الفصل الرابع عشر بعنوان ( مسامحة )

5.9K 245 10
                                    

فتح باب غرفته ودلف فورًا ثم أخرج ملابسه وبدأ في تبديل ملابسه ، وكانت هي لا تزال مستيقظة وكانت تتابعه منذ بداية دخوله وحين رأته يستعد للخروج هتفت باستغراب :
_ رايح فين دلوقتي ؟

لم يجبها فقط استمر في ارتداء ملابسه والتي كانت عبارة عن بنطال جينز من اللون الأسود وأعلاه قميصه الأبيض وفوقه سترته السوداء الجليدية ، ثم ارتدى حذائه وسحب مفاتيح سيارته وهاتفه وقبل أن يغادر اعترت طريقه وقالت بجدية :
_ رايح فين يامصعب ؟!!

رأت في عيناه نظرة تنذر بالخطر القادم وقد أدركت أنه في وضع لا يسمح له بمجادلتها كما كانوا منذ قليل ، وصوته الأجشّ ونظرته القاتلة كانت تؤكد كل ماتوقعته ، حيث رمقها بنظرة دبت الرعب في قلبها وغمغم :
_ ابعدي من وشي !

امتثلت لأمره بدون جدال وافسحت له الطريقة بنظرات زائغة وقلقة ، فاندفع هو للخارج وفي ظرف ثوانٍ كان في حديقة المنزل ويستقل بسيارته وينطلق بها وهي تراقبه من الشرفة وتطرح الأسئلة عن سبب خروجه الآن ، ولمَ هو في ذروة جموحه هكذا .. بالتأكيد سيكون هناك مُتضرر من هذا الطوفان العاتي ! .

نصف ساعة بالضبط وكان أمام المكان المعهود ، فأوقف السيارة ونزل منها ثم قاد خطواته الثابتة نحو الباب وكان شاذلي ينتظره بالخارج وابتسم له ولهيئته الجديدة فقد بدا أكثر شرًا وقوة ! ، ملابس سوداء وبدون شعر أو لحية  ، فهيأ له أنه أحد رجال المافية الفتاكين  ! .
فتح شاذلي الباب وكان هو في المقدمة وعند دخوله رآه مكبل في المقعد الخشبي وأتضح أن " شاذلي " أحسن ضيافته جيدًا ، دماء تسيل من فمه وأنفه وهو مطرق رأسه أرضًا كالأموات .. فتبادل النظرات مع شاذلي وهو يبتسم ثم تحدث شاذلي باستنكار :
_ لقيته بيلم في هدومه ومجهز نفسه واضح إنه كان ناوي يهاجر

عاد مصعب بنظره له وقد رفع هو رأسه ليرى وجهه فتركز في قلبه بعض الخوف منه ، وتمركز أكثر حين وجده يقترب منه وينحني بحزعة للأمام ويتمتم بعينان تلمع بوميض الانتقام لشرف زوجته :
_ ماهو هيهاجر فعلًا .. بس للسموات العليا !

هنا أصدر الخوف صافرات الإنذار في عقله وتفاعل جسده معه فشعر برعشة قوية في جسده .. وكيف له أن لا يخاف وهو كان يعمل معه ويعرف جيدًا سطوته وشره حين يتطلب الأمر ، قطع الصمت صوته وهو يهمس أمام وجهه بابتسامة شيطانية ومرعبة :
_ وهو إنت فكرت في العواقب قبل ما يوزك مخك إنك تقرب من مراتي .. أكيد مفكرتش وكانت لحظة شيطان بس للأسف أنا مش بسامح حتى على الأخطاء اللي مش مقصودة ، ولا لا دي مقصودة أوي  كمان  وإنت ماشاء الله قلبك ميت مش مكفيك اللي عملته لا وباعتلي صور ، بس أنا بقى هخليك تشوف إيه عواقب الاقتراب من حرم مصعب الألفي .. وعواقب اللعب معايا

ولم يمهله اللحظة حتى وكان يكلمه بكل ما أوتيت إليه من قوة .. برغم من تعبه ومرضه إلا أن بعضًا من قوته موجودة ، اهتز المقعد وكاد أن يسقط به وزاد سيلان فمه وانفه ، أما مصعب فقد مسك بكفه وفتحه واغلقه كنوع من تقوية عضلات يده ويهتف باسمًا بتلذذ :
_ ياااه الواحد كان محتاج للطاقة دي فعلًا

وتربعت في عرين الأسد ( ج3 من انقضاض الأسود ) Où les histoires vivent. Découvrez maintenant