riteswe

كُـل شِيء صامِت..
          	لا رُوح تتناقِـل بِين عينَـاي ،  و لا طِـيف يقبَـع بجانبِي للنُـوم براحَـه

riteswe

كُل شِيء اصبح هِي..
          
          فـ الجـدَران تلُـوح لِي تذكرنِـي بهَـا و بنواحُهـا ، و طيفُـها فِي الغرفُ يتراقِـص مَع ضجِيج الألحَـان و صوتهَـا
          
          و همـسُهَا الذِي يجعَـل مِن كوابِيسي يذهَـب ، و حضنهَـا الذِي ينتشلنِي مِن الحزنُ و تعصِيه أن يحتلنِـي 
          
          و لكِن أصبحُ كُـل شِيء ماضَـي .. 
          فـ صوتهَـا صمِت و رقصهَـا تناثِر مَع الرِيح ، و همسُـها تلاشَـى و حضنُـها أصبَـح لا يحاوطنِـي و إستسلَـم
          
          و الأن..؟
          أنـا مَع طُوق التأنِيب يحاوِط عنقِـي ، و الذنـبُ يبدَأ بأكلِ نفسِـي و أشلائِـي.

riteswe

أريدُ أن انسَـاك و لكِـن ذكرياتِـك تلُوح فِي فكرِي و جدرَانُ محبتِي
          
          أرِيدُ أن احرمُ نفسِـي مِنك و لكِـن انتَ حلالٌ و لستُ مِن المحرمَـات
          
          أرِيدُ لقيَـاك و لكِـن ألقَى الغرِيب رغمَ قربِك منِـي
          
          
          اراكُ فِي منتصِيـف كُل حروبِـي..!
          لا قرِيـبُ لألقـاك و لا بعِيدٌ لأحرمُ نفسِـي مِنـكَ و لا منسَـايٌ لانسَـاك..

riteswe

أيَامِي متشابِـه ببعضهَـا و متشابِكـه
          
          كأنهَـا دوامهُ تجعلنِـي لا أدرَى ما هذا اليُوم او التارِيخ او الشهُر.
          لا أعرفُ متَى يبدَأ صباحِـي أو متَـى يحِـلُ ليلِـي
          
           فَـ أحسَـب التواقـيتُ بسَبب أذَان المساجِـدُ الذِي يعلُو 
          و أعرِفُ الدقائِـق بِسبَبُ الإقامَـه التِي تسكِـن
          
           و بعدهَـا كُل شِيء يرجعُ كمَـا هُو..
          متشَابِه ببعضِها و متشابِكَه..

riteswe

و لكِنني..
          و رغُـم كُل ما فعلتُ بِي و ستفعلَـهُ مستقبَلاً
          لازلتُ أراكَ ذلِـك الشخصُ العظِـيم الذِي تلمعُ عِينايُ مِن أجلهُ..

riteswe

أتذكِر تلك الأيَـام ..
          
          كُنت لا اناهِز عُمر الخـامِسة و أمِي تُهدنِي مِن اللعبُ المستمِر ،فـ عندمَـا ركضتُ نادهت لِي بقلِقهَـا:
          - محروسَـه يا بُنّـيتِي..!
          
          و أتتنِي و حملتنِـي و قَبلةُ خدِي ، لأردُ علِيهَا بإنزعَـاج بسبَب قلقهَا الذِي لِيس لهُ داعِي:
          -أمِـي أنِي العبُ ، فدعِينِي..!
          
          و لكننِي كبرتُ و دعتنِـي كمَـا اخبرتهَـا..
          و لكِن كلمتهَـا بدت لِي كـأن حنانُهَـا بهَـا ، كأن الكلمَـة تعُود لهَـا ..
          
          كبـرتُ و كلمَـا اتعبُ و أريدُ حنانُهـا و طيبتهَـا و قلقهَـا علِيه ، يـأتِي طِيف الكلمَة بهمسٍ:
          _محروسَـه يا بنّـيتِي..!
          
          و أشعرُ بيدَيهَـا تحاوِط كهـلَ روحِـي و تجمَع أشلاءُ قلبِـي.
          كَـم إشتقتُ نفسِي الصغِيرة ..
          و هذه الكلمَـة بلسَـان أمِي و صُوت امِـي و قلقُ أمِـي و نظـرَات أمِي و روح أمِـي..

riteswe

كسمكةٍ اخترقها رمح
          
          جاءني هاتفٌ من دمَشِـق يقول:
          "أمك ماتت".
          لم أستوعب الكلمات في البدايه
          لم أستَوعب كيف يُـمكِن أن يموت السمك كله
          في وقتٍ واحد..
          
          كانت هناك مدينة حبيبَة تموت.. إسمها بيروت
          وكانت هناك أمٌ مدهشة تموت.. إسمها فائزة..
          
          وكَـان قدري أن أخرِج من موتٍ..
          لأدخل في موت آخر..
          
          كَـان قدري أن أُسافِـر بِينَ مُوتِـين...
          
          -نَـزار قَبـانِـي-

riteswe

التَـاسِع مِن أيار
          
          أصبَـح لدِي أنِـيس لوحدتِـي 
          فـ عينَاها تتسَع عندمَـا أقرِب أناملِي منهَـا ، و صُوتهَـا يجعل مِن عينَاي تدمَع مِن الفرحَـة 
          
          أصبَح لدِي رفِيق فِي وحدتِـي و ظلماتِي..
          لربمَـا أكون أنانِـي ، و ربمَـا أكُون أريدهَـا لوحدِي
          
          و لكِـن شعُـور بأن أحد يشاركنِـي وحدتِـي أفرحتُ قلبِي الذِي كـان بلا مشاعِر.