الفصل الواحد و العشرين

162 18 19
                                    

وجهة نظر الراوي

كان صباح يوم السابع عشر من ديسمبر قد حل و أضاءت شمسه السماء بنورها الباهت الذي يجعلك تشتاق لحرارتها في الصيف ، كان مايكل قد وقع نائماً بجانب سرير سارة التي أصبحت بخير تماماً و قد استيقظت لتشرب و تأكل و نامت مرة أخرى ، ديفيد كان قد ذهب لينام ليذهب لعمله و لذلك هو مستيقظ الآن فى السابعة و النصف ، و يتجهز للذهاب و يضع قلادته ذات الصليب داخل ملابسه يخفيها من أصدقاءه الساخرين

وسط كل تلك الأحداث و وسط غرائب حياة سارة كانت هناك سيدة تشعر بالقلق كل يوم ، تشعر بشيء غريب يحدث حولها ، هل إحساسها صحيح ؟هل عاد؟ هل تمكن من طفلتها؟ الكثير من الأسئلة كانت تصارع فى عقل السيدة ذات الخمسون عاماً و هي تقرأ بعض نصوص الانجيل لتهدأ قليلاً ، مرت نسمة هواء باردة جعلت القشعريرة تسري فى جسد ماريا -والدة سارة- ، التي حاولت جاهدة أن تقنع نفسها أن هذا مجرد هواء تسلل من العاصفة التي تحدث في الخارج ، و لكن هل الأمر فعلاً مجرد عاصفة؟

بالطبع لا ، لقد هدد إيان و الأن سينفذ تهديده ، لقد آتي ليأخذ روح ماريا لكى تصبح قوته أكبر فلقد أقترب الوقت و قوته بدأت تنزف كما وقته .

عادت ماريا تقرأ النصوص بهدوء و هي تمسك بـ سلسال من الخرز الزجاجي بأخره صليب فضي صغير ، قاطع قرأتها صوت انكسار لزجاج آتي من غرفتها ، انتفضت واقفة تضع الإنجيل و السلسال مكان جلوسها و تذهب لتتأكد من سلامة نافذة غرفتها ، التي وجدتها مفتوحه و قطرات المطر تنساب بحرية داخل الغرفة التي امتلئت أرضها باجزاء الزجاج المكسور "اه يا إلهي ، لقد أخبرت ريتشارد عدة مرات أن يصلح هذا القفل الغبي لما لا يستمع لي؟ لقد كبرت على كل هذا الهراء"هسهست ماريا بغضب من تكاسل زوجها المسكين الذي قد اصلح القفل بالفعل قبل ذهابه للعمل و هي تسير خارج الغرفة ،قلب الواقف فى الغرفة ينتظر الفرصة السانحة لكى ينقض عليها عينيه بملل .

"اه فقط لو أنه يستمع لي سوف نرتاح" عادت تمسك بالمكنسة اليدوية و جروف  و جلست القرفصاء و بدأت تلملم أشلاء الزجاج بحذر ، اتسعت عينها حين رأت من يبتسم لها فى انعكاس قطعة الزجاج الكبيرة نسبياً التي بين كفيها ، أنه شخص غريب! هي لا تعرف شكله و لكن انقباض قلبها جعلها تعلم من هو جيداً رمت الزجاجه و التفت لتجده يقف خلفها بعينه الحمراء و ابتسامته المجنونة تلك ، "بوو" قال و هو يضحك لتصرخ ماريا و تقع على ظهرها على قطع الزجاج لتصرخ بآلم

"مرحباً ماريا هل إشتقتِ لي؟"تحدث يتصنع اللطف و لكن صوته و شكل عينيه كان ناقيض ذلك تماماً ، "انـ.. أنت..!!"حاولت ماريا التحدث و لكن كل حروفها قد ضاعت ، لسانها قد شُل "ألم تعرفيني؟ أوه الجسد الجديد يجعل معرفتي صعبة! أنا انترماتوكس او بأختصار و كما تعرفيني إيان" تحدث إيان معرفٍ نفسه حتي بأسمه الحقيقي فقط ليزيد من خوف ماريا ، دقات قلب ماريا تصبح أعلى يكاد قلبها ينفجر من شدة نبضه

Intermatox|Michael Clifford|√Where stories live. Discover now