~1~

678 57 558
                                    

مُنذُ الطفولةِ وهُما مُترافِقان.. لا قِصةَ مُميزةَ حولَ كيفيةِ تَعارُفِهما لكن ما إن إقتربَ أحدُهما مِنَ الآخر حتَّى اِلتصقا كَقطعتي مِغناطيس


كان هذا حتّى سرى الزمان وكَبِرَ الصغيران وباتا فَتيّان وتَقلبت الأحوال


❉ ❉ ❉ ❉ ❉


في مُنتزهٍ صغير يُحاوطهُ الهدوء سَكنَت روحُ الصديقان.. بعد أن أنهكهُما التعب إثرَ كِثرةِ اللهو هنا وهناك


أحدهما تَبدو على ملامحهِ الغبطةُ المُفرِطة، والآخر اِحتلت ملامحهُ تعايبرُ قَلِقة.. كيف سيخبرُ صديقهُ عن إضطرارهِ لِلرحيل؟


مُجرَدُ تخيلِ كيفَ سيهدمُ بهجةَ مَن يُجاورهُ ويُحولُها لِحزن، يَجعلُ خافِقهُ يُعتَصرُ وتَهيجُ ضرباتهُ.. فَماذا لو وقعَ التَخيُل؟


لقد قدرَ صديقهُ دائمًا ووضعَ لهُ مكانةً خاصةً وأهميةً أعلى مِن أهميةِ روحه.. لكنَّهُ الآن كَمن سقطَ في حُفرةٍ وكلا وسيلتي الصعود صَعبة، والبقاءُ في الحفرةِ فاتِك!


أدار وجههُ ناحيةَ مُرافِقهِ ولِثوانٍ استمر بِتأملهِ فقط دونَ التلفظِ بِحرف، حتّى شعرَ الآخرُ بِنظراتهِ المُطولة واستفسرَ عَنها: ما بِكَ وونهو؟


حركَ المقصودُ رأسهُ يَمينًا ويسارًا بِمعنى لا شيء لكن سريعًا تَراجع عَن حركتِهِ قائلًا: أريدُ أن أخبِركَ بِشيء.. شونو


أعطاهُ شونو المجال لِلحديثِ بِأن قالَ له: تفضل اخبرني...


تنهدَ ذو الشعرِ الأسودِ كليلةٍ حالكة الظلام ووجههُ هو بَدرُها المُنير، وتنهيدتهُ لم تكن تعني إلا أنَّ شيئًا غيرَ جيد قادمٌ ناحيتهما.. هذا ما استشعرهُ شونو مِن تصرفاتِ الآخرِ المُرتبكة


وونهو: كيف أقول هذا؟ شونو أنتَ تُدرِكُ أنّ خسارتي لِنفسي أفضلُ بِكثير مِن خسارتي لكَ صحيح؟


صمتَ لِوهلةٍ ينتظرُ ردًا مِن المقصود الذي أُلجِمَ لِسانهُ ما إن سمعَ بِأمرِ الخسارة.. خسارةُ الصديق!


حين لم يجد وونهو الرد أكمل: أنتَ خيرُ مَن يعلمُ مِن البشر كم أنَّ الأوضاع الماديةَ لِعائلتي سيئة، وكم أنّ والدي وأنا حاولنا لِنحسنها لكن دونَ نتيجةٍ تُرجى

مرآة KBROmanceWhere stories live. Discover now