رسائل ask

112 10 0
                                    

[1]

أرجو القراءة .. لآخر حرف؛ كي تكتمل الفكرة ..

من الآسك:

س: اكتشفت إن زوجي بيكلم بنات عالنت .. متزوجة من سنتين و عندي ولد. اعتذر ووعد بعدم التكرار وإن دي آخر فرصة. انصحني بالله عليك.

ج:

هناك احتمال من اثنين:

إما يكون تاب فعلا ورجع عن خطئه، ودي محتاجة صحة علاقة بينه وبين ربنا ثم إرادة صادقة وصحة علاقة بينك وبينه.
وإما يضعف ويقع تاني.

وأنت بين ثلاثة خيارات:

إما تفصلي نفسك عن الزاوية دي تماما وتسيبي حسابه فيها لربنا .. يا يتوب بينه وبين ربه، يا يقع في شر أعماله، يا يلقى الله بذنبه وهو يفصل فيه.
عارف طبعا ده خيار قاسي عليك جدا كزوجة مخلصة .. لكن السيناريو ده بننصح به في حالة لو تعامل الرجل كويس فعلا كزوج وكأب .. غير أنه ضعيف في هذه الزاوية. المواجهة المستمرة ستودي باستقرار البيت وهتدمر بقايا العلاقة الموجودة بينكم.
بكرر ده بينفع في بعض الحالات بشرط إن تعامل الرجل يكون ممتاز معك كزوج ومع أولادك كأب.

أو تواجهي بصراحة وحسم، وتتابعي باستمرار وتسحبي بساط الثقة وتطلبي دايما دلائل أمان .. كإنك تاخدي موبايله مثلا منه (مش تجسس من وراه) تعملي مكالمة وتشوفي رد فعله وهكذا .. والخيار ده ممكن بينفع مع بعض الحالات اللي محتاجة مساعدة ونوع رقابة .. لكن في نفس الوقت لازم تكوني مستعدة لخيار الطلاق. لأن غالبا أنت معدتيش هتطمني، وهو هيتخنق من رقابتك (سيما لو لسه ضعيف) والطلاق هيكون نهاية المطاف بعد ما تتعبوا بعض .. وفي بعض الحالات هيكون صادق وهيجاهد يرجع تاني الثقة والأمان بينكم لين تطمني من جديد.

أو الطلاق .. وده هيكون بعد أخذ شوط طويل في الخيار التاني بلا فائدة، أو في حالة الرجل معدوم المميزات .. يعني لا صلاة ولا عبادة وضرب وشتيمة وسفالة وإهمال عاطفي للزوجة، وعدم مسؤولية ناحية الأولاد .. اللي هو يعني مفيش ميزة تخليها تصبر أو تتحمل أو حتى تبحث عن حل.

طيب أي خيار من دول هو الصح ؟!

محدش في الدنيا من حقه يفرض خيارا بعينه على أحد .. كل امرأة أدرى بطاقتها وتحملها وظروفها وما يناسبها بناء على حاجات كتير جدا .. وكل امرأة مش ملامة في هذه الحالة في أي من الخيارات !

احنا بننصح بس باللي بنشوفه الأنسب بناء على المعطيات.
أما اللي يفرض حاجة بعينها ويتهم الباقي = فالصراحة نصّاب وخرّاب بيوت.

لأن كتير جدا بيكون الطلاق أخطر على المرأة وأذلّ لها من الاستمرار في وضع ظروفها وطاقتها تقبل الاستمرار فيه .. وكذا الاستمرار بيكون بمعنى الموت والفتنة لامرأة أخرى الطلاق بالنسبة لها بناء على طاقتها وظروفها نجاة وحياة.

ما تسلموش دماغكم لحد من المستشارين .. اسمحولهم يفكروا معاكم بس .. ثم أنتم أدرى بما يصلحكم ويصلح لكم.

تعقيبات مهمة جدا:

• التجسس لا يجوز، لا بين الزوجين ولا بين الأبناء ولا بين الأصدقاء .. التجسس حرام في كل حال.
ومن تجليات قول الله: " لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم " أن نعفي أرواحنا من بعض الاكتشافات المؤلمة !

• لا أنتظر أبدا استدراك أحدهم (أو إحداهن على التحديد) بسؤال:

لو المرأة هي اللي غلطت هيكون ده نفس جوابك ؟!

ومثل هذا السؤال لا ينبغي أصلا؛ لأن من لا يستطيع التفريق بين المختلفين يبقى عنده مشكلة في التفكير أصلا .. تمنع من محاولة الإجابة عليه.
وإلا فالقياس مع الفارق، مع الفارق .. بأكد مع الفارق (وحط تحت مع الفارق ألف خط عشان محدش يقول ازاي نقارن الغلط والعك بالزواج الشرعي) .. أقول بالقياس مع الفارق ما ينفعش نسأل:

ليه الرجل مسموح له يعدد والمرأة لأ ؟!

وعموما:

الخطأ خطأ .. والخيانة خيانة .. سواء من الرجل أو من المرأة .. كلاهما لا يحبه الله، وكلاهما غير مقبول، لكن تختلف وسائل العلاج لاختلاف طبيعة الطرفين .. وأيضا هناك بعض الحالات الواقعية تقبل المسامحة حتى في حالة المرأة، لكنها حالات في ظروف خاصة جدا وضيقة جدا .. وطرحها للعام يثير جدلا غير ذي فائدة.

• أنا أقدر تماما أني أخوض في مساحة شائكة وحساسة للغاية .. وذلك لانتشار مثل هذه السيناريوهات في زمن الفضاء المفتوح، ولألمها في نفسية النساء بصفة عامة، والزوجات بصفة خاصة. سيما وهذه المساحة تمس من ثقة المرأة وتنال من أنوثتها؛ لذا فغالب غيرتهن فيها لا تكون لله بقدر ما تكون انتقاما لأنفسهن !
وإلا فنحن نجد كثيرات يتصالحن مع كون الزوج لا يصلي أو يطعمهم الربا ولا يتحملن خطأه في هذه الزاوية، رغم أن الربا وعدم الصلاة أشنع وأبشع.

• لا بد من التأصيل هنا لكون الحياة الدنيا دار ابتلاء واختبار .. لذا أنا أقول لكل امرأة ابتليت بمثل هذا سواء اختارت الطلاق أو قررت الاستمرار: دينك دينك .. قلبك قلبك .. نفسيتك نفسيتك !

قدر الله عليك هذا الابتلاء وأيا ما يكون اختيارك .. المهم ألا تفقدي دينك وأن تحمدي الله على لطفه ..
قضا أخف من قضا .. والدنيا لا تخلو على كل حال .. وربنا بيعطي كل واحد فينا حاجة في حياته تكون بابه للجنة !.

قصص مُقتبسهWhere stories live. Discover now