أشعر بالبعدِ عن ذاتي أكثر فأكثر، لا أعلم أين محطّتي ولا منبعي، أجوب الجهات بِلا وعي ولا شعور، أُفكّر بطمأنينة والمرأى مضلِّل، لستُ أدري بحيرة أنا أم للسّيل مستسلمة؟ كل ما أستشعره أني بحقبة ما.. لا رُشد لي بها.
هنا بين شفتيها
الكثير مما لم يُقال
ثرثرةٌ كثيرة
لا معنى لها.
بسيطة هذه الفتاة
كلّما تراقصت الحروف أمامها
نامت
كلّما جلست أمام التّنور
نامت فوق العجين الحامي
يحترق وجهها
كل يومٍ مرّتين
ذات الشّروق
وذات الغروب.
شفاهها المتفحّمة
تواصل نسج الكلمات
غير عابئة
بتوسّفاتها الهالكة.
في الغالب أكتفي بالكتابة في ذهني، ذلك أسهل، داخل الرّأس تجري الأمور كلها بيسر. لكن ما إن نشرع في الكتابة حتى تتغير الأفكار، تتشوّه، تصير خاطئة، الكلمات هي السبب. ومساءً حين أنسخ كل ما كتبته طيلة يومي، أتساءل لمَ أكتب كل هذا، لأجل من أكتب ولأي غرض؟