البارت 4

1.3K 83 78
                                    

كان ذلك اليوم حافلا بالنسبة للجميع.. فلأول مرة منذ سنين يضيء شخص ما ذلك الكهف المظلم الذي لم يستشعر الدفء و الأمل منذ مغادرتهم قلبه ....

كان يسير عائدا لمنزله بعد يوم مجنون ، هو تغيب عن العمل الذي لطالما ذهب اليه حتى في اشد ايام مرضه و تعبه ، كما و قد قابل شخص لم يقابل مثله من قبل ..

الشخص الذي أضاء كهفه الموحش ، و الذي جعل شيء من الحياة يدب في داخله ، كان شعور لطيف بالنسبة

ابتسامة خافتة زينت محياه يصعب تمييزها و عيناه الحادة التي قلت حدتها ، لا يريد الاعتراف لكن لو اثبت هذا الفتى انه مختلف ، فهذا سيسعده بقدر ما يسعد ذلك الشخص !!

فتح باب منزله ليدخل بينما يهمس بغموض :" ستثبت الايام اذا ما كنت مختلف ام لا .... "

و من الجانب الآخر ما ان عاد لوكاس فقد تعرض للتوبيخ من قبل جميع من كان في القصر و لكن ما أثار ريبتهم او رعبهم هو تلك النظرات السارحة و ملامحه الهادئة ..

في العادة كان اذ تعرض للتوبيخ يبدأ في التصرف كالاطفال و يحبس نفسه في غرفته و أشياء أخرى غبية ، لكن هذه المرة مختلفة !!

هو و بعد ان توبخ من قبل والديه صعد لغرفته بينما يدندن بلحن ما ..

همست مايا لزوجها بقلق :" هل فقد عقله؟؟ "

اجابها بارتباك :" انا قلق بهذا الشأن ايضا ! "

اردفت بذات النبرة السابقة و قد اختلط بها الحزن :" ربما قسونا عليه اكثر من اللازم "

همهم بهدوء بينما رد عليها بابتسامة:" سنتحدث معه على العشاء و نتفاهم "

بينما في الأعلى دخل لوكاس غرفته و اغلق باب بهدوء ليرتاح على السرير بسعادة ، لم يحلم قط بان يحدث هذا فهو اول صديق له منذ زمن ..

في العادة ما كان ليثق باحد لكنه وثق به ، احس بتلك الروح الذابلة التي حجزت نفسها في كهف مظلم ، اراد ان يساعده فهو على يقين ان الوحدة طوال الوقت موحشة...

لكنه تخطى ذلك منذ زمن و لو ظاهريا من اجل والديه لكنه لم يكن وحدا تماما بعد رحيله ! فقد كان هناك شخص لطالما و قف قربه ..

قاطع سلسلة افكاره فتح طرقات منتظمة تليها فتح الباب ليطل ذلك الشخص عليه...

تقدمت اليه فتاة ترتدي ملابس الخدم بعينين عشبيتين شعر زهري قصير ، بملامح طفولية مشابهة لملامح الشاب تخفي عمرها ..

ابتسامة بخفة بينما تقول :"اهلا بعودتك سيدي الصغير "

ابتسم في المقابل ليرد بابتسامة ايضا :" اهلا ماي كيف حالك ؟ "

تقدمت المدعوة ماي لتقف امام السرير ، هو اقترب منها باستغراب ليجلس على السرير امامها بينما ينتظر ما ستفعله..

منبوذ  Donde viven las historias. Descúbrelo ahora