وحين سألتها عن الزواج قالت:
مسألة الزواج معقدة، مشاركة شخص ما تفاصيل حياتك لفترة طويلة ولأنني لست من هواة الطلاق فـلن أتزوج إلا زواج أبدي هي خطوة في غاية الخطورة خصوصًا مع شخصية مثلي سريعة الملل، لا تحب الروتين، لا تقتصر أحلامها على بناء عائلة والخضوع لوظيفة يومية سخيفة من أجل توفير أبسط الاحتياجات المعيشية..
كلما تأملت في هذه الخطوة شعرت بالـخوف لكنني وفي الوقت نفسه أعرف قسوة الحياة ولـربما أعرف ما أحتاجه أيضًا، إن فكرتي في الشخص تكمن في الود، أن يكون ودودًا معي مهما أشتدت خلافتنا لا يهجر لا يغضب للحد الذي يجعله يتعمد إيذائي بكلمات سامة تفسد قلبي، ربما في التفاهم أيضًا ثمة مواقف ستضعنا الحياة أمامها وقتها سنحتاج للمناقشة العقلانية، أن تكون المناقشة من أجل أتخاذ قرار يناسبنا ليس لأثبات أفضلية وجهة نظر عن الأخر، الكثير من الخوف في هذا العالم، ف الزواج يجب أن يكون مأمني، أن أشعر بالطمأنينة معه، مهما حدث لن يتخلى عني، لن يتركني وحدي أمام عواصف الحياة، لن يجعل بيننا شعور الشك حد الجنون، الطمأنينة أحتاج لأطمئن بأنني لست وحدي، أنا سيدة قلبه الوحيدة، لدي الكثير من الأحلام التي أرغب في تحقيقها، لا أحب أولئك الذين لا يحلمون، لا يركضون خلف شغفهم بالحياة مهما كانت صعبة أشبه بالمستحيل هو لا يتوقف عن تحقيق ذاته ويقف بجواري وأنا أسعى لتحقيق كياني في الحياة، أن يكون لين القلب مهما حدث لا يقسو عليّ، لا ينتقدني طوال الوقت، لا ينتقد تصرفاتي وأفعالي، يفهم ما أقصده دون حاجة لشرح وقت طويل في تبرير ما أريد قوله، أن يكون أقرب لي من نفسي، لا أخشى من الأعتراف بالأخطاء التي قد أرتكبها، لا أخشى من معاتبته، لا اخشى من سخريته في المواقف التافهة التي قد تثير غضبي وبكائي
الزواج خطوة في غاية الخطورة لا تحتاج إلا للحب، للود، للتفاهم، اللين، الحلم والطمأنينة.
-محمد طارق
