الفصل الثاني عشر

936 63 1
                                    


لا تنسوا التصويت وتعليقاتكم
الفصل الثاني عشر

—————

انتشلته من شروده عندما مررت قدحًا من القهوة الساخنة يتصاعد منه الأبخرة أمام نظره لينتبه لها مجفلا من تصرفها يقول بامتنان:

-فعلا كنت محتاج فنجان القهوة دا.

ابتسمت له ابتسامة لم تصل لأعينها، وظلت تفرك أناملها بتوتر بالغ منتظرة منه أن يطمئنها ويبلغها بالحل الأمثل لمشكلتها، فسمعته يثني على إعدادها للقهوة مع تحركه للجلوس فوق أريكتها المفضلة:

-ريحة القهوة تجنن.

لم تعلق على ثنائه بسبب انشغال بالها فاندفعت تسأله على عجالة:

-هنعمل إيه دلوقت، ما أنتَ مش معقول هتفضل قاعد تشرب في شاي وقهوة وأنا في مصيبة.

القى نظرة عليها من فوق فنجانه اربكتها وسألها وهو يتلاعب بهاتفه باهتمام:

-تحبي تفطري إيه؟، في كافيه( ...... ) قريب من هنا بيعمل القهوة والتشيز كيك تحفه، أنا هعملنا أوردر.

-إنتَ فايق تهرج، وليك نفس تاكل؟، أنا كنت متأكدة إنك مش قد كلمتك وهتتخلّى عني.

استمرت بضرب فخذيها بكفيها تولول بأسلوب جديد عليه مشبها هيئتها ب "أمينة رزق":

-أنا عارفه حظّي، كنت متأكدة إنك مش هتعمل حاجة، أعمل إيه دلوقت؟

رفع حاجبه باندهاش، وعينيه تتابع حركة كفيها في علوها وانخفاضها فوق فخذيها سائلا بسخرية:

-من إمتى أتغيرتي يا "نيروز"، وبقيتي لوكل(local)؟

انتبهت لكلماته المسيئة وتلبست وجها صخريا متحفزا قائلةً مستنكرة:

-أنا(local)؟!

تنحنح يجلي صوته مغيرا دفّة الحوار:

-خلينا فموضعنا، في مكالمتك لطليقك.

كاد أن يسهب في إقناعها ولكن صوت رنين هاتفها قاطعهما فتهللت أساريرها تنطق باسم صاحبتها، وكادت أن تنتشل الهاتف لتتفاجأ بجذبه منها مانعا إياها من الإجابة، فثارت بوجهه توبخه وهي معترضة على تصرفه:

-إيه إللي بتعمله ده؟، هات التليفون، زمانها قلقانه عليا.

إلتوى ثغره بابتسامة متهكمة متسائلا بدوره:

-مين كان يعرف مكان شقتك دي؟

عقدت حاجبيها متعجبة من سؤاله ، وأسرعت تجيب بعد إدراك:

-مفيش حد يعرف مكانها إلا أنا و...

صمتت للحظات تمرر نظرها فوق وجهه كأنه وصلها أخيرا معنى سؤاله، فتحولت ملامحها سريعا للصدمة عندما وصلها فحوى سؤاله، أن صديقة عمرها ليست سوى جاسوسا لطليقها، فضيقت عينيها بشراسة وأسرعت تنتشل هاتفها من كفه وكاد أن يعترض إلا أن ما سمعه منها جعله يبتسم، فصغيرته بدأت تتعلم الدرس وسترد الصاع صاعين لمن يمس أسرتها الصغيرة.

 رواية(اللص. .بغدادي) بقلمي وسام الأشقرWhere stories live. Discover now