chapter 7

12 3 0
                                    

٤ ھ ز

الثلاثاء، بعد الظهر

جامعة عين شمس، الشتاء

شعرت بالهاتف يهتز بجيبي وأنا في طريقي من المحاضرة إلى مكتبي مشيراً انني لدي اتصال هاتفي. وقفت لثواني تحت ظل شجرة بجانب المبنى حتى اخرجه من جيبي، و بالطبع وجدته 'رجب'.

لا أحد غيره بالعالم يكلمني في وقت العمل.

‫-مساء الخير يا رجب.

‫-مساء الفل يا دكتور.

منذ أن بدأت عمل بالجامعة واعلم أن 'رجب' قد جاء ليزورني بمكتبي عندما يمزح على كوني دكتور جامعي، فعلمت على الفور أنه بانتظاري. هذا بالإضافة أنه كلمني بعد موعد انتهاء محاضرتي بدقيقتين، وهذا معناه أنه كان منتظرني ان انتهي.

‫-وأنا أقول المبنى منور ليه. جاي وجايبلي معاك إيه المرة ده؟

‫-ايه ده انت عرفت ازاي اني في الجامعة؟

-عيب يا رجب تسأل سؤال زي ده والله.

-طب بلاش يا دكتور، عرفت منين ان في مفاجأة؟

-وهو انت عمرك جيتلي ويدك فاضية؟

ضحك على قولي قائلاً:

-ماشي يا سيدي، تعالى طيب وانا هبسطك.

‫-أما نشوف.

اغلقت الخط وبدأت في الحركة مجددا في اتجاه المبنى الذي به مكتبي.

كل مرة يأتي فيها 'رجب' لزيارتي في الجامعة يكون معه مفاجأة من أجلي. اول مرة جاء لزيارتي هنا، وكنت معيد في وقتها، كانت معه أول صورة مقطعية لإبنته 'نور'. لم يستطع الانتظار ليريني اياها، وهذه حقاً حتى الآن أفضل مفاجأة بالنسبة لنا نحن الاثنين.

في مرات عديدة أخرى أحضر من أجلي آلة كاتبة قديمة، الطبعة الأولى من كتاب لا تطفىء الشمس لإحسان عبد القدوس كاتبي المفضل، واخر مرة كانت عندما أحضر لي 'فودكا'. ولا أعلم حتى الآن كيف ادخلها الجامعة دون عِلم الأمن، ولم اساله على حيلته حتى اجعلها جزء من المفاجأة.

وصلت الى مكتبي وكان الباب مغلقاً، لكنني سمعت اصوات قادمة من الداخل لرجلين يتكلمان. تعرفت على صوت وضحكة 'رجب' العالية على الفور وبغاية السهولة. صوت الرجل الآخر لم اتمكن من معرفته، لكنه بدا مألوفاً لي قليلاً.

فتحت الباب وأنا أقول:

-السلام عليكم.

كنت الآن أستطيع أن أراهم اخيراً. كان 'رجب' يرتدي ملابس رسمية، وهذا على غير عادته. بنطال أسود وقميص أبيض وجاكيت اسود.

أشرت بأصبعي على ملابسه قائلاً:

-مراتك عارفة انك سرقت بدلة الفرح؟

ک ھWhere stories live. Discover now