الفصل الثالث:القرفة والتفاح المُتبّل

6.5K 472 308
                                    

وعي جيمين كان يتأرجح..حاسوبه المحمول وملاحظاته وكتبه الجامعيه مبعثرة على السرير أمامه.. كان يحاول التركيز لكن جفونه تدلت بتكاسل وبثقلٍ مستحيل.. لم يكن يشعر بالنعاس ، فقط شعر وكأن كل الطاقة قد استنفذت من جسده.. كان دائخاً وأقسم بأن الغرفة تدور من حوله.. عرف جيمين بأنه كان يلهث ، حيث يمكنه أن يسمع أنفاسه ، ويشعر بكل كمية الهواء الضحلة في رئتيه.

كان يأمل فقط بألاّ يزعج هوسوك زميله في السكن لأنه يعلم بأنه يحاول أداء واجباته أيضاً.. يونقي لم يكن متواجداً، ولكن هوسوك الجالس في أحد المكاتب كان يكتب بشراسة على جهاز الكومبيوتر المحمول الخاص به.

كان جيمين قد عاد للتو من المكتبة ، لم يكن يشعر بأنه على ما يرام طيلة هذا اليوم، حيث كان يرتجف في جميع فصوله الدراسية ولعن مكيفات الهواء في قاعات المحاضرات.. كان الجو بارداً جداً بالخارج ، فلماذا أخفضوا درجة الحرارة في المباني؟.. لكن عندما وصل إلى مسكنه ، وضبط منظم الحرارة في الغرفة على درجة دافئة ، كان لا يزال يشعر بالتجمد.. اهتزت عظامه، ارتعشت أسنانه ، وتخدرت شفتيه..

جيمين عانق نفسه ، وأغلق عينيه محاولاً أن يتماسك ، كان يشعر وكأن هناك صخرة في صدره تثقل جسده.. لقد أخطأ حين فتح عينيه بسرعة كبيرة حيث فقد إحساسه بالتوازن ، وسرعان ما اصطدم بالحائط على الجانب ليتردد صدى صوت ارتطامه في أرجاء الغرفة .ثبت جيمين في مكانه.

توقفت الكتابة وسمع صوت تحرك الكرسي من خلفه.

"هيي، هل أنت بخير؟" سأل هوسوك ، وهناك ملامح لقلق حقيقي في صوته.. جيمين لعن في عقله.

حاول الإجابة.. فتح شفتيه لكن أنفاسه خرجت مرتعشة ومتقطعة.. لم يستطع حتى رفع نفسه من حيث كان يتكئ على الحائط.. عندما لم يكن هناك رد ، سمع جيمين خطى تقترب ، ثم غطس السرير بجانبه.. ببطء ، حدق به هوسوك بعيون داكنة ،وبحواجب مقطبة معاً ونظرات حذرة.

"أن..أنا..بخي..بخير". تنفس جيمين، "أش..أشعر..بر.البرد." كانت شفتيه جافة ومتشققة ، وكل كلمة مؤلمة.. كانت أنيابه تخزه، ولكن ليس بنفس الطريقة التي يشعر بها عندما يكون جائعاً، هذه المرة كان الأمر أكثر من مجرد رد فعل جسدي.. وكأنها غريزة بدائية كانت وسيلة لتحذير جيمين من أن هناك خطأ ما به.. كان يتألم بشدة.. لقد كان وجعاً مختلفاً تماماً عن حاجته للتغذية.. شعر بأن الأعصاب في أسنانه كانت تشتد وتتمدد وتًهيّج نفسها.. أراد أن يمزقهم.

"الجو دافئ هنا". قال هوسوك، ثم وضع يده على جبين جيمين.. جفل جيمين قليلاً من اللمسة الغير متوقعة.

هوسوك سحب يده ، وتفحص وجهه .. جيمين تجنب عينيه، ليرتجف بقوة بعد رعشة أتت عنيفة بشكلٍ خاص.

حديد وملحWhere stories live. Discover now