أندرسون" بيد الآخر ويصوبه نحوه قائلا بشرار وبرود _ مع الأسف سيد "أندِرسون"...هذا ليس وقتى....بل وقتك أنت.
_أجابه بشراسة وحقد_ لن أرحمك على ما فعلته بأخى.....أقسم لن أتركك على قيد الحياة...
ثم أشار ببسمة خبيثة لرجاله الذين أمسكوا بصديقه يصوبون أسلحتهم نحو رأسه...لينظر " مايكل" الى صديقه بحيرة....زم شفتيه" سامر" بغضب لينزل السلاح تدريجاً باضطراب وما ان فعل..حتى انقض عليه رجلان يقيدوه...ليتقدم ثالث أمامه.ليلكمه بغضب وقوة لكن " سامر " بقى على جموده يكبت ألمه ببراعة...يلكمه الحارس بقوة بمناطق متفرقة بجسده حتى تناثر الدماء على وجه الآخر لكن ذلك لم يزيده الا جموداً....لم يتحمل " مايكل" رؤية ذلك....ليرمقه بغضب...فأشار له " سامر " خفية...ليميل الى الاسفل يتفادى لكمة الرجل...ثم رفع قدمه يدفعه على صدره اوقعه أرضاً...بنفس اللحظة التى هجم " مايكل" على الحراس....لتبدأ معركة بين الطرفين والصديقان يهجمان بوحشية وغضب ...يراقب " أندرسون" ما يحدث بغضب جحيمى وهو يرى رجاله يقعون واحداً تلو الآخر ...ليخرج سلاحه يطلق النار صوب " سامر "...الذى تفادى الطلقة ليبادله باطلاق النار ايضاً بغضب.....فلم يجد الآخر حلاً إلا ان يهرب من هنا....ليهرول سريعا قبل ان يفتك به " سامر "..متوعداً له بالانتقام الشديد.....لهث الآخر بقوة ليقذف السلاح بعيداً......ينظر الى صديقه الذى يرمقه بتفكير ليؤكد له حديثه بالصباح...
************
...صباح اليوم التالى...
" لقد أخبرتك إنه لن يصمت على ما فعلته بأخيه....لترى الآن نتيجة عدم اكتراثك"..
هتف بها " مايكل" بغضب لذلك الممد على الاريكة ببعض التعب والملل ليجيبه ببرود _ كما أخبرتك أننى لا اهتم...ليفعل ما يشاء ولأفعل ما اريد..
-"مايكل" بسخرية _ وما الذى تريده يا سيادة المُحامى !؟..
_"سامر" بشرار _ أن الحقه بأخيه الى السجن..لن يهدأ لى بال وهو أمام عيناى " مايك"...
-"مايكل بغضب _ حقاً !!...وكيف ستفعل ذلك !!...إنه يسعى الى قتلك والدليل ما حدث بالامس...بالتأكيد سيكرر فعلته مراراً وتكراراً إلى ان يقتلك ليأخذ انتقام أخيه......يجب أن تذهب من هنا..
_"سامر" بحدة _ هل جنيت ؟!.أتريدنى أن أهرب من ذلك اللعين !...أنا لست بذلك الخوف لكى أهرب يا " مايكل"...
-"مايكل" بتنفخ _ لا أقول لك أن تهرب...فقط إبتعد لفترة من هنا حتى تهدأ الاوضاع علا يتركك وشأنك حين ييأس من الوصول إليك....لما لا تفهم.إننى خائف عليك...
_زفر " سامر" ليجيبه بهدوء _ أنا أقدر خَوفَك علىّ يا صديقى....لكنى لست من يخاف ويهرب بعيداً....أعلم إنه لن يهدأ الإ حين يقتُلنى...لكنِ لا اكترث ..
-"مايكل" بغضب وإصرار _ لكنِ أكترث....أكترث لأمرك ولحياتك....إستمع لى جيداً....أنت سترحل من هنا بأسرع وقت...لن انتظر أكثر من ذلك حتى تأتينى مكالمة يخبرونى بوفاتك..........هل تفهم أم لا !؟
ثم رحل من المنزل بغضب تاركه بحيرة من أمره وما يحدث معه..
***********
مرت عدة ايام لم يتغير بهما شيئا بالحارة سوا ازدياد مصائب الصغار بكثرة..لكن كان " سامر" يومياً يتعرض إلى محاولات قتل من ذلك اللعين وينجو بأعجوبة...إلا ان ذاك اللعين لم يهدأ لذا قام بفعلان شنيعان جعله ينصدم من مما فعله...فعلان جعله يحزم أمتعته ليغادر تلك البلدة بلا رجعةً...
بالفعل حلقت الطائرة بالسماء متجهة نحو مصر...لتبدٱ رحلةً من نوع آخر مع سيادة المُحامى " سامر الكيلانى "
*************
"طرق المدير على مكتبه بحدة _ يعنى انتم مش ناوين تجيبوها لبرا !!
-أجاباه " يوسف" و " جنىَّ  بصوت واحد ببرود_ لاااا..
_المدير بغضب_ متخلونيش استخدم حاجة تضركم....بقا حد يعمل اللى عملتوه دا !؟.
-"جنىَّ ببراءة مخادعة_الله !...واحنا عملنا ايه يعنى لكل دا !!
-هتف يوسف بسخرية_ دا هو حيالله مقلب صغير مش محتاج الأڤورة دى..
صاح المدير بدهشة غاضبة_ صغير !؟..بقا تملى بلالين كلها دقيق وتعلقها فى النجفة فى اوضة المُدرسين..وتشغل عليهم خرطوم الماية تغرقهم....وتشاور للاستاذة تفرقع البلالين..كل دا وصغير !؟...اومال لو كبير كنت عملت ايه !!؟.....انطق!!
تأفف الآخر بملل وبرود _ كنت مخنوق وعايز حاجة تسليني...مفيهاش حاجة ....ٱه وللعلم بس...دا جبس مش دقيق....ٱصل لقيته كتير فى المبنى اللى بيتبنى برا فى الحوش...ف أنا قلت أقللكم الكمية يعني..
-زمجر المدير بغضب من برود الآخر لينظر إليها بحدة _وانتِ يا أستاذة....ممكن اعرف عملتي كدا ليه !؟
-رمقت هاتين الطالبتين الواقفتا بعيداً بغضب ثم أجابه بغيظ _ عملت ايه يعني....ما هما اللى مستفزين...عمالين يبصولي ويتهامسوا عليا...وانتَ عارفني لما حد بيخنقني بعمل معاه الجُلاشة ولا نسيت !!..
انتابه التوتر ليتحمحم بجدية هاتفاً بحدة _المرة دى هكتفي بأني أحذركم..لكن المرة الجاية معنديش ليكم غير فصل نهائى....اتفضلوا..
رمقه كلا منهما بغضب عارمى...ليرحلوا من المدرسة حيث انتهى اليوم...أما عن المدير فقد هاتف " سراج" وأخبره بكل شئ ليتوعد الآخر لهما..
خطت بجانبه تزفر بغيظ _ تفتكر هيقول ل عمي  سراج !؟..
_يوسف بسخرية_دا اذا مكنش قاله اساسا...
أجابته بتأفف _ يعنى كان لازم المقلب دا النهاردة...ما كنا عديناها على خير وخلاص..
-رمقها بضحك وتسلية _ طب بزمتك يا أسطورة مش كان نفسك نعمل اكتر من كدا......ياعم دول مش بطلين رغى ولوك لوك ....نخليهم يبطلوا أحنا بقا.
تعالت ضحكاتها المستمتعة _ والله عندك حق هما يستاهلوا...
-ثم تأففت "جنىَّ" ثانيةً _ طيب هنعمل ايه دلوقتى مع عمك !؟...دا لو عرف هنقضى اليوم كله نحول بضايع فى العطارة....
-فكر " يوسف" قليلاً ليقول بحماس _ أنا عندى فكرة..
***************
تحدث " مازن" بتأفف وغيظ وهو يضع كرتونة على الجانب_ هما مش هيبطلوا مصايبهم دى..انا تعبت منهم...
-أجابه " سراج" وهو منشغل بكتابة الاشياء بسخرية _ دول لو بطلوا ميبقوش عيالنا......عيال حارة " أبو هادي
تختلف عن الآخرون..
_تنهد "مازن" بضيق _ بس مش لدرجة المُدرسين يا " سراج"....والله أنا خايف المرة الجاية تكون على المدير نفسه..
_ضحك " سراج" _ والله ممكن.... يابا دول مسابوش حد من العيال بخير...واهو سابوا بصمتم على المُدرسين كلهم كمان...يبقى مش فاضل غيره..
-توعد إليهم الآخر _ آما فحتهم النهاردة....والله لاخليهم ينقلوا الكراتين كلها للمخزن عشان يحسوا..
_أجابه سراج وهو يغلق الدفتر ليجلس الاثنان على الاريكة _ انا كنت هعمل كدا برضو بس ااا...
قاطعه دخول " يوسف" إلى المحل يبكي عالياً بتمثيل متوجهاً اليه _ عااااه عمي عمي عمي....احضني يا عمي.....ضمني يا عمى...حاوطنى بحنانك يا عمي..اااااه...حاوطني يا اخويا ..
قال كلماته وهو يرتمى على ركبته يعانقها يشدد عليها ويتحرك ببكاء متابعاً تمثيله تحت دهشة الآخران منه _ أنا موجوع يا عمي....أنا اتهزأقت النهاردة واتضربت بقوة يا عمي....أنا أتلعب فيا يا عمي....لازم تاخدلى حقي من العالم يا عمي لازم...
كاد " سراج " بأن يتحدث بغضب...لكن قاطعه دخول الآخرى ببكاء عالياً كمثل الآخر....تتجه نحو والدها لتجلس على قدمه ترتمى على صدره ببكاء وهى تعانقه بصوت رقيق باكي_ عاااااا....بابا...بابا.أنا اتهنت النهاردة فى المدرسة.....البنات بيقولوا عليا إنى وحشة عشان لبسى زى الولاد ...وجعونى بكلامهم يا بابا انت لازم تاخدلى حقي منهم لازم...اهئ اهئ.
نظر " مازن" إلى " سراج" بصدمة...ليزم كلا منهما شفتيه بغضب وتوعد....أمسك "سراج" من يجلس أرضاً من لياقته ليوقفه أمامه....بينما جذب " مازن" من تعانقه من خصلات شعرها ليوقفها أمامه...
_هتف "سراج بسخرية _ والنبي ايه !؟....حساسين أوى !؟
-مازن بسخرية _ تصدقوا الدمعة هتفر من عينى..
ليتتحول نبرته الى العصبية  وهو يشدد على خصلاتها _
عاملين علينا مسرحية هاطلة وفاكرينا هنصدقها !؟
_هتفت بسرعة:  يا بابا معملتش حاجة دا هو اللى عمل كل دا لوحده..
-شهق " يوسف" بصدمة وهو يشير لذاته_ اه يا بنت البايعة...أناااا !
_أجابته بتأييد كاذب لكى تهرب من بين براثن والدها _ ايوة أنت....أنا مكنتش عايزة اعمل حاجة النهاردة...يبقى مين فينا اللى عمل انا ولا انت !؟
كاد أن يتشاجر معها..لكن جذبه " سراج" بعصبية حادة _ انتُ ليكم عين تتكلموا كمان !؟....مسعمش نفس زفت فيكم مفهوم !
صمت الاثنان بفزع...ليكمل حديثه بحدة ونبرة حازمة _ -أنا مش هسألكم انتُ عملتوا ايه عشان الاخبار وصلتني ..وجايين تعملوا المسلسل دا عشان تداروا على عملتكم السودة.....اسمعوا بقا نتيجة مصيبة النهاردة...
الكراتين الصغيرة دى تتحول كلها من المحل لمخزن الحاج صبرى اللى على ٱول الشارع حتى لو قعدتوا للليل تخلصوها كلها....طلبية كراتين الحِنة اللى عنده توصلنى كاملة...كاملة متنقصش كرتونة....
ججطت عيناهم بصدمة لينكمشوا بخوف حين أكمل بنبرة مخيفة _ ياريت اللى قولتوا دا ميتنفذش النهاردة...يبقى انتو كدا قولتلوا على نفسكم يا رحمن يا رحيم...
-تمتمت " جنىَّ" بخوف وهى تراقب ملامحه الحادة _ سلاماً قولاً من ربٍ رحيم...هو ماله اتحول كدا ليه !؟
_همس " يوسف إليها وهو يذدرد ريقه بخوف _ أنا بقول نخفى من وشه ونبتدى من دلوقتى بدل ما يتحول زيادة...
صاح " سراج" بحدة _ يلاااااااا..
انتفضا الاثنان ليسرعا بتنفيذ ما قاله بدون نقاش..
**************
بالمساء..
خرجت" ليلىَ" من المطبخ  بنفاذ صبر وهى تحادث "فؤاد" الذى تحمله بين يداها ويقذفها بمياه من سلاحه اللعبة_عااااا...يابنى ارحمى بقا بسسس...
تحدث بطفولة ببطئ ضاحكاً _ د..د...دى....
_قلدته " ليلىَ" بتريقة غاضبة _ د د دى !؟....تصدق ان أنا غلطانة أساساً انى ادتهولك !....هات ...
عقد حاجبيه بغضب وهو يبعده عنها مصدراً صوتاً غاضباً _ نننننن نهه...
_صاحت بعصبية _ يعنى هتحترم نفسك ولا لأ !؟..
اومأ برأسه بطفولة....فزفرت " ليلى" براحة_ الحمدلله..
نفى برأسه بلأ وشبه ابتسامة على وجنتيه الناعمة..
لتصرخ بغيظ _ لاااااا انت هتجننى ..ودى مش طريقة مناقشة ابداً...
تعالت ضحكاته الطفولية كأنه مستمتعاً بإغضابها...
ليفاجأها بضربها بلعبته على وجهها ومازال يضحك..
بكت الآخرى باصطناع وهى تتحرك به....
اغلق " مازن" باب الشقة ليراهم على تلك الحالة فضحك عالياً على ذلك المشهد اليومى...
_تقدمت " ليلىَ" نحوه بتنفخ _ طبعاً ليك حق تضحك...ما انت سايبنى طول اليوم معاه لحد ما هيجننى....
_حمله بين يديه برفق قائلا بضحك _ تصدقى كنت خايف أطلع الاقيكى قتلاه..الحمدلله إنه بخير.
-زفرت وهى تجلس على الاريكة _ لسه البهوات شغالين !؟...
_جلس لجانبها يداعب "فؤاد" الذى أراح رأسه بطفولة على كتفه _ لسه قربوا يخلصوا...
-تنهدت براحة قائلة _ والله يازين ما عملتوا...انا مش ناقصة مناهدة مع ام اربعة واربعين دى..دا أنا كان نفسى تاخد الواد دا معاهم..يلا...
ثم ابتسمت بمشاكسة لتقترب حتى جلست بجانبه قائلة  _ طيب بقولك إيه...أنت وحشتنى...
ابتسم "مازن " وكاد ان يتقرب لكن تفاجأ ب " فؤاد" يدفع " ليلىَ" عنه بغضب كأنه لا يريدها أن تقترب من والده...
_هتفت بغضب _ انت بتضربنى يا فؤاد !؟...دا جوزى على فكرة ....طب اهو..
ثم اقتربت مرة اخرى لتعانقه..لكن تأوهت بألم حين عض " فؤاد " يدها فابتعدت سريعاً تحت ضحكات "مازن "....لتقول بألم وغضب _ يخرب بيت الدباسة اللى مجرحنى بيها دى....يابنى انا أمك والله العظيم أمك..
_صرخ " فؤاد" بغضب طفولى _ نااااااااا..
ليضع رأسه على صدر والده وهو يرمقها بغضب...عانقه " مازن" بضحك من غيرة صغيره عليه وهو يحمد ربه على عائلته التى تهون عليه تعُبه...
***********
خطى " يوسف" وهو يحمل كرتوناً ببعض التعب صارخاً بغضب _والله العظيم دا ظلم...الليل دخل واحنا لسه شغالين ولسه فيه تانى كمان...دا ايه يا ربي دا !!
-أجابته بسخرية _ ادى أخرى اننا بندور على حاجة تسلينا.....امشى ياعم امشى..
بنفس الوقت...
ترجل " سامر" من سيارة الأجرة بطالته المهيبة وملابسه الكلاسيكية التى جذبت انتباه من بالحارة ليتعجبوا من ذلك الغريب....ازال نظارته الشمسية التى ازادته وسامة ليفحص الاجواء الليلية بنظرة اشتياق يغلفها الضيق من بعض التشاجرات بين الرجال بصوت مزعج..
جذب حقيبته من السيارة قائلا بداخله بسخرية_ قال حارة " أبو هادى" قال....أموت واعرف مين اللى سماه هادى بس..
خطى بالشارع وهو يتفادى الاشخاص الذين يتطلعون إليه كذلك الفتيات التى شردت بوسامته الآخذة للانفاس....يتطلع بالمباني علا يجد خاصته ولا يتطلع أمامه......اصطدم بأحدهم...ولقوة جسده وقعا الاثنان على الارضية لينسكب عليهما الحِناء بالكامل فيصرخا بصدمة..ثم رمقوه بنظرة نارية
نظر إليهم " سامر" بتعجب رغم برود ملامحه..
وقف " يوسف" بغضب بعد ان نفض الحناء من ملابسه صائحاً_ مش تفتح يا حيوان !؟..
-هتف " سامر" بدهشة غاضبة_ حيوان !!.... How dare you ؟..
_يوسف بسخرية_ الحق يا أسطورة دا طلع من اللى بيعوجوا اللسان ...
_سامر بحدة_ احترم نفسك واحترم فرق السن....
ثم قال بسخرية_ ولا صحيح..أنا بكلم مين...عيل تربية شوارع..
-شهق الآخر بعصبية _ أنت بتشتمنى !؟
_وقفت" جنىَّ صائحة بغضب _ دا انت ليلة أهلك سودة....انت متعرفش بتكلم مين !؟..
-سامر باستهزاء_ لا للاسف محصليش القرف...قصدى الشرف..
كاد يوسف أن ينقض عليه لكن امسكته الاخرى بسرعة صائحاً بعصبية_ انت قد الكلمة دى....طب والله لاوريك.....سيبينى عليه.
مازال ينظر لهم بسخرية....جاء رجلا سريعا قائلا بترحيب _ سامر باشا..حمدلله على السلامة نورت الحارة..
_سامر بجدية _ شكراً يا عم حامد....اخبار الشقة ايه !؟
-حامد بابتسامة_ كله تمام...انا بعت حد نضفها وبقت تمام التمام....والمفتاح اهو..
جذب المفتاح من يده ليرحل ببرود متخطياً من يرمقوه بشرار وتوعد....لتقول جنىَّ بتساؤل _ مين البارد دا يا عم حامد !؟...انا اول مرة اشوفه فى حارتنا..
-حامد بتوضيح _ دا حضرة المُحامي " سامر الكيلاني "....ابن المستشار الكبير ابراهيم الكيلاني الله يرحمه...
كانوا ساكنين فى الشقة المقفولة اللى قصاد شقتكم يا يوسف....لما سامر كان عنده 16 سنة والدته اتوفت فوالده إبراهيم مقدرش يقعد فى الحارة اكتر من كدا ومراته مش معاه فخد ابنه وهاجر البلد....لكن اتضح إنه كان متجوز واحدة تانية اجنبية ودا سبب اساسي في سفره....اخبارهم كلها اتقطعت من هنا...لحد ما اتفاجأت ب سامر بيكلمنى امبارح على الشقة..لانى كنت اعرف والده زمان...عرفنى انه جاى فترة بس عشان ظروف شغله...بس ادى كل الحكاية.
يوسف بغضب _ وهو ماله بارد كدا ليه !؟...دا انا كنت همسكه من زمارة رقابته..
-حامد بجدية قبل أن يرحل_ بقولكم ايه ابعدوا عنه...سامر مش سهل وممكن فى ثانية يقلب عليكم...بلاش مصايبكم المجنونة دى معاه..
_يوسف بحدة متوعداً له _ هو لسه شاف حاجة...بقا انا يغرقنى بالحنةويشتمنى ويمشى من غير ما يعتذر....وكمان يطلع جارنا فى نفس العمارة....اما وريتك...
-جنىَّ بسخرية غاضبة _ قال حضرة المحامي قال...محامي على نفسه...طب والله لاخليه يعتزل المهنة دى بسبب اللى هعمله فيه...بقا أنا يغرقنى كدا أنا !؟....
_لمعت فكرةً بعينان " يوسف" لينظر إليها _ أسطورة بقولك ايه..
-جنىَّ بمكر _ اوعي يا داهية تكون بتفكر فى اللى انا بفكر فيه...
_يوسف غامزاً بخبث _ عيب عليك يا أسطورة...دا أنا داهية حارة ابو هادى على سنة ورمح هيجى عيل زى دا ويغلط فيا وأسكتله...لا طبعاً..
-جنىَّ بحماس_ وبكرة اجازتنا يعنى اليوم فاضى...
ثم نظر الاثنان بعيداً لذلك الرجل الضخم الذى يتحدث مع رجاله بجدية وصراخ...وكان يظهر على وجهه الاجرام....ليضرب كلا منهما كفه بالاخر بغمزة...
***********
ولج " سامر " الى المنزل بخطى بطيئة..عيناه تدور بالمكان باشتياق..عيناه تلمع بالدموع لتذكره والده الحنون...اقترب من الصور المعلقة على الحائط ليتلمسها بيده......كان يلاعبه وأصوات ضحكاتهم تتعالى...يتعلق به على باب المنزل حتى لا يخرج ويتركه..يشاكسه بكثرة تحت ضحكات والدته عليهما
وغيظ الآخر منه.....يتذكر كل شئ مر به إلى تلك اللحظة...يتمنى لو يعود الزمن إلى الوراء ولم يسافر ايا منهما....لم يتزوج والده بآخرى...لم يحدث ذلك معه...لم يخسر صديقه او زوجة والده....لم تهرب إبنتها من المنزل لعدم تحملها وفاة والدتها....
هبطت دموعه بألم لكل ذلك الذى لم يستطع كبته إلى الآن....بكى بألم وهو يقع على ركبته بعد تحمل...يشعر بالوحدة...يشعر بالآلم يقتل جسده ولم يقل بل يزداد مرةً عن مرةً....يهتز جسده آثر بكائه المؤلم هامساً بدموع _ يارب...
بنفس الوقت..
صعد " سراج" الدرج وكاد ان يتجه الى شقته...لكن لمح الشقة المقابلة لخاصته منفتحة....عقد حاجبيه بتعجب ودفعه فضوله لكى يرى من آتى....تقدم ببطئ ينظر من الباب...ليتفاجأ بذلك الجالس أرضاً يبكى لكن وجهه للجهة الآخرى ويدير له ظهره....شعر بالقلق اتجاهه حين ازداد بكائه..ولج ببطئ الى المنزل قائلا بحذر _ لو سمحت !؟..
انتبه " سامر " لحالته...مسح دموعه سريعاً ليرسم الجمود على وجهه ببراعى فهو لا يحب ان يرى أحدا ضعفه...وقف مستديراً له قائلا بحدة _ انت ازاى تدخل كدا من غير استئذان...براااا...
-رفع " سراج " حاجبه من ذلك الوقح لكنه يرى محاولاته لأخفاء الحزن والألم بعيناه قائلا بسخرية _سبحان من غير الاحوال...مش كنت لسه بتبكى من شوية !؟..
-ازدادت حدة الآخر قائلا _بقولك  اطلع برا من هنا....براااا.
_سراج بسخرية وحدة _ يعنى هتطلعنى من الجنة !!...الحق عليا انى قلقت عليك...كنت سيبتك تبكي زى العيال للصبح...اما راجل قليل الادب صحيح..
رحل من المنزل بحدة تاركاً ذلك الغاضب يزمجر خلفه...انتفض بفزع حين علىَ صوت شجار بالمبنى بين رجل وزوجته ويزداد بالتدريجى....وضع يديه على أذنيه بانزعاج وهو يزمجر....فيبدو ان الايام القادمة لن تمر بسلام مع هؤلاء الجيران..
*************
.....صباح اليوم التالى...
فتح عيناه بفزع على طرقات عالية على باب منزله...قفز بركض  من غرفته نحو الباب ليفتحه...
فتح عيناه بدهشة.حيث يرى "يوسف " ووجهه يكاد لا يرى من الشاش الطبى المُحيط برأسه عدا عيناه الظاهرة..ساعِده مضمد ...ملابسه مُتقطعة بفوضى ...كذلك " جنىَّ" خصلاتها متناثرة كالمتشردة..وعلا وجهها علامات حمراء آثر ضرب...كان الاثنان بحالةً لا يرثى عليها..وهم يتطلعون له بغضب يغلفه المكر والتوعد....قائلا بحدة _ انتم !؟..
-يوسف بغضب وسرعة _ سيب أى خلاف حصل بينا امبارح او قلة ادب وتعال معانا بسرعة...
_سامر بغضب وتهكم _نعم !؟..
-جنىَّ بتنفخ _ انت مبتسمعش ولا إيه !؟...ماقولنا تعال معانا بسرعة ...لازم ترجع حقنا منه..
_سامر بغضب صائحاً _ليه هو انا اعرفكم !؟...كنت الواصي على أهاليكم أنا !؟..
_هتف الاثنان بغضب _ هو انت مش مُحامي !؟
-أجابهم متأفف بحدة _ أيوة..
-جنىَّ بحدة _وشغلتك ترجع حقوق الناس !؟
-أجابها متنفخ _ ايوة..
أكملت " جنىَّ بحدة أكبر _ طيب واحنا من الناس... تعال معانا رجع حقنا من المفترى البلطجى بهاء تحت.
-سامر بسخرية حادة وهو يشير آلى خصلاتها _ روحى ياماما اعدلى الآريل اللى على رأسك دا وابقى تعالى اتكلمى.....بلاش كلام فارغ..
كاد ان يغلق الباب لكن دفعه " يوسف " قائلا بسرعة وإصرار _ ما انت هتيجى معانا...يعنى هتيجى معانا...يلاااااا..
جذب يده ليركض معه و" سامر " يتعركل وكاد ان يقع عدة مرات بغضب...
خرجت " فاطمة" من الشقة لتراهم فقالت بتعجب _ فيه ايه ياض منك ليها ...ايه دا....مين دا !؟..
-" سامر بحدة و برود _ وانتِ مالك انتِ كمان!؟..
شهقت " فاطمة" قائلة بعصبية_ احترم نفسك يا حيوان انت...أنا موجهتش ليك كلام...
_تأفف يوسف  وهو يجذبه بسرعة _ معلش يا فاطومة هقولك بعدين...سلام دلوقتى...
خرجا الى الشارع معه...ليدفعوه...فيزمجر بنفاذ صبر قائلا لكى يتخلص منهما_ هو فين الزفت دا !؟..
اشارا باصبعهما ببراءة خلفه.....شعر بأنفاس تضرب عنقه ازعجته...استدار ببطئ ليتصنم محله وهو يرى من يقف خلفه بل ملتصق به ذو الجسد الضخم بشدة  وشاربه الطويل كحال جسده المُخيف..حيث كان " سامر" يصل الى صدره.. ..كتم " يوسف" و " جنىَّ" ضحكاتهم على مظهره المنصدم كالطفل البرئ أمام وحشاً كاسراً....تجمع أهالى الحارة يراقبون ما يحدث بفضول..بين ذلك الاجنبى كما اطلقوا عليه وبين بلطجى الحارة المدعى " بهاء "..
جاهد للحديث يسألهم ببحة منصدمة خائفة بعض الشئ_ دا بهاء !؟..
اومأوا ببعض الخوف وهم يكتمون ضحكاتهم بصعوبة..
" سامر بصدمة متمتماً _ مش ممكن الجسم دا اتركب عليه  " بهاء " ازاى !؟..
تحمحم وهو يطالعهم بغيظ ثم استدار للآخر بابتسامة مرحة _ احم....ازيك يا بهاء !؟...عامل ايه !؟..
-بهاء بصوت خشن مزعج غاضب _ انت بقا اللى جاى تاخد حق العيال دى..
-جنىَّ بعصبية _ متقولش عياااال..
_سامر بحدة مصطنعة وهو يتمنى بالفرار من هنا _اخرسى يابت...اما الرجالة تتكلم العيال تخرس.
ثم استدار اليه مرة اخرى وهو ينظر له لاعلى _ احم...سيبك منها يا " بهاء "...وقولى العيال دول عملولك ايه وأنا اقتلهملك !؟..
-بهاء بغضب بصوته الاجش _ عمالين يتريقوا على اخويا سناء ويدلعوه يقولوله يا سوسو...
_سامر بدهشة تكاد ان تقتله _ هو انت اخوك اسمه سناء !؟
_يوسف بسخرية ومرح وهو يعد على اصابعه _ دا سناء...وولاء....وصفاء....ولو عرفت الكبيرة بقا...ان أمهم إسمها مُحسن..
-أجابه سامر برفع حاجب مندهشة _ على كدا خالتهم أسمها خالد ولا إيه !؟
تعالت ضحكات من حولهم عليه..حتى "سامر " لم يستطع كتم ضحكته...لكن كتمها وصمت الآخرون حين زمجر " بهاء" عالياً بغضب..
وضع يده الغليظة على كتف " سامر " بغضب قائلا _ بقا انت ياروح أمك بتغلط  فى أمى...دا انت نهار ابوك اسود.....
ليحمله من كتفيه لأعلى ثم يقذفه بعيداً....وقع " سامر " متألماً...ويراقبه " يوسف " و " جنىَّ" بانتصار وشماتة.... شهق كلا منهما بصدمة حين..........

يتبع...

متنسوش التفاعل والكومنتات يا حبايب وياترى ايه اللى هيحصل فى اللى جاى مع حضرة المحامى على ايدين الوحوش دول والمصايب هتبقى ايه احنا لسه مبدأناش فيها..😂😂🙈🙈😉😉...
النت بطئ عندى وباقية الالبوم بيحمل عشان تنزل كاملة بإذن الله..بس التفاعل والكومنتات اهم هاه 😂😂😘😘😘...دمتم فى محبة الله...💜💜💜...

#نوڤيلا..
#جيران_حضرة_المُحامي...
#سلسلة_نوڤيلات _عالم_مجنون_جداً...
#بقلمى...
#ملكة_الجنان_الجنان_صفاء_محمد...

نوڤيلا جيران حضرة المحامى....بقلمى / صفاء محمد.Donde viven las historias. Descúbrelo ahora