كَوكبك وأَرضهُ البيضاءّ

2.2K 109 24
                                    


.
.
.

أستيقضت بنشاطي المُعتاد لأضع يدي أَسفل وسادَتي ملتقطاً صورتك أصبحت مهترِئه لطوال مُدة مكوثها أسفل الوساده أراكَ تقف شامخاً بينما أَبتِسامة جانبيه حاوطت زوايا ثغرك وذالِك السواد الذي صُب داخل فراغات رمشيكْ جفناكْ كانتّ حارسة لِذلك الكوكب الأسود والسور الحَلقي حولهُ قد وضعهُ الآله طوقاً حامياً

توُجد جنةَ داخِل الأرضْ مخفيهْ ويوجد أيضاً كوكب مَخفي ميزني الرب بِرؤيته داخل عينيكَّ

أَنا مُغرم بِما وضِع داخل جفنِيك ومابينهُما من جسرٌ وما أَسفلهُ من ثغرٌ...
أنا عاشقْ نذرَ مابينَ أضلعهُ خادماً طوعياً لِخافِقك الغافِل عن إِبصارِ
.
.
الساعة الآن السابِعةَ لقد تبقى ساعَة وتسعْ دقائِق على قُدومك للمطبخْ سوفَ تَفعل المُعتاد تَطلب مني أَن أِعد لكَ كوباً من القهوهَ بينماَ جفنِيك لا زالت مُغلقهَ تمنَعني عن رؤيَة جنتَي وكوكبهاَ الدُري وأَنت غير مُبالٍ لي

هل تدِري كيف أُصارِع نبَضِ الخافقْ بِسببْ غِشاء كوكَبك الذي حجَب عَليك رؤيَة ما تَبعثهُ حُدقتِاي لكَ من عِشق
غِشاء بِسُمك أقل مِن شعرهَ شفاف عَديم اللون حاوطَ بؤبُؤك الكُحلي وأرضه البيَضاء أَمتلك قوةَ كانت كافيةَ لِمحاربةَ قلبَ بِقبضة يد

عظيمٌ كُل شيءٍ بكْ وما هوِ أعظم ما طوقَ أرضكْ وجنتها بِغلافٍ صارعَ عرش فؤادَي المحُب لأرضِه
.
.
طَلب مِنِ والِدكُ بعدَ أن ذهبتْ أنت بِرفقتهُ أَن أَعد الطعَام بكميَة كبيرةَ لِحضورْ ضيفٌ مُميز لَك لَم أُمانِع بتاتاً فـ كُل شيءَ يُمتْ لَك بِصلةَ سوفَ تجِدهُ مِن أولى إِهتماماتيّ

أَنا عالِمٌ كَم أَنت مُحب لِما تصنعهُ أناملي من أطعمةَ وأَنا أشكُر الآله كُل ليلةَ على ما وهَبهُ مِن لمسةَ سحريةَ لِكفي لأِنها تِعد لكَ كُل ما هو مُحبب
.
.
لقد أَكملتْ ما تَوجبْ علي فِعلهُ وأَنا الآن أَقِف مُقابِلاً لإِنعكاسي فـ المرآة أَقم بتسريحْ خصلاتْ شعري التِي تَبعثَرت
أَلتقطَت مَسامِعي صوتْ جرسْ المنزِل معَ الطرقْ المُستمِر لِأترُك ما بينَ يداي ثُم خَرجتْ مُسرعاً نحو المطبخْ عندما وطَئت قدماي داخِلهُ سمعتْ الخادِمات يُثرثرنْ عن قدومْ أمرأه رفقةّ السيد جونغكوك

ولا أعلَم لِما ضاقْ خافقيّ وتَكونْ ألم غير مُحب أَسفل جُدران معدَتي تجاهَلت الجميَع ووقعت أنظاريْ عليك بينما تُشابِك كف يداكْ مع أَمرأة بغايةَ الجمال ذات قوام رَشيق وخُصلات سوادء كـ الحرير تنظُر لكَ بِخجل بينما أنت ْ!! تُبادلهاْ بِـ أبتسامةَ رأيتُها لِأول مرة تُحيط ثغْرك!

أَرتفع بصركْ نحويْ هذهِ كانتْ المرةْ الأولى التِي أُلتي أُشيح بِحدقَتاي بعيد عنْك لستَ مُنزعِج أو غاضِب وإنما لم أودْ أن ترانيْ لِأول مرةَ وعينايْ مليِئه بِخِضامُها

أَعلمْ لا بَل مُتيقنْ إِنني ولِدت بِعينانْ سيئةَ أَنا أَبصُر وأُميزْ الألوانْ أَمتلِك قزحيةْ مُغطاةْ بالونْ الرماديَّ مُطوق بؤبوئهْ بِسور مِن صَبغَة العسَل لِطالما أخبرنيْ الجميعْ إِنني أمتلِك عينانِّ ذاتْ لون مُميز ونادِر وآخِاذ للأَفئِدة
ولِلحظه وددتْ أَن آراها هكذاْ، هي سيئةْ وذاتْ مظهَر بشِع لأَنِك لَم تنظُر لها قِط.

تَوجهتَ بِرفقتِها نحوُ طاوِلةْ الطعامْ بينما كانَ والِدكُ ينظْر نحويّ بِسخريةَ يظُن إِنني لمْ أَفهم نظراتهُ وما تَرميِ إليهْ
يظنْ إِنني مُغفلاً كِفاية لِعدمْ فهمِي إِنه مُدرِك لِمشاعريْ نحَوكْ

جَررتْ بِخطواتيِ الخائِبة دالِفاً للمطبخِ لأِجلس على المقعدْ بينما أَصبحتْ أَشعُر بِـ تِلك البرودهْ التي غَلفت عيناي بدء الخَدم يتوافدُون بِنقل الأطعِمه للخارِج وأنا فقط مُصغي بِكل حواسيْ لِصوتكْ وعمقهُ وترانيْم ضِحكتُك التيْ بُتْ أَتخيلهاْ وينسِجها خيالي لأِراها لِأول مرةَ داخِل مُخليتيْ ولا أَصِف لكَ كم هي مِثاليةْ

قاطَعْ خلوِتي بِجمالْ مَبسَمك صوتْ والِدكُ والذي أَصبحتْ أراه حبلاً يشتَد حولَ عُنقي اَلم يَكفيهِ ما يَجعلنيْ أُعايشهُ

أَستقمتْ مُتجهاً إِليه بينماَ عيناي لا تنفُك عن مفارقَة نظرهاَ للأرض ولِلحظه وجَدتُها جميلةَ ولكِن لا تخفْ هي لا تأتي بِـ نِدفةٍ مقابِل روعةَ أَرضكْ وكوكَبها

أَستوقَفت خطِواتي عنِد رؤيتيْ لكمْ تقدمتْ نحو والِدُك لِأنحنيْ له بِخفةَ سائِلاً إياه عن سببْ طَلبي وقبلْ أَنا يُجيبنيْ ظهرتْ إِبتسامةَ حول ثغرهُ وددتْ بِوصفها خبيثةَ ولكنِها كانتْ تفوقْ هذهِ الكِلمة بِـ أضعافْ

حَولَ نِظرهُ نحَوكْ وأَنا أَترقبهُ بِحذر وخوفْ
"جونغكوك بُني يجبْ عليكم الأستعِجال ب أَمر الزواجْ أَود رؤية حفيديّ أَيامي المُتبقيه قليلةَ"

بينما يَنطق هو بِـ تلك الكلِمات كانْ داخلِي يتهشمْ صارعتْ البقاء صامِداً هل تعلمْ كم ترجيتْ نفسي الخائِبة على أَن لا تتأثرْ توقعتّ قدوُم هذا اليوم
ولكن لمَ أظنهُ قريبَ لِأسمعه الآنْ

أَبتسمت هي بِخجل بينما أَنتْ كُنت تنظر لها بِأبتسامةَ وعيناكَ تُكاد أَن تفيضْ مِن لَمعتِها، أَشحت بناظريّ عنكْ لقد آذيتني كثيراً آذيت فؤادي دونْ قصداً ولكِن أَلم أكن واضِح لك كِفايةَ ؟ أَلم تسمعَ نبضات قلبيْ وهي تضربْ صدري بِقوة كُلما مررت مِن جانبي؟

" تايهيونغ لقدَ تناسيتْ وجودكْ حقاً فقط وددت أَن أَعلِمك بِـ أَن تضعْ مِلح أَكثر للطعام مِن بعد اليوم لأَجِل عزيزتي نانسي"

توقعَ مني أن أضعفْ أو أبكي ولكنَ قتْل المرءّ بـِ فعل عكسْ ما تُحيكهُ نواياهَ
علتهُ صَمتي وهذا سٍلاحي الوحيد الصمت الذي شُب بـ كيانيَ الُمتهالِك

هذا كانَ فعلْي فقط أومئتَ لهُ بـ صمت

.
.
.

هَونغرنغ 𐤀حيث تعيش القصص. اكتشف الآن