الجزء السادس والستون (إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كاملة )

173 22 2
                                    

#هذا_الحبيب «٦٦ »
السيرة النبوية العطرة ((إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كاملة ))
____________________________________
حدثتكم من قبل عن قصة إسلام {{ حمزة بن عبدالمطلب }} عم النبي صلى الله عليه وسلم
وفي إسلام حمزة رضي الله عنه ، قد عز الله الإسلام كثيرا
لأن حمزة هو أقوى رجل في قريش، وهو فتى قريش، وفارس قريش
بعد ثلاثة أيام من إسلام حمزة ، أسلم رجل عظيم آخر
وبإيمان هذا المؤمن الجديد سيغير الله تعالى به حركة التاريخ، هذا المؤمن الجديد هو {{ عمر بن الخطاب }}
_____________________________________
بقي النبي صلى الله عليه وسلم في مكة ، وهاجر عدد من الصحابة إلى الحبشة
وبعد خروجهم بسبعة أيام ، كانوا الصحابة جالسين ومنهم عبدالله بن مسعود
والرسول صلى الله عليه وسلم قائم يصلي يناجي ربه ، ويصلي في جوف الليل ويدعي
ويقول :_اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين ، إليك عمرو بن هشام [[ يعني أبو جهل ]] او عمر بن الخطاب
لأن الدعوة الى الإسلام أخذت تمر ، في لحظات شديدة الحرج
لماذا يدعو الرسول صلى الله عليه وسلم ، أن يدخل الإسلام
عمرو بن هشام [[ أي ابو جهل ]]
أو عمر بن الخطاب رضي الله عنه ؟؟
لأن كل من {{ عمرو بن هشام }} و {{عمر بن الخطاب }} شخصيات ايجابية، والاسلام في هذه المرحلة ، وفي كل وقت في حاجة الى شخصيات ايجابية، ولذلك كان دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم __اللهم أعز الاسلام
هؤلاء الرجلين كان لهم شأن في مكة
[[ لا احد يقدر أن يقرب على طرفهم ، يعني الرسول صلى الله عليه وسلم يترك الإختيار لله ، أنت تعلم أي الرجلين في بقلبه الخير منهم فكان يدعي هذا الدعاء ليلاً وكان عبد الله بن مسعود وجمع من الصحابة يسمعوا الدعاء ]]
_____________________________________
وصف عمر بن الخطاب
أولاً كان عمره عندما اسلم
{{ ٣٦ عام }} على الأرجح
كان عمر بن الخطاب معروفاً بالقوة البدنية ، وكان طويلا جدا ، حتى قيل انه اذا ركب فرسه بلغت قدماه الأرض
وكان يمارس رياضة {{ المصارعة }}
وكان ابيض البشرة
أصلع طويل اللحية وكان في اطراف لحيته شقار
من نظر إليه ، يعلم قوته وحزمه وصرامته
لم يمشي مع أحد من قريش إلا كان اطولهم ، وكان يُسرع بالمشي وكان رضي الله عنه ، رجل له هيبته جهوري الصوت
________________________________
عمر بن الخطاب ، كان له منزلة رفيعة في قريش قبل اسلامه
وقد عمل بالتجارة
وربح منها وأصبح من أغنياء قريش
وبرغم من سنه الصغيرة ، فقد كان له مكانة كبيرة في قريش
فكان يأتون اليه ليقضي لهم في الخصومات
وكانت قريش ترسله سفيرا لها ، اذا كانت هناك مشكلة بينها وبين قبيلة أخرى
وعندما جاء الاسلام
كان عمر من أشد قريش عداوة للمسلمين، وكان ممن شارك في تعذيب ضعفاء المسلمين بيده
وكان كثير التضييق على الرسول صلى الله عليه وسلم
لدرجة أنه كان يسير خلف الرسول صلى الله عليه وسلم
ويمنع الناس من الحديث اليه ، أوالاستماع اليه، ولا يتركه الا عند دخول الرسول صلى الله عليه وسلم الى بيته
حتى أن الرسول التفت اليه ذات يوم
وقال له :_ يا عمر ألا تتركني ليلا ولا نهارا
كما نعرف كان عمر في الإسلام يبكي كثيرا ، وعند موته بكى وقال ويل لعمر إن لم يغفر له رب عمر
كثير من الصحابة الذين اسلموا متأخرا ، وتذكروا بداية الاسلام ، وكم تأخروا في ذلك الظلام ومعادات النبي صلى الله عليه وسلم ، كانوا يبكون ندما على كل لحظة فاتتهم ويرجون غفران الله لهم رضي الله عنهم وارضاهم جميعا
___________________________________
عمر بن الخطاب في يوم من الايام تعرض للرسول صلى الله عليه وسلم ، كما كان يفعل كل يوم
فذهب الى بيته فوجده قد خرج الى الكعبة، ووقف يصلي عندها
فجلس خلفه ينتظر حتى يكمل صلاته
وكان صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة {{الحاقة }}
يقول عمر: _فجعلت أعجب من تأليف القرآن
قال: _ فقلت ...ما هذا والله ، هل هو شاعر كما تقول قريش فقرأ الرسول
{{ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ }}
قال عمر في نفسه: _ بل هو كاهن
فقرأ الرسول
{{وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَاتَذَكَّرُونَ }}
يقول عمر فوقع في قلبي شيء من الاسلام [[ سبحان الله اهتز قلبه ، لأن الله اختار هذا القلب من الأزل أنه قلب من قلوب احبابه ]]
___________________________________
الرسول يدعو لأحب الرجلين الى الله عمرو بن هشام او عمر بن الخطاب
وكانوا جالسين في دار الأرقم
ومن ضمن الصحابة {{ خباب بن الأرت }} وكان خباب أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم مهمة تعليم القرآن
لفاطمة بنت الخطاب [[ أخت عمر بن الخطاب ]]
وزوجها سعيد بن زيد [[ بيكون إبن .. إبن عم عمر بن الخطاب ]]
كانوا قد أسلموا ويكتمون إسلامهم بأمر من النبي خوف عليهم من بطش عمر
وهم يعلمون أن عمر لا يسكت على ذلك ، فلربما قتلهم من غير تعذيب
فأمر رسول الله فاطمة وزوجها سعيد لا تعلنوا إسلامكم .. وأنا أرسل لكم خباب إلى البيت يعلمكم القرآن .. فكان خباب في بيت سعيد وزوجته فاطمة أخت عمر بن الخطاب يعلمهم القرآن
____________________________________
ويكون قدر الله وإرادة الله أن عمر في تلك الليلة ، في قهر وغضب شديد
قبل ثلاثة ايام أسلم حمزة ، وقد ضرب ابو جهل بقوسه فشجه في رأسه [[ ابو جهل يكون من اخوال عمر يعني ام عمر بتكون بنت عم ابو جهل ]]
وغضب عمر لذلك الأمر ، والمقهور يحب ان يجلس مع صديق فذهب يبحث عن أي صديق يجلس معه ويشرب الخمر فلم يجد
ذهب للخمارة فوجدها مغلقة ، ذهب لنادي قريش وجدهم متفرقين مهمومين
الكل يفكر كيف يرجعون الذين هربوا للحبشة من اتباع محمد ؟؟
فوقف
وقال لنفسه وقد إشتعل غضب
قال :_ من محمد هذا ؟؟
لقد سفه أحلامنا وكفر آبائنا وفرق
جماعتنا ألا يوجد رجل يقتله ؟
ثم قال :_ولما لا أكون أنا ؟
سأقتل محمد وأريح مكة منه
فقرر أن ينهي هذا الصراع في نفسه ، وينهي كذلك الانقسام الذي كانت عليه قريش، وأراد كذلك أن ينتقم من اهانة خاله
ابو جهل
فقرر أن يقوم بالأمر الذي لم تستطع قريش كلها أن تقوم به، وهو قتل النبي صلى الله عليه وسلم
__________________________________
حمل عمر سيفه وانطلق يبحث عن النبي
[[والذي يكون ناوي الشر لا تخفى ملامحه ، مسك سيفه ومشى غاضب في طرقات مكة يبحث عن محمد أين أجده لكي أقتله ؟؟]]
فقابل في طريقه رجل من عائلته ، من دار الخطاب
اسمه {{ نعيم }} وكان من المسلمين الذين يخفون اسلامهم خوفا من بطش قريش
فلما رأى نعيم {{عمر }}هكذا يحمل سيفه والشر يبدو في وجهه، شعر بالقلق
فسأله: الى أين يا عمر ؟
فقال له عمر: _أريد محمدا هذا الصابئ الذي قد فرق أمر قريش ، وسفه أحلامها ، وعاب دينها ، وسب آلهتها ، فأقتله
فلما سمع نعيم هذا !!!! قرر أن يحمي النبي
ويكشف لعمر سر خطير ، حتى يلهي عمر
فقال له نعيم:_ والله لقد غرتك نفسك من نفسك يا عمر, أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض وقد قتلت محمدا [[هكذا أظهر نعيم خوفه على عمر ،على اساس خايف على عمر ]]
ثم يلقي نعيم قنبلته المدوية
ويقول:_ أفلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم؟؟
قال: وأي أهل بيتي ؟
قال :_ ابن عمك سعيد بن زيد ، وأختك فاطمة بنت الخطاب فقد أسلما واتبعا محمدا على دينه فعليك بهما
[[يقول الرجل ما قلت هذا إلا حتى أصرف شره عن النبي صلى الله عليه وسلم مدة من الزمن حتى يأتي فرج الله ، وعمر في النهاية لن يقتل أخته، قد يضربها هي وزوجها و يضيق عليهما، ولكنه لن يقتلهما في النهاية ]]
فانطلق عمر بن الخطاب الى بيت أخته فاطمة بنت الخطاب،وقد اشتعل غضباً
_________________________________
فلما إقترب من الباب سمعوا مشيت عمر وكان عمر إذا مشى تهتز الأرض لمشيته له هزة
رجل يعرف كيف يمشي مشيت الرجال
لما إقترب من الباب كان خباب يقرأ عليهم القرآن ويرددون خلفه
وكانت أبواب بيوتهم
[[مش مثل أيامنا مغلقة ومحكمة الباب ألواح خشب متصلة ببعضها وبينها شقوق ، من شقوق الباب سمع عمر قراءة القرآن ولكنه لم يفهمها ]]
فقرع الباب بشدة فقام إليه سعيد وإختبأ خباب في الكوة [[ التي يضعوا فيها القمح]]
يطرق الباب ويصرخ بصوته الجهوري
افتحوا الباب وإلا كسرته !!
فقام سعيد وفتح الباب
فدخل عمر
وقال :_ ما هذه الهيمنة التي سمعتها ؟ [[الهيمنة كلمة عند العرب تقال عن الكلام الغير مفهوم]]
قالوا له :_ما سمعت شيئاً
قال :_ لا بل سمعت ، وقد بلغني أنكما إتبعتم دين محمد ثم رفع يده وبطش بسعيد ، قبل أن يسمع منهم الجواب [[هذا هو عمر الرجل الشديد]]
بطش بسعيد وكاد أن يخنقه ، وألقاه على الأرض وجلس بركبتيه على صدره
فلما رأت فاطمة ما يفعل بزوجها !!!
وهي مؤمنة وزوجها رجل مؤمن ، وفي نظرها عمر كافر ، قامت ودفعته عن زوجها بقوة
فإشتعل عمر من الغضب
عمر الذي لا يقابله أقوى رجال مكة كلها ، تقابله أخته فاطمة فرفع يده ولطمها لطمة شديدة حتى شج وجهها [[ إنجرح]] وسال منه الدماء
فصرخت فاطمة بعمر
وقالت :_ نعم يا عدو الله أسلمنا وإتبعنا محمد فإصنع ما بدا لك
[[ودارت الأرض بعمر ، أختي فاطمة شيء لم يعرفه العرب إمرأة تجيب رجل ، لا أحد يفعلها من النساء فالمرأة في نظرهم متاع يباع ويشترى ، أو تدفن بالتراب لا قيمة لها تصرخ بوجهي ، أنا عمر أخوها ، ما الشيء الذي دفعها أن تفعل ذلك ؟ وقف مذهول عمر نظر للدم بوجهها وقوة صوتها نعم يا عدو الله .. عمر رجل عاقل يفكر أي دين هذا يحول هؤلاء الناس إلى أسود ، وتذكر المعذبين في مكة كلهم ما الذي يجعل بلال يعذب ويصبر وهو يقول أحد أحد؟؟ ما الذي يجعل آل ياسر لا يقولون كلمة ترضي أبو جهل حتى ماتوا ؟؟ ما الذي جعل ليلى ترد عليه قبل سبعة أيام آذيتمونا .. ما هذا الدين الذي يحول الناس إلى عمالقة ]]
__________________________________
سؤال هل تعلمون لماذا نقول عن الفنانين والفنانات وزعماء الغرب لقاء العمالقة؟
هم ليسوا عمالقة نحن للأسف اصبحنا أقزام ، لما إبتعدنا عن دين الله ، لهذا السبب نراهم عمالقة ، لو نعتز بدين الله ترى كل عاصي بالله جاحد بنعمه بحجم الحشرة ، لكننا إعتززنا بغيرنا حتى على مستوى اللغة ، نسينا لغتنا واصبحنا إنجليز وإتبعنا الغرب .. حياة الفنانين هي قدوتنا .. إعتززنا بغير الله فأذلنا الله هكذا قال صاحب قصتنا عمر بن الخطاب الملهم بالصواب المؤيد بالوحي من فوق سبع سماوات
قال عمر بن الخطاب {{ نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإذا إبتغينا العزة دونه أذلنا الله }} السيرة دروس للتأسي لا للتسلي
__________________________________
لما فكر عمر بهذا كله وهو واقف أمام فاطمة أخته
فقال :_ يا أختاه أعطيني هذه الصحيفة أنظر إلى ما كنتم تقرأون ، أليس فيها ما تقولون أنه نزل على محمد ؟
قالت له:_ نعم ولكن أخشى عليها منك ، فأعطاها عهد لا يمسها بسوء ولكن أعطيني إيها أقرأها أنظر إلى ما يدعوا إليه محمد فأنا قارئ
قالت :_ يا أخي وهي تمسح الدم عن وجهها وقد شعرت باللين منه وقد ذهب غضبه
قالت :_ يا أخي إنك مشرك نجس لا تعرف الطهارة وهذا كلام الله لا يمسه إلا المطهرون ، فلو أنك إغتسلت أعطيك إياها ، قال :_فدخل إلى خلف الدار وأدار على نفسه دلو ماء ثم رجع قال أعطيني إياها ها قد تطهرت
ويمسك بالصحيفة وكانت قطعة من جلد و كان يقرأ وكان من المعدودين في مكة الذين يستطيعون القراءة
بسم الله الرحمن الرحيم
{{طه* مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى* إِلاَّ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى* تَنْزِيلاً مِمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلاَ* الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى* لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى * وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى * اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى))
الى ان وصل
{{وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى *قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى * قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى }}
تزلزل عمر وألقى الصحيفة من يده ، ووقف مذهول
وقال: :_ما أحسن هذا الكلام !! ما أجمله !!
لحظة من أروع لحظات التاريخ الاسلامي، بضع ايات صنعت الأسطورة الإسلامية العجيبة عمر
تغير وجه عمر
وقال :_هذا القول لا ينبغي أن يشرك معه غيره ، هذا ليس بكلام بشر
فلما سمع خباب كلامه خرج وكان مختبئ ، وعلم أن الإيمان دخل قلب عمر وربط دعاء النبي مع الموقف الذي امامه فعلم خباب أن الله إستجاب لرسوله
___________________________________
فخرج من المكان المختبئ فيه ووقف أمام عمر
وقال:_ .. الله .. الله يا عمر
الله .. الله يا عمر
فنظر عمر إليه
وقال :_ من أين جئت أنت ؟
قال :_ إختبأت خوف منك
فقال له عمر :_لا تخف
قال خباب :_ يا عمر والله الذي لا إله إلا هو ، قد سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم بالأمس ، يناجي ربه ويدعي ويقول اللهم أعز الإسلام بأحد الرجلين عمرو بن هشام أو عمر بن الخطاب
فكن أنت يا عمر .. الله الله يا عمر ...الله الله يا عمر
لا يسبقك إليها أبا جهل
فقال عمر:_ يا خباب أين أجد محمد دلني عليه ؟؟؟
قال :_تجده في دار الأرقم مع عدد من أصحابه
____________________________________
فذهب عمر إلى دار الأرقم إقترب من الباب وقرع الباب ولكن قرعته لم تتغير
عمر الشديد قرع الباب بشدة فقام رجل من أصحاب الرسول يفتح فلما إقترب من الباب ونظر من شقوق الباب قبل أن يفتح فإذا بعمر يحمل سيفه
رجع الرجل إلى الرسول خائف مرتعد يقول للنبي صلى الله عليه وسلم
يا رسول الله هذا عمر !!!!
متوشح سيفه ويقف وراء الباب
وكان من الحاضرين حمزة أسد الله وأسد رسوله
فقال:_ يا رسول الله فليفتح له الباب ، إن كان يريد خيراً أعطيناه إياه وإن كان يريد شراً قتلناه بسيفه الذي يحمله فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_إفتح له الباب
فقام يفتح له الباب يقول الصحابة فما راعنا إلا والنبي يقف ويخطو خطوة واحدة من مجلسه فإذا النبي صلى الله عليه وسلم عند الباب وعمر عند الباب
وكان عمر رجل طويل وضخم كان إذا مشى بجانب الراكب على الخيل يطوله
وقف النبي عند الباب وأمامه عمر بن الخطاب وأمسك صلى الله عليه وسلم بقبضة يده مجامع ثياب عمر [[يعني مسك قميصه من تحت رقبته]]
ثم شده إليه ، ثم دفعه ، ثم شده ،ثم دفعه
ثم رفعه بيد واحدة عن الأرض ثم دكه بالأرض دكا [[انزله بقوة ]]
يقول عمر :_ والذي بعثه بالحق نبيا ، أحسست أني طفل بين يديه .. صلى الله عليه وسلم
ثم قال :_ما الذي أتى بك يا عمر .. والله لا أرى أن تنتهي حتى ينزل الله بك قارعة
يقول عمر :_ فجلست على ركبتيي وأنا خائف مذعور رأيت نفسي طفل بين يديه
وقلت له :_ إنما جئت حتى أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله
فقال صلى الله عليه وسلم:_ الله أكبر ، الله أكبر ، الله اكبر
فصاح الصحابة كلهم بصوت واحد .... الله أكبر
وكان عدد الصحابة الموجودين في دار الأرقم مع الرسول صلى الله عليه وسلم { ٣٩ } رجل من غير النبي
ومع دخول عمر إكتمل العدد { ٤٠ }
دخل عمر وأعلن إسلامه أمام الناس
ثم قال عمر :_ بأبي أنت وأمي يا رسول الله [[لغة الإيمان تتحول فوراً سبحان الله]]
بأبي أنت وأمي يا رسول الله
ألسنا على الحق إن حيينا وإن متنا ؟
قال له :_ والذي نفسي بيده أنتم على الحق إن حييتم وإن متم
قال عمر:_ لما نخفي أنفسنا وديننا يا رسول الله ؟:
فلنجهر به في طرقات مكة ، ولنطوف معك بالبيت يا رسول الله ، ولنصلي على أنظار سادة قريش كلها
قال له :_يا عمر نحن قليل وقد رأيت ما لقي إخوانك من أذى قريش
فقال :_ والذي بعثك بالحق ، لا أدع مجلس جلسته فيه بالكفر يؤذيك ويؤذي أصحابك إلا رجعت وجلست فيه بالإيمان أؤذي به قريش وسادتها
إنهض بنا يا رسول الله .. فسُرّ النبي بشهامته فخرج النبي صلى الله عليه وسلم بهم
قال وخرجنا صفين في كل صف ٢٠ رجل على رأس الصف الأيمن حمزة بن عبد المطلب وعلى رأس الصف الأيسر عمر بن الخطاب والنبي يتوسط الصفين .. فخرجوا من دار الأرقم يمشون في طرقات مكة وهم يذكرون الله ،حتى وصلوا للكعبة فطاف النبي بها سبعة مع المؤمنين ، ولما رأت قريش ذلك على رأس صفوف المؤمنين حمزة وعمر يحيطون بالنبي ساء صباحها.. وإغتاظت
♦️وقال صاحب " كنز العمال " (12/551) : وفيه أبان بن صالح ليس بالقوي وعنه إسحاق بن عبد الله الدمشقي متروك.ا.هـ. "ضعيف" العبره ليس بكيف دخل الاسلام العبره بما فعل رضي الله عنه وارضاه .
.................
ثم إستأذن عمر النبي ، وذهب إلى نادي قريش ونظر إليهم ولم يكلمه أحد
يقول عمر :_ثم تدبرت وفكرت من أشد عداوة لرسول الله ؟ إنه أبو جهل فما رأيته جالس مع القوم .. فذهبت إلى داره وقرعت الباب عليه [[ وكما قلنا وكان أبو جهل من أخوال عمر ، أمه لعمر بنت عم أبو جهل ]]
قال :_فقرعت الباب
فقال أبو جهل :_من بالباب ؟ فقلت عمر
فخرج وفتح الباب وعلى عادة العرب
قال له :_مرحبا بإبن أختي [[أم عمر مش أخته بنت عمه يعني مثل أيامنا نحكي عنها مخولة]]
قال :_ مرحبا بإبن أختي ما الذي جاء بك ؟
قال له عمر :_جئت أعلمك أني آمنت بالله ورسوله ، وصدقت بما أنزل على محمد
قال :_ فأغلق الباب أبو جهل في وجهي
وهو يقول :_قبحك الله وقبح ما جئت به
__________________________________
يقول عمر ثم وقفت أفكر وقلت من ينقل الحديث في قريش [[يعني مين اللي ينقل حكي كثير]] من ينقل الحديث في قريش
فتذكر رجل اسمه جميل بن معمر [[ هذا الرجل معروف بقريش كلها ينقل الحكي يعني ما بينبل في تمه فولة ، بينفجر إذا سمع خبر وما نقله ، مثل كثير ناس ايامنا 😂 ]]
قال :_إنه فلان فذهب عمر إليه [[يقول راوي الحديث عبد الله بن عمر بن الخطاب ]]
يقول تبعت أبي لأنظر ما سيحدث ، فذهب إلى هذا الرجل الذي ينقل الكلام
طرق عليه الباب ، ففتح له
قال له عمر يا جميل ألم تدري ؟
قال :_ ماذا ؟ !
قال :_ أنا أسلمت وتبعت دين محمد
قال :_فوالله لم يرد عليه بكلمة واحدة .. بل جعل ثوبه في أسنانه وأسرع يجري إلى نادي قريش ورجليه تضرب بظهره [[يعني طيارة ما تحمل حتى يرد على عمر]]
وعمر يمشي خلفه ومشيت أنا خلفه .. فما ملك نفسه حتى يدخل الكعبة [[ما تحمل يخبي الخبر ليصل لعندهم 😂 ]]
وقف عند باب الكعبة باب بني شيبة
وصاح بأعلى صوته يا معشر قريش
يااااا معشر قريش
إن إبن الخطاب قد صبأ.. قال :_ وأبي خلفه
يقول:_ لا كذبت والله ، ولكني آمنت .. ومن ذلك اليوم قال له النبي صلى الله عليه وسلم أنت الفاروق يفرق الله بك بين الحق والباطل .
___________________________
أسلم عمر وحقق الله به دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم وكما أخرج البخاري في صحيحه عن حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه
قال{{ ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر }}
يعني عز جانب المسلمين المستضعفين من الصحابة .. أما النبي صلى الله عليه وسلم وحمزة ، وعدد من الصحابة كانوا أعزة بإسلام عمر وقبل إسلام عمر .. أما عامة المسلمين الذين كانوا يخافون أن يصلوا عند البيت ، أو يطوفوا قبل إسلام عمر، والذين كانوا يخافون ، أن يعلنوا إسلامهم .. كل هذا الخوف ذهب بعد إسلام عمر فإعتز المسلمين بإسلام عمر وأخذ دين الإسلام ينتشر بشكل أوسع لما أسلم عمر .. قريش إحتارت في أمرها لأن بإسلامه إستطاع أن يعلن إسلامه من كان مستخفي إسلامه من قبل .. فلما رأت قريش إسلام عمر وبالأمس هجرة الحبشة .. جن جنون قريش ، فجاءت بمفاوضة أخيرة
هناك مقطع في التعليقات

_______________ #الأنوار_المحمدية ______________
___________ صلى الله عليه وسلم _________________

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ‏اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات.....من واجبك نشر سيرة نبيك صلى الله عليه وسلم .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك
يتبع بأذن الله

السيره النبويه Where stories live. Discover now