_10_

87 18 41
                                    


...

          تسارعت دقات قلبي و شعرت بالخوف و الغضب معا كلما تقدم ذلك القذر مني خطوة.

عندها لمحت رائد يقف وراءه ليضع يده على كتفه برفق. استدار له غسان. فجأة لكمه بقوة ليقع على الأرض. تقدم مني رائد ليداعب خدي بكف يده.

- صديقك شرس يا جميلة.

رأيت الغضب باديا على ملامحه. استدار إليه ليمسك جاكيته بكلتا يديه و يقول بلهجة قاسية:
- نغم ليست جميلة.

ثم أضاف و كأنه يحدث نفسه:
- لا.. بل هي كذلك.
كدت أبتسم تلك الابتسامة البلهاء لولا قوله بلهجة قاسية مجددا:
- لكن لا تنعتها بذلك فهي جميلتي.

ضحك غسان بمكر ليسأله:
- إذن أنت حبيبها؟
نظر إليه فتاي في تحد ليجيب:
- لا.. لكني سأصبح كذلك.

ابتسمت بعفوية عند قوله ذلك. تركه فنظر إلي غسان نظرات مخيفة ثم رحل.

         استدار رائد ليبتسم مطمئنا و يقول و قد طأطأ رأسه:
- أريد إخبارك بشيء.. أنت مختلفة. لقد مر طيف نورك على قلبي فأضاء عتمة عجزت الأنوار ملامستها. لقد أحييت جزءا مني كان منطفئا و أنا داخل أسوار مخيلتي العميقة.. أنا ممتن لك يا نغم.

- أحبك..

          رفع رأسه في تعجب و كأنه لم يصدق ما قلته للتو. نظر إلي و كأنه يريد مني إعادة كلمتي تلك. ضحك ثم علت وجهه ابتسامة بلهاء عريضة ليضحك مجددا.

شبك أصابع يديه وراء رأسه لينظر إلى السماء و يطلق زفيرا طويلا ثم يقهقه. أعاد النظر إلي في براءة و ظرافة بالغتين و تلك الابتسامة تعلو محياه لتظهر غمازته. اتكأ على الحائط المجاور لنا لتتسارع أنفاسه و يضحك.

أشار لي بيده بأن أنتظر ثم وقف و وضع يده على الجزء الأيسر من صدره و كأنه يتحسس قلبه ثم نظر إلي ليقول:
- أشعر بقلبي ينبض بقوة شديدة من الفرح. أظن أنه سيخرج من بين أضلعي.

﴿أسفك لن يغير شيئا﴾Where stories live. Discover now