البدايه

10.1K 156 5
                                    

هبت تلك النسمات البارده والمنعشه لتداعب وجهها الابيض المستدير، الذي يحاوطه حجابها الاسود كحال باقي ما ترتديه،،، اقشعر جسدها اثر تلك النسمات وظهرت إبتسامه صغيره على شفتيها الصغيرة المكتنزة، تلك الشفتان اللتان كانتا ذابلتان طوال الاشهر الماضيه،،، هى لا تكره تلك النسمات فهى من عشاق الشتاء وبرودته،،، لكن الان هنالك غصه اختنقت فى حنجرتها،، لانها ولاول مرة تشعر بهذا البرد وهذا الخوف،،، لاول مرة ستكون وحيدة فى هذا الشتاء،،، عائلتها الوحيدة ليست معها،وربما لن يكون كذلك لبقية حياتها،،، رفعت تلك الكعكه المستديره التى كانت تمسكها لتقضم منها قطعه صغيره لتسد بها جوعها وتخمد غصتها،،، وضعتها بعدها فى غلافها و نهضت من الكرسي التى كانت تحتله فى تلك الحديقه معلقه حقيبتها البيضاء والمتناقضه مع فستانها البسيط وحجابها الاسود وسارت متجهه نحو تلك المكتبه الصغيره فى الحى المتوسط،،، مكتبه صغيرة وقديمه لكنها تمتلك الكثير من الكنوز والمعارف القيمه، ويرتادها الكثير من الزوار،،، دخلت ملقيه التحيه على( السيد عبد القارد) ذلك الرجل العجوز صاحب المكتبه،، مسن عاشق للعلم والتعلم رغم انه تجاوز عقدها السابع،،، كان منغمس فى قرأة كتابه ولم يكلف نفسه عناء الرد عليها،،لتبتسم فى نفسها غير عاتبه او غاضبه فهى اعتادت فظاظته، اتجهت خلف مكتبها الصغير فهى تعمل كأمينه لهذه المكتبه رغم انه ليس مجال دراستها التى توقفت عنها بسببه،،، كما توقفت عن الكثير، لقد قررت منذ فترة مزاوله هوايتها التى احبتها كثيرا "الكتابه" لم تعرف كيف تبدأ،، لكن الجو اليوم كان هادئ ما شجعها على فتح دفترها لتشرع فى كتابه ما عاشته فى حياتها،، وصدقاً ما عاشته يفوق ألف حيااه،،،،،،،

" إلى من يحتل فؤادى ويرهق قلبي ويزهق روحى،،، إلى من لم ارى آدم غيره فى حياتى ولن أرى حتى مماتى، لتكن روحى فدواك، وليكن قلبي دوائك إليك يا غيثي،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

" مع أننى بذلت جهداً عظيما للحصول عليك، إلا أننى فشلت،،، ومع هذا واثقه ان الرب سيهبك لى فى حياتى القادمه،،، متأكده لن يضيع تعبي سدى"


#ذنبها العشق #،،،،،،

ذنبها العشق 💔Where stories live. Discover now