P"2"

16 6 4
                                    

- مَا أَجمَل صدَف الحَياة، عِنْدَمَا تَكوْن عَلى وَشكِ فِقْدانْ الأَمَل منْ شَيءْ وَ تُعطِيكَ إِيّاهُ عِندَ آخِر الزُّقاقْ بَعْد أنْ تَصلَ لِطَريْقهِ المَسْدودَة ...

.





تتناثَرُ تِلْك الكَواكِب المُضيئة في جَوّ من الصمتِ الدّامع من قطَراتِ المَطر،

المَشهد الّذي يَتخلّله السّواد المَائل للزَراقِ الغامِق

في سماء سيول

التي تَنْسدل مُفرشَةً جَمالَها الطّاغِي عَلى شَوارِعها

وَ أزِقّتِها مَع سيمْفُونيّة المَطر

و ألْوان الشّوارِع البُرتقاليّة مِن الأضواءِ الخَافِتة..

وَسَط هُدوءِ الأحيَاء و المنَازِل العاتمة،

يَركُض ذَلك الفتَى بِسرعة مَع إبْتسامَة لاتُفارق وجهَهُ

هَاربَاً وَ كَأن وراءَه الطّوفان..

أَمّا عِند فَتَاتِنا الغارقَة في سِرداب أحْلامها

بعد أن بذلت جُهداٌ فِي كتابة مُذَكراتها السّنويّة..

و لا يَزال صَمتُ العتمةِ يقيّد غُرْفَتها..

دَقائق حتّى تَخلّل ذَاك الصّمت

طَرقات خفيفة عَلى النّافذة لدِيها،

لَم تأبَه للمَرّة الأولى حتى عاوَد ذلك الصوت بِنخش طبلة أذنها..

مع تكرار الطّرق أشعرت عن مُوجة مِنَ الغَضب

بِعينيها المحَدّقتين بالظّلام..

استقَامت مِن فراشِها مُحرّرةً أطرافَها االدافئة

استَقامت لِتترنّح بِخط مُسْتَقيم

تَرسمُه خُطواتها الناعسة التي أمتزجت

بالخوف و الفُضول..

حَتّى وَصلت للنّافذة،

لِتُفْرج عن وَحشِ الّليلة، بل الزوبَعة

الّتي هي غَير واعِيّة بِما قَد تَحْمِله لَها من مَصائب..

و لَكن يبدو أنها زوبعة لطيفة من الرّياح النّقيّة..

.
.
.
.
.
.
.
.
.

كيفكم مع ذا البارت الغامض المختصر:)

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Aug 18, 2020 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

سَـآرِقٌ ثَـٓـرِيْWhere stories live. Discover now